انتخابات غرفة جدة: مرشحات يستبعدن صورهن من «البروشورات» تحسباً لـ«المعارضة» أو «الانتقاد»

2000 ناخب وناخبة يشاركون في عمليات الاقتراع خلال اليومين الأولين

النساء يسجلن حضوراً لافتاً في انتخابات غرفة جدة (تصوير: ثامر الفرج)
TT

تحول مركز المعارض في جدة، الذي يحتضن انتخابات الغرفة التجارية إلى سوق تجاري، يضم بين أروقته مختلف المنتجات والعروض الدعائية والتخفيضية، التي تقدم للناخبين الحضور في مقر الاقتراع، وبمشاركة أكثر من 2000 رجل وسيدة في الإدلاء بأصواتهم في عمليات الاقتراع حتى يوم أمس، وهما اليومان الأولان لعمليات الاقتراع، ووسط توقعات بأن يتضاعف العدد خلال الأيام المقبلة.

ويأتي ذلك في وقت دفعت مخاوف من أي انتقاد أو امتناع للبعض عن ترشيح بعض المرشحات إلى تغييب صورهن من على البروشورات، التي وزعت في الشوارع والأماكن العامة وسط انتقادات لذلك، ووصف للبعض بأنه محاولة للاستغلال أو خوف غير مبرر.

واكتفت إحدى المرشحات، التي رفضت الإشارة إلى اسمها، في هذا الموضوع بالتعليق على ذلك، بقولها في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تريدون مني وضع صورتي أمام الرجال».

بينما علقت سوسن الشذلي، إحدى المرشحات لـ«الشرق الأوسط» بالقول «إن مشكلة البروشور انه يوزع في كل مكان من المدينة، لذلك لا أريد أن تكون صورتي عليه، لكنها موجودة في كل مكان».

وتتفق معها لما السليمان، عضو مجلس غرفة جدة، والمرشحة الحالية، في ذلك، حيث أكدت لـ«الشرق الأوسط»: «أننا يجب أن نراعي العادات والتقاليد، ولا ننسى أنفسنا؛ لأننا في مجتمع تحكمه العادات».

وبالعودة إلى الوسائل الدعائية، التي قدمت لكسب أصوات الناخبين، فقد سجلت عروض التخفيضات والبروشورات الدعائية لمنتجات متعددة حضورها، إذ حرص المرشحون على سلك طرق دعائية حديثة لكسب أصوات المرشحين، بداية بتقديم فرص مغرية لعامة الناس من كشوف طبية مجانية، وتوزيع بعض المنتجات الاستهلاكية، ومرورا بتوزيع الحلوى والمعجنات، وحتى إحضار سيارات توزيع تحمل ملصقات لشعاراتهم وصورهم الانتخابية، تم إيقافها عند مداخل المركز، ما اضطر المرور إلى إبعاد بعضها، بسبب الازدحام الكبير الناجم عنها.

وسجل موزعو البروشورات الدعائية للمرشحين والمرشحات حضورهم اللافت على امتداد شارع حراء، القريب من موقف الاقتراع، في محاولة لتشجيع الناخبين على المشاركة والإدلاء بأصواتهم.

وذكر حسن حيدر، مسؤول المشتريات في مجموعة مرشحه التجارية، وأحد القائمين على توزيع بروشورات أحد المرشحين «أن فريق العمل المسؤول عن تلك المهمة يضم نحو 25 شخصا من فئات عمرية وجنسيات مختلفة، تم توزيعهم في خمس مجموعات، الذين يعملون تحت مظلة مجموعته منذ سنوات عديدة».

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحمل على عاتقنا مهمة الوقوف بجانب مرشحنا بشكل تطوعي دون مقابل مادي، لا سيما أننا نرى فيه شخصا جديرا بذلك، لقدرته على النزول إلى من هم دونه من الموظفين «على حد قوله» عدا عن الدعم المعنوي الذي نلاقيه»، لافتا إلى أن عدد البروشورات التي تم توزيعها تتجاوز ألف بروشور حتى الآن، التي تحوي السيرة الذاتية والبرنامج الانتخابي وأنشطة المرشح وخبراته.

وأضاف «نعمل لفترتين يوميا، إذ تبدأ الأولى من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية ظهرا، لنستكمل الفترة الثانية من الساعة الخامسة عصرا وحتى السابعة مساء، مبينا أنهم ينسقون فيما بينهم للحصول على دقائق معدودة من الراحة في جو وصفه بـ«الديمقراطي».

وحول تنظيم سير عملهم، أفاد بأنهم يرجعون إلى لجنة متخصصة في الشؤون الإعلامية من أجل الحملة الانتخابية، التي بدورها تكلفهم بما يقومون به طيلة فترة الانتخابات.

