انتخابات غرفة جدة: 6400 صوت تحسم الصراع لصالح 11 رجلا وامرأة

مستثمرون أجانب يدلون بأصواتهم.. والإدارة الجديدة تتسلم العمل 5 نوفمبر

شهدت انتخابات غرفة جدة منافسة حادة بين المرشحين، الذين استخدموا وسائل متعددة لجذب الناخبين.(«الشرق الأوسط»)
TT

اسدل الستار فجر يوم أمس الخميس على آخر فصول انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، بفوز 12 مرشحا من أصل 65 متقدمين بينهم خمسة من أعضاء مجلس الإدارة السابقة منهم امرأة حصلت على ثاني اكبر نسبة أصوات من فئة الصناع.

وعكست النتائج حجم المنافسة بين المرشحين على الدخول لمجلس إدارة «غرفة جدة» في اسخن انتخابات مرت عليها، وذلك بعد أحداث دراماتيكية، سجلت قبل إقفال باب الترشيح، في الوقت الذي أشار فيه مرشحون وناخبون الى وجود عنصر المفاجأة في الأسماء الفائزة. وبحسب الإعلان النهائي لفوز المرشحين عن فئة التجار، حقق كل من عصام بن عبدالله ناس على 282 صوتاً، تلاه محمد بن حبيب الرحمن خوجة، وفاز بـ 278 صوتاً، ثم زياد بسام البسام بـ 258 صوتاً وبسام جميل أخضر عضو المجلس البلدي والذي حصل على234 صوتاً، وكل من عبدالله صادق دحلان بـ 185 صوتاً، وزهير علي المرحومي بـ135صوتا.

فيما ضمت قائمة الفائزين من فئة الصناع كلا من سليم سالم الحربي بـ 567 صوتاً، ولمى عبدالعزيز السليمان والتي حصلت على 557صوتاً، ثم عبدالله مرعي بن محفوظ نائب رئيس مجلس الإدارة السابق بـ 496 صوتا، وكلا من مازن محمد بترجي الذي فاز بـ 435 صوتا وأحمد علي المربعي بـ 389 صوتا، وحصل عبد الخالق محمد سعيد على 302 صوت.

وأكدت مصادر رسميه في لجنة الفرز لـ«الشرق الأوسط» - رفضت الإفصاح عن اسمها- استبعاد عدد من الاستمارات بسبب بعض المخالفات، ومنها ترشيح أكثر من مرشح في الاستمارة الواحدة، مشيرة الى أن تأخر فرز الأصوات يرجع لعملية الفرز اليدوي كون بعض المصوتين لم يلتزموا بالتعليمات في وضع إشارة المرشح في المربع المخصص، وهو ما رفضه جهاز الرصد الاليكتروني، واستدعى فرزا يدويا وتدقيقا اكبر حفاظا على حقوق المرشحين.

وبينت المصادر أن غرفة جدة حققت الرقم الأكبر في عدد المصوتين على مستوى المملكة بنحو 6400 صوت، مقارنه بتلك التي أجريت في الرياض العام الماضي وصوت بها نحو5250 صوتا.

إلا انه وعلى الرغم من ذلك، يرى المراقبون أن تلك الأصوات تعد جيده مقارنه بالدورة السابقة، التي شهدت ترشيح نحو 4800 صوت ولكنها لا تعكس العدد الذي كان متوقعا، خاصة أن الغرفة ينتمي لها نحو 34 ألف منتسب.

وشكلت النتائج لبعض المرشحين الخاسرين والفائزين صدمة قوية، خاصة عند فئة التجار كون أرقام الفائزين كانت ضعيفة جدا، حيث أكد عدد من المرشحين لـ«الشرق الأوسط» أنهم توقعوا أرقاما عالية جدا أكثر من أصوات الفائزين أنفسهم، وهو الأمر الذي أكدته بعض الأسماء الفائزة مطلقين الكثير من عبارات الدهشة حيال ذلك. وكانت الانتخابات قد مرت بعملية فرز الأصوات لاختيار المرشح مساء الأربعاء بمقر الغرفة الرئيسي وسط ترقب 65 مرشحاً يتنافسون على 12 مقعداً للدورة العشرين التي ستسلم مقاليد الغرفة بعد الخامس من نوفمبر المقبل، حيث كان هناك إقبال كبير من خلال تكثيف المرشحين لنشاطهم في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب التصويت، وتواصل الإقبال بشكل واضح على الاقتراع وتجاوز الذين أدلوا بأصواتهم خلال الفترة الصباحية فقط أكثر من 1200 شخص. يذكر أن الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات خلال الأيام الأربعة الأولى تجاوز4500 ناخب، واستمر إدلاء المستثمرين الأجانب بأصواتهم في واقعة تحدث للمرة الأولى في السعودية، وفي توجه ينسجم مع توجهات الدولة بفتح الباب أمام المستثمرين لممارسة العمل التجاري والصناعي داخل المملكة. وأغلقت صناديق الانتخابات في مركز المنتديات والفعاليات شمال جدة عند التاسعة من مساء الأربعاء، ونقلت الصناديق بمعرفة اللجنة المشرفة على الانتخابات التي تشرف عليها وزارة التجارة والصناعة ويترأسها يحيي بن علي عزان إلى المقر الرئيسي للغرفة، ولم يبدأ الفرز رسمياً إلا بعد الثانية عشرة مساءً من نفس اليوم.

