جامعة الملك سعود تتجه لتأسيس 5 شركات جديدة مع دول متقدمة

العثمان لـ الشرق الاوسط: نسعى لتحويل الأبحاث إلى منتجات تجارية.. وسنمتلك محفظة عقارية بـ3 مليارات ريال

د. العثمان يسلِّم درعاً تكريمية لأحد الخبراء العاملين في كرسي أمراض الصوت والبلع («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول رفيع في جامعة الملك سعود، أن الجامعة تعمل حالياً على تأسيس 5 شركات بشراكة مع دول متقدمة، وذلك من خلال أفكار بحثية تحولت إلى منتج تجاري، سيتم تسويقه من خلال تلك الشركات.

وقال الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود لـ«الشرق الأوسط»، إن تلك الشركات هي نتيجة لأبحاث علمية أجرتها الجامعة، وستسعى إلى تحويلها لمنتجات تجارية. واكتفى مدير الجامعة بـ «انه سيتم الإعلان عن تلك الشركات في الوقت القريب متى ما تم الانتهاء من الإجراءات»، من دون أن يعطي تفاصيل أكثر.

كما كشف العثمان عن تملك الجامعة لمحفظة استثمارية عقارية بقيمة تصل إلى 3 مليارات ريال (800 مليون دولار) بنهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن المحفظة ستعمل على تحقيق أرباح تصل إلى 270 مليون ريال (72 مليون دولار)، الأمر الذي سيساعد الجامعة على الاستمرار في عملية البحث والتطوير.

وأكد مدير جامعة الملك سعود، خلال مؤتمر تدشين كرسي بحث أمراض الصوت والبلع، الذي عقد صباح أمس في كلية الطب، أن الجامعة لديها مشاريع بقيمة تصل إلى 14 مليار ريال (3.73 مليار دولار)، موزعة على 5 مجالات.

وجاءت تصريحات العثمان، في الوقت الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن جزءا من أهداف الجامعة العمل على نقل الاقتصاد السعودي من اقتصاد يعتمد على البترول إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة.

وأوضح أن الكثير يعتقدون أن الهدف من كراسي البحث الحصول على أموال، في حين أن الهدف الاستراتيجي هو تحويل أبحاث جامعة الملك سعود من أبحاث للترقيات وموضوعة على الرفوف، إلى أبحاث تطبيقية تلامس الواقع، وتتحول إلى منتجات تجارية لخدمة العالم.

وأضاف أن الجامعة تعمل في القطاع الطبي على بناء المجمعات الطبية، ومن ثم تحويلها إلى مراكز ومعاهد متخصصة، تعمل على إيجاد مراكز قوية في العلاج وفي البحث العلمي.

وأكد أن جامعة الملك سعود تخدم 700 ألف مريض سنوياً، ويتم تنويم ما يقارب 56 ألف مريض في نفس الفترة، إضافة إلى إجراء أكثر من 38 ألف عملية، عن طريق 800 سرير، مشيراً إلى أن الجامعة تعمل حالياً على مشروع يضاعف الطاقة السريرية من 800 إلى 1800 سرير، إضافة إلى إنشاء مراكز متخصصة في الأمراض الشائعة في المملكة.

واستشهد العثمان بمركز الملك فهد لأمراض القلب، وهو المركز الذي يعمل على شقين هما العلاجي والبحث العلمي، الذي استقطب جراحين عالميين، بالإضافة إلى مراكز الأورام، ومركز لطب العائلة، الذي يقدم الخدمات الأولية والخدمات المتقدمة.

وأكد أن الجامعة تعد مؤسسة تنموية بجانب كونها مؤسسة تعليمية، وذلك من خلال تنمية المراكز والمحافظات، وذلك عن طريق إنشاء وتأسيس كليات ومجمعات جامعية تتحول إلى جامعات منفصلة، مثلما حدث مؤخراً من خلال تخريج 7 جامعات في المملكة. وأكد أن التصنيفات العالمية للجامعات تدفع الجامعة إلى المزيد من العمل والتطوير، وذلك من خلال حلم الجامعة للتقدم والتطور، والوصول إلى الأهداف، التي رسمتها وبالتالي الوصول إلى أعلى المراتب في التصنيفات الدولية من خلال العمل الدؤوب، مؤكداً إلى أن التصنيفات هي وسيلة وليست غاية.

وأضاف أن ذلك الهدف مبني على دعم من الحكومة يصل إلى 1.5 في المائة من ميزانية الدولة، مؤكداً أن الجامعة ستكون الأولى إن لم تكن الثانية. وأكد أن تصنيف «تايم كيو اس» الأخير، الذي صنف جامعة الملك سعود في المرتبة 247 عالمياً، وجامعة الملك فهد 266، وضع السعودية على خارطة التعليم العالي في العالم.

وكان العثمان دشن أمس كرسي بحث أمراض الصوت والبلع، بحضور أستاذ الكرسي الخبير الأميركي الدكتور توماس موري، صاحب العديد من الأبحاث في مجال أمراض الصوت والبلع، إلى جانب عدد من الخبراء.

وأشار إلى أن ما يحدث في جامعة الملك سعود من إنجازات يوماً بعد يوم، له من رؤية قائد وهو خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ويعتبر إنجازا يسجل في المحافل العالمية، مفيدا أن برنامج كراسي البحث هو مشروع لم ينشأ ليكون عالة على الوطن، ولم ينشأ لكي يستمر طيلة خمس سنوات، بل سيستمر طيلة عمر جامعة الملك سعود. وذكر «أن البرنامج استطاع بأن يمول نفسه ذاتياً، وما يملكه البرنامج كلياً لا يتعدى 30 في المائة من أوقاف الجامعة في مرحلته الأولى».

من جهته، أوضح الدكتور خالد بن حسان المالكي، المشرف على كرسي بحث أمراض الصوت والبلع، أن الكرسي يعمل على شراكة بين الجامعة والمجتمع وصولا إلى العالمية في مجال المعرفة، مشيراً إلى أن الفريق العلمي للكرسي يأمل في أن يحقق رؤيته في أن يكون المرجع العلمي والبحثي الأول في مجال أمراض الصوت والبلع في المملكة، وكذلك عربيا وإقليميا وعالميا.