فيما أرجع محمد الزهراني، المنسق الإداري في المجموعة التجارية التابعة لمرشحة أخرى، سبب تطوع غير الموظفين معهم في توزيع البروشورات والتسويق لها، إلى كونها تعود لنفس قبيلتهم، بحسب قوله.

وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم توزيع أكثر من 3 آلاف بروشور منذ أسبوعين، إذ استطعنا تغطية مدينة جدة بالكامل، والوصول إلى محافظة الليث عبر مندوبي المجموعة هناك، إلى جانب زيارة الشركات لشرح برنامج المرشحة الانتخابي ورؤيتها ووجهة نظرها».

وأوضح أنه لا توجد ساعات عمل محددة لفريق العمل المكون من 100 شخص، تولى نحو 8 أشخاص منهم مهمة التسويق للمرشحة عن طريق المنشورات والأوشحة والقبعات التي حملت اسمها وشعارها الانتخابي، مؤكدا أن فترات عملهم تعتمد على كثافة الناخبين.

كما ضرب الموجودون في زحام ساحة الانتخابات بتحذيرات الجهات المسؤولة عن مرض إنفلونزا الخنازير بعرض الحائط، إذ غاب عنهم ارتداء الكمامات أو تجنب الاحتكاك فيما بينهم، إذ اكتفى أحد المرشحين بالقول خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا وقت لذلك».

وفيما يخص الانتخابات وبحسب مراقبين التقتهم «الشرق الأوسط» شهدت موازين القوى تغيرا جذريا في اليوم الأول للاقتراع، الأمر الذي دفع بعض الأسماء الكبيرة إلى تغيير سياستها الانتخابية والانتقال من الخيام الخارجية إلى داخل المركز، إضافة إلى توزيع فريق العمل في كافة المواقع.

وتوقع أحد المرشحين، رفض الإشارة إلى اسمه، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» عودة الأمور إلى طبيعتها خلال اليومين المقبلين، مبررا ذلك الاختلاف بأن الاقتراع لا يزال في يومه الأول، ما يجعل حماس المرشحين الجدد بهذا اليوم أمرا طبيعيا.

وقدّرت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط» عدد الناخبين في الفترة الصباحية الأولى بنحو ألف ناخب، وسط توقعات بتجاوز ذلك العدد إلى الضعف خلال الفترة المسائية، وذلك بسبب أوقات الدوام الرسمية لجميع الشركات، التي تنتهي عند الخامسة عصرا، باعتباره موعدا لبدء فترة التصويت المسائية.

ونتيجة تخصيص اليوم الثاني للمرشحين الرجال، لم تجد المرشحات مكانا للجلوس سوى المركز الإعلامي المخصص للصحافيين، إذ اتخذت مجموعة من المرشحات ركنا تجمعن فيه؛ لمتابعة أوضاع الانتخابات عبر الزجاج الفاصل بين الحجرة والجو الخارجي، وسط حالة من التوتر بدت واضحة على تعليقاتهن وتصرفاتهن.

وما يدل على ذلك هو الحركة الدؤوبة للمرشحات داخل المركز الإعلامي، وترديد البعض منهن عبارة «الوقت يمضي طويلا»، فيما علقت مرشحة من أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية السابق «إن خسرت فسأرتاح، وإن ربحت فسأحيي مجتمع مدينة جدة على اختياري، وإعطاء السيدات فرصة المشاركة».

إلى ذلك أكد عثمان عبد الرحمن باصقر، نائب الأمين العام لغرفة جدة، ورئيس فريق العمل المساند للانتخابات، أن «الغرفة سعت جاهدة في أن تتحقق كل وسائل النجاح لهذه المنافسات الشريفة، التي تصب في خدمة الوطن والرقي بشأنه الاقتصادي من خلال هذا الكيان الحضاري المتمثل في أول غرفة سعودية». مبينا «أن هدف كافة المرشحين والمتقدمين المتنافسين في هذه الدورة على رئاسة غرفة جدة السعي إلى تحقيق هدف أساسي، يتمثل في إكمال مسيرة الانجازات التي جرت في السنوات الأربع الماضية».

وأضاف أن «الجميع لديهم عدد كبير من المبادرات المهمة، التي يأملون في استكمالها في السنوات المقبلة لخدمة الوطن الغالي، ومدينة جدة على وجه الخصوص، ويسعون لاستكمال الجهود التي بذلت في المجال الصناعي والتجاري والتوظيف والمسؤولية الاجتماعية، التي ساهمت في إحداث نقلة كبيرة في مسيرة الغرفة، وباتت مركزاً لصناعة الأحداث ودعم الحركة التجارية داخلياً وخارجياً». يشار إلى أن استقبال المرشحين والناخبين الرجال سيستمر على مدار الأيام الثلاثة المقبلة على فترتين، تبدأ الأولى من التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، في حين تكون الفترة الثانية من الخامسة وحتى التاسعة مساءً.