في السعودية.. توجه لإحلال ثقافة المعارض النسائية بديلا عن «البازارات»

مع انطلاقة «وومكس» النسائي بمشاركة أكثر من 70 منشأة

TT

ينطلق في السعودية، اليوم الاثنين، ثاني نسخ معرض «وومكس» النسائي، بمشاركة 70 منشأة، في توجه يسعى لإحلال ثقافة المعارض النسائية كـ«بديل» عن ثقافة «البازارات»، والتي وصفها اقتصاديون بأنها أماكن تكثر فيها الفرجة، ويقل فيها الشراء.

وقلل خبير اقتصادي سعودي، من شأن البازارات النسائية، التي تقام على مدار العام، وتكثر في مواسم الإجازات وقبيل الأعياد.

ورأى بسام الشدادي الرئيس التنفيذي للشرق الأوسط للمعارض والمؤتمرات صاحبة الامتياز لمعرض «وومكس» النسائي الثاني، ضرورة إلغاء الصورة الذهنية النمطية عن تحقيق حاجات المرأة السعودية بعمل بازارات لا تتناسب مع تطلعاتها ولا حجم البلد الاقتصادي. وقال إن المرأة السعودية أصبحت تتطلع للعالمية ولديها رأس مال كبير توجههنحو أبواب تجارية ضخمة داخل بلدها، في إشارة إلى عدم تحقيق البازارات النسائية لتطلعات رؤوس الأموال الرامية إلى تحقيق الأرباح.

وأكد الخبير الاقتصادي، على أن المنشآت والمؤسسات الوطنية، هي الأقدر والأنسب لمعرفة احتياجات المجتمع، مشددا على حرصها لاستقطاب المنشآت والشركات العالمية بحماس ليقدموا كل جديد على أرضها.

واعترف الشدادي، بنشاط حركة أسواق البازارات النسائية في بلاده. غير أنه يرى ـ من وجهة نظره -، بأنها «عمل عشوائي لا يخضع لأي احترافية».

وقال «ما نستطيع أن نطلق عليه معرضا نسائيا، هو ما يخضع العمل فيه لبروتوكول عالمي وهو بالحقيقة قليل بل هو نادر وهذا بصراحة ما دفعنا إلى السعي لإيجاد معارض نسائية راقية وعالمية».

ويؤكد بسام الشدادي، أن المرأة في بلاده، تمتلك قدرة اقتصادية ورغبة في دخول مضمار التجارة. ولكن ما يعيقها أحيانا هو عدم قدرتها على متابعة المعارض العربية والعالمية، على حد قوله، وهو ما دفعهم لتبني فكرة إقامة معرض نسائي عالمي متخصص، ينافس المعارض العالمية من جهة، ويجمع لها آخر المنتجات من جهة أخرى، ويسمح لها بعقد صفقاتها تحت مظلة معرض معترف به، من جهة ثالثة.

ويشير إلى أن الواقع يثبت أن المعارض التي لها علاقة بالنساء، تكون مربحة في العادة. وقال «نجد انتشارا وكثرة للبازارات النسائية، ولكن بالتالي من يربح هو من يقدم الأفضل للمرأة، لأن المرأة السعودية الآن أصبحت أكثر وعيا ومعرفة وقدرة على الاختيار فلم تعد سلعه للربح من خلالها».

ويرى في الجانب الآخر، أن من الضروري، لتحقيق نجاح المعارض النسائية التي تقام في بلاده، أن تكون متجددة وذات حرفية عالية لتثق المرأة بها وتساعد على نجاحها بكل مرة. ويضيف «بالتالي المعارض النسائية الاحترافية هي الأصعب لذا من يستمر بها هو الأجدر والأقدر على النجاح».

ويبدو أن الشركة المنظمة لمعرض «وومكس» النسائي الثاني، ستتريث إزاء فكرة دعم المشاريع النسائية الصغيرة، فكما يقول الشدادي فإن هذه الفكرة كانت موجودة في النسخة الأولى لهذا المعرض، ولكنهم أرادوا التريث لحين التأكد من مدى استفادة صاحبة المشروع أو الفكرة أو المنتج من الاشتراك مع الشركة.

ولخَص فكرة دعم المشاريع الصغيرة، بأنها عبارة عن منصات مصغرة تمنح بسعر رمزي لصاحبة المشروع، لتتمكن من تسويق أفكارها وإبداعها ومشروعها، للجميع.

ولا يرى الشدادي، الخبير الاقتصادي، بأن هناك معوقات حقيقية، تقف دون تنظيم وتنفيذ المعارض النسائية المتخصصة. وقال «من واقع بعض التجارب الشخصية نرى دعم الدولة لجميع من أراد أن يرفع ويرتقي في جميع المجالات وبمجال صناعة الفعاليات بالذات».

غير أنه يأسف لوجود من يعمل في هذا النشاط، ممن يسعى وراء الربح المادي على حساب جودة العمل أو الاكتفاء بما هو موجود وقائم دون السعي وراء التطوير.

وسيبدأ معرض «وومكس» النسائي، في نسخته الثانية، اليوم الاثنين، وحتى يوم الأربعاء المقبل. ويتحدث الشدادي عن الجديد في هذه النسخة بقوله «قد تم توسيع دائرة الجهات المستهدفة والتي طلب منا استهدافها في (وومكس 2008) من قبل بعض الزائرات أو الجهات المشاركة».