انتخابات غرفة جدة: النساء ينتقدن فصلهن عن الرجال.. وتحديد يوم واحد فقط

الغرفة التجارية لـ «الشرق الأوسط»: فرز 16 ألف صوت اليوم وإعلان النتائج

مرشحات في غرفة جدة جلسن امس أمام مقر الانتخاب وتعكس اشارتهن التحدي والاصرار الذي لديهن (تصوير: ثامر الفرج)
TT

انتقدت المرشحات في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية فصلهن عن المرشحين رغم تواجدهن في مجلس الغرفة التجارية أسوة بالرجال، الأمر الذي دفعهن إلى وصف ذلك بـ «التناقض الواضح» الذي قد يتسبب في خسارتهن لعدد كبير من الأصوات، اضافة الى تحديد يوم واحد فقط لانتخابات النساء خلافا للرجال الذين منحوا 3 ايام. ويأتي ذلك في وقت يتوقع ان يتم اليوم الاربعاء فرز الأصوات آليا لـ 16 الف صوت متوقع مشارك في عمليات الانتخاب، وذلك بعد انتهاء الفترة الصباحية.

الى ذلك أكدت مضاوي الحسون إحدى المرشحات تعود المرأة السعودية على مثل تلك التناقضات في ظل محاولتها الدائمة لتجاوزها، مشيرة إلى وجود تناقض كبير بين وجود العنصر النسائي في الغرفة التجارية والانتخابات.

وقالت في حديث لـ «الشرق الأوسط» إن المرشحات يبذلن كامل جهودهن للوصول إلى ما يردن، إلا أن الفراغ الناتج عن عدم وجودهن بين الناخبين يتيح فرصة أكبر لتفوق المرشحين عليهن، لا سيما وأن موعد ترشيح المرأة قد انتهى، ما يجعل الناخب أكثر عرضة لإغراءات كثيرة أخرى.

وأوضحت أن تخصيص يوم واحد للنساء مقابل ثلاثة أيام للرجال ليس فيه عدل باعتبار أن العنصر النسائي في المجتمع ما زال غير مقتنع حتى الآن بالانتخابات النسائية، مبينة أن الأيام الثلاثة التي منحت للتصويت للمرشحين غير كافية. واستدركت بالقول هناك أصوات كسبتها المرشحات خلال تلك الأيام المخصصة للرجال، «إلا أن عدم وجودنا سيتسبب في خسارتنا لأصوات أخرى في ظل عدم وجود ممثلين لنا».

ولعل جلوس المرشحات على طاولة واحدة طيلة أيام الانتخابات مشهد لم يظهر في خيام المرشحين وقاعة الانتخابات التي تم منع المرشحات من دخولها، وهذا ما علقت عليه مضاوي الحسون بقولها «من غير المعقول رؤيتهم مجتمعين مع بعضهم بعضا».

وأضافت «قد يعد ذلك الأمر طبيعيا، لا سيما وأن الانتخابات تخلق نوعا من الحساسية فيما بينهم، غير أن هناك تصرفات قد تخرج عن إطار المألوف»، مؤكدة على وجود تنافرات قوية بين المرشحين أنفسهم، مرجعة سبب التشكيك في نزاهة الانتخابات إلى التصرفات الخاطئة التي تحدث خارج قاعة الاقتراع.

ولفتت إلى أن المرأة السعودية تمكنت من إثبات وجودها ومهنيتها في العمل واستيعاب المواقف، إلى جانب تحليها بأخلاقيات العمل الانتخابي بخلاف ما يحدث داخل خيام المرشحين، موضحة أن المرشحات بعيدات كل البعد عما يحدث في مجتمع الرجال.

فيما ذكرت المرشحة غادة الغزاوي أن من غير العدل الفصل بين المرشحات والمرشحين في الانتخابات، إذ من المفترض وجودهن لاستقبال ناخبيهن، باعتبار أن المرأة تخدم المجتمع بأكمله في جميع القطاعات.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن وجودنا كمرشحات مع بعضنا أتاح لنا تبادل الآراء والمعلومات والنقاشات، دون أن يسهم في تفعيل دورنا كون كل مرشحة منشغلة بممارسة أشغالها الخاصة. وأكدت على زيادة عدد الناخبات النساء في هذه الدورة مقارنة بالدورة الماضية، إذ تجاوز عددهن 160 خلال الدورة الحالية بعد أن كان العدد لا يتجاوز 99 ناخبة في الدورة التاسعة عشرة.

