قريبا.. إطلاق أول مكتبة مختصة بقضايا المرأة السعودية

مشرفة مركز الأميرة جواهر لأبحاث المرأة: «قيادة السيارة» قضية ثانوية.. وسنهتم بالقرارات المعلقة

TT

تحتضن مدينة الخبر قريبا أول مكتبة في السعودية متخصصة بقضايا ودراسات المرأة السعودية، وهو مشروع يعمل عليه حاليا مركز الأميرة جواهر بنت نايف لأبحاث وتطوير المرأة، عبر رصد مكثف وجمع لكافة الأبحاث والكتب والدراسات المتعلقة بالمرأة، على فترات زمنية متباعدة، لتكوين مكتبة متكاملة عنها، التي ستكون متاحة للباحثين والمهتمين في شؤون وقضايا المرأة السعودية.

وكشفت مروة عبد الجواد، مشرفة المركز، لـ«الشرق الأوسط»، بأن المركز الذي تم إنشاؤه في شهر مايو الماضي يعد الأول من نوعه شرق السعودية، يسعى من فكرة تأسيس هذه المكتبة إلى دعم وحدة الدراسات والأبحاث في المركز، حيث سيقوم مجلس أمناء المركز المكون من 16 أكاديمية وباحثة في شؤون تنمية المرأة بالاطلاع على الدراسات السابقة، ومن ثم تحديد الموضوعات البحثية وتشكيل فرق البحث والبدء بإعداد الدراسات المختصة.

وأفادت بأن الاهتمام المبدئي للمركز سيتركز ببحث القوانين والقرارات المعلقة أو التي لم تطبق؛ والخاصة بالمرأة السعودية، ولم تؤكد إن كان قرار 120 وقرار الوكيل الشرعي من ضمنها أم لا. وفيما يتعلق بقيادة المرأة للسيارة بصفتها إحدى القضايا المثيرة للجدل، أكدت أنها ليست من مجالات اهتمام المركز، ووصفت قيادة السيارة بـ«القضية الثانوية»، قائلة «نحن سنكثف جهودنا على ما هو أهم». وحول موضوعات العنف الأسري والبطالة، قالت «قضايا المرأة كثيرة ومتشعبة، وبالتأكيد سنهتم فيها، لكن كمرحلة أولى سنركز على الأنظمة والقوانين المنظمة لعمل المرأة».

وعن الخطة الزمنية للمشاريع البحثية، أوضحت مشرفة المركز بأنها ستركز على قضيتين خلال السنة الواحدة، بحسب نوعية كل قضية ومدى عمقها وتشعبها، وبالسؤال عن الميزانية المرصودة للأبحاث، أكدت أنها لم تقرر بشكل واضح حتى الآن. مشيرة لكون المركز مؤسسة غير ربحية، وأفادت بأن باكورة الأبحاث ستحدد في اجتماع مجلس الأمناء، المنتظر عقده قبل نهاية هذا العام.

ويهدف مركز الأميرة جواهر من إعداد البحوث والدراسات الاستراتيجية المتعلقة بقضايا المرأة السعودية إلى إيجاد الحلول للمشكلات والعقبات التي تواجه المرأة في سبيل تمكينها من تنمية المجتمع، حيث تؤكد مشرفة المركز بأن هذه الدراسات ستخلص إلى تقديم مقترحات وحلول ممكنة التطبيق وسهلة التنفيذ، ومن ثم رفعها للجهات ذات العلاقة.

فيما علمت «الشرق الأوسط» أن المركز تمكن حتى الآن من تسجيل حوالي 1000 سيدة سعودية في قاعدة البيانات «النسوية» الضخمة التي بدأ الإعداد لها منذ حوالي أربعة أشهر فقط، ويسعى مشروع قاعدة البيانات للتعريف بالسيدات السعوديات وإنجازاتهن وجهودهن وتمكين التواصل معهن، وهي قاعدة تحدث بشكل مستمر، وتشتمل جميع البيانات، بحيث تصنف حسب المجال والاهتمام لكل سيدة، ومن المنتظر أن يستفيد منها مركز الأميرة جواهر والمراكز الأخرى المتعاونة معه.

أما بالنسبة لجائزة التميز السنوية للمرأة السعودية التي أعلن مركز الأميرة جواهر عن إطلاقها في وقت سابق، فكشفت مشرفة المركز بأنه يجري التحضير لإعلان تدشينها خلال العام المقبل 2010، وأفادت بأنها تتضمن مبدئيا خمسة مجالات، هي: التعليم، الإعلام، الاقتصاد، الخدمة الاجتماعية، القيادات الشابة. وتابعت بأن الهدف من هذه الجائزة هو تسليط الضوء على انجازات المرأة السعودية، ورفع التنافسية بين السيدات السعوديات، بحيث يرتفع مستوى أدائهن وإنتاجهن.

يذكر أن مركز الأميرة جواهر بنت نايف لأبحاث وتطوير المرأة يعمل تحت مظلة وإدارة صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات، ويتكون من ثلاث وحدات، هي: وحدة الدراسات والأبحاث، ووحدة التدريب والتعليم المستمر، ووحدة جائزة التميز السنوية للمرأة السعودية. فيما أوضحت مشرفة المركز بأنه يتعاون مع المركز كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجلس الثقافي البريطاني، مشيرة للتطلع إلى التواصل مع المراكز البحثية في السعودية.

وكان المركز قد وقع مؤخرا اتفاقية مع المجلس الثقافي البريطاني لإقامة دورة «سبرينغ بورد» المتخصصة بتنمية المرأة، بحيث يقيمها بشكل دوري، وهو ما يأتي ضمن مهام وحدة التدريب والتعليم المستمر، إلى جانب تنظيم الدورات والبرامج التدريبية في المجالات التي تخدم المرأة والمرتبطة بقضايا التنمية الشاملة في المجتمع السعودي، وتنظيم ورش العمل لمناقشة أوضاع المرأة السعودية وبحثها والاستفادة من نتائجها.