وبحسب عاملين في اللجنة فإن فرز الاستمارات بالعين المجردة من قبل اللجنة والمراقبين على مدار ساعتين تقريباً، قبل أن يتم الفرز الآلي الذي يستغرق من ساعة إلى ساعتين، عبر جهاز حديث تستخدمه الغرفة للمرة الثانية يستطيع فرز 16 ألف بطاقة في الساعة الواحدة تمهيداً للإعلان الرسمي للنتائج فجر الخميس. وشدد محمد عبد القادر الفضل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة على أن الغرفة نجحت في الوقوف على الحياد، وعلى بعد خطوة واحدة من جميع المرشحين وكان انحيازها الأول للناخب، حيث مهدت كل السبل أمامه للإدلاء بصوته في سهولة ويسر بصورة مثالية واستطاعت أن تحقق جميع وسائل النجاح لهذه المنافسات الشريفة التي تمثل عرساً حضارياً.

وأكد الفضل أن الدليل الأكبر على حيادية الغرفة وشفافيتها في التعاطي مع الحدث الإشادات المتكررة من المرشحين والناخبين في آن واحد، والذين أكدوا على التنظيم الرائع لسير العملية الانتخابية، وأجمعوا على أن الناخبين تمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بيسر وسهولة وفي زمن قياسي، وأجمعوا على أن موظفي الغرفة تعاملوا بشفافية كبيرة مع الجميع، وسخروا كل إمكانياتهم لتحقيق النجاح المأمول وتسهيل العميلة الانتخابية ووفروا كل وسائل الراحة للناخبين الذين كانوا في مستوى الحدث. وبين أن الانتخابات انطلقت منذ السبت الماضي حيث خصص اليوم الأول للناخبين في الليث والقنفذة، في حين أدلت صاحبات الأعمال في مدينة جدة بأصواتهن الأحد بمركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات قبل أن يبدأ التصويت للرجال منذ الاثنين وعلى مدار ثلاثة أيام. ومن جانبه أكد مصطفى أحمد كمال صبري الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة، انه بعد الإعلان عن أسماء الفائزين سيتم تخصيص أسبوع للطعن من قبل المرشحين، وإذا لم يكن هناك طعن يعين وزير التجارة والصناعة عبد الله بن أحمد زينل الـ6 الأعضاء، (3 تجار و3 صناع) والمكملين لمجلس الإدارة، ومن ثم يعقد أول اجتماع للمجلس الجديد لانتخاب الرئيس ونائبيه وممثل للغرفة في مجلس الغرف السعودية. وشدد صبري على أن مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمد بن عبد القادر الفضل مستمر في عمله حتى 5 نوفمبر المقبل، حيث سيكون هناك تسليم واستلام بين المجلس الحالي والجديد الذي يتولى المسؤولية رسمياً بعد هذه الفترة.

وأوضح أن الفريق التنفيذي في غرفة جدة الذي يتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية سيواصل عمله بنفس الحماس، وكما عهده مجتمع الأعمال حيث ستشهد الأيام الأخيرة من عمر المجلس الكثير من النشاطات على كافة الأصعدة، وقال: على الرغم من أن الغرفة تعيش الأيام الأخيرة من عمر مجلس إدارتها إلا أنها تشهد العديد من الأنشطة والفعاليات في مبناها الرئيسي تزامنا مع الحدث الكبير الذي يعيشه مركز جدة للفعاليات والمنتديات كمقر لانتخابات المجلس العشرين لإدارة الغرفة.

وأضاف «ستشهد الغرفة خلال هذه الأيام التحضير لعدد من الفعاليات الكبيرة كمنتدى الأسر المنتجة والملتقى السعودي الروسي، إضافة للمعرض الذي يرافقه أكثر من مائة شركة روسية، وهذا يدل على الكفاءة التي يتميز بها موظفو الغرفة على الرغم من تواجد عدد كبير منهم يعمل على تنظيم العملية الانتخابية».