من جهته نفى أحمد الغامدي رئيس المركز الإعلامي لانتخابات مجلس الغرفة التجارية في دورتها العشرين وجود ناخبات لم تتح لهن الفرصة في الاقتراع نتيجة تخصيص يوم واحد فقط للسيدات مقابل ثلاثة أيام للرجال.

وقال لـ «الشرق الأوسط» تم تحديد عدد الأيام للمرشحين والمرشحات بمبدأ النسبة والتناسب بين عدد المنشآت التي يمتلكها الرجال والأخرى التابعة لملكية النساء. وفي المقابل طالبت المرشحات بضرورة إعادة النظر في وضع المرأة بالانتخابات في ظل قدرتها على إثبات وجودها ومهنيتها، إلى جانب ضرورة الوعي بقدراتها والوثوق بها كونها تملك كافة الإمكانيات التي تخولها لقيادة المجتمع. إلى ذلك تجاوزعدد الأصوات في انتخابات الغرفة التجارية خلال الفترة الصباحية من يوم أمس الثلاثاء ألف صوت من بينهم نحو 50 مستثمرا أجنبيا، إضافة إلى بلوغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات باليوم الأول للرجال حوالي 2500 ناخب. وسيتولى وزير التجارة تسمية ستة مرشحين من بين 65 مرشحا يتنافسون على 12 مقعدا نصفهم من الصنّاع والنصف الآخر من التجّار، إلى جانب اختيار المجلس الجديد للرئيس والنائبين في أول اجتماع له. وستشهد الانتخابات اليوم الأربعاء إعلان النتائج قبل نحو ساعتين من إغلاق باب التصويت الذي يبدأ في التاسعة وحتى الثانية ظهرا خلال الفترة الصباحية، ويستأنف من الخامسة إلى التاسعة مساء، وذلك بحسب ما ذكره المهندس محيي الدين حكمي مدير قطاع التقنية والمعلومات في غرفة جدة.

وقال «سيبدأ الفرز في العاشرة مساءً بمقر الغرفة الرئيسي حسب طلب اللجنة المشرفة على الانتخابات التي يرأسها الأستاذ يحيي بن علي عزان، إذ يستغرق ذلك ساعة تقريباً، ليتم عقب ذلك فرز الاستمارات بالعين المجردة من قبل اللجنة والمراقبين على مدار ساعتين تقريباً قبل أن يتم الفرز الآلي الذي يستغرق أيضا المدة الزمنية نفسها».

وأضاف« سيتم اليوم فرز الأصوات آلياً عبر جهاز متطور يستطيع فرز أكثر من 16 ألف استمارة خلال الساعة الواحدة، والذي تم استخدامه للمرة الأولى في انتخابات الدورة التاسعة عشرة عام 2005م وحقق نجاحاً كبيراً ساهم في انتقال التجربة إلى ثمانية غرف سعودية خلال الفترة السابقة، وتقرر أن تستخدمه غرفة جدة في الدورة الحالية لتحقيق أعلى درجات الشفافية».

يشار الى ان غرفة جدة استعانت ولأول مرة خلال فرز انتخابات مجلس إدارة الغرفة في الدورة الـ20، بماكينة فرز آلية مستأجرة من إحدى الدول الأوروبية بنحو 250 ألف ريال من شأنها فرز نحو 16 ألف استمارة في الساعة، مفيدا أن ذلك سيساعد في الإعلان السريع للنتائج. وأوضح الحكمي أن هذه التقنية ستستخدم لأول مرة في السعودية لتحقيق أعلى نزاهة وفعالية للانتخابات، مشيرا إلى أن جميع الاستمارات ستعرض على الفحص بالعين المجردة قبيل إدخالها في الماكينة لملاحظة أي تجاوزات قد تحدث.