«الشورى» ينتقد أداء «الهلال الأحمر».. ويصف خططه بـ«العشوائية»

على الرغم من استقطاب الجهاز 20 مروحية وطائرتين ضمن مشروع الإسعاف الطائر

TT

انتقد أعضاء في مجلس الشورى السعودي، أمس، هيئة الهلال الأحمر، واصفين الخطط التطويرية التي يقوم بها هذا الجهاز بـ«العشوائية».

وشهدت جلسة الأمس التي عقدها الشورى، انتقادات لاذعة لضعف التقرير الذي تقدمت به هيئة الهلال الأحمر السعودي للمجلس، عن عام 2007، حيث ذهبت الانتقادات إلى أن التقرير لم يتم إعداده بناء على المادة 29 من نظام مجلس الوزراء.

وجاءت هذه الانتقادات من أعضاء مجلس الشورى، في الوقت الذي يشهد فيه جهاز الهلال الأحمر السعودي، خطوات تطويرية كبيرة، منذ تولي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئاسة الهيئة.

وحظيت ميزانية الهلال الأحمر، بمضاعفة ضخمة بنسبة 140 في المائة، حيث ارتفعت ميزانية الجهاز من 630 مليون ريال، لتصل إلى 1.4 مليار ريال سعودي.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هيئة الهلال الأحمر، قالت في تقريرها الذي عرضته على مجلس الشورى أمس، بأنها لا تزال تعتقد بأن زمن الاستجابة الذي تبديه الفرق التابعة لها «غير كاف»، وذلك لأسباب تتعلق بضعف الانتشار الأفقي لمراكزها.

وأمام ذلك، تبنت هيئة الهلال الأحمر، أخيرا، استراتيجية لنشر مراكزها الإسعافية على نحو أفقي. غير أنها تعرضت أمس، من غالبية أعضاء الشورى الذي تحدثوا في الجلسة المسائية للمجلس، لوابل من الانتقادات، التي تؤكد بأن الهيئة تعاني عجزا في التشغيل، ناجما عن الافتتاح العشوائي للمراكز الإسعافية، طبقا لما ذكره الدكتور طلال بكري.

وقامت هيئة الهلال الأحمر، قبل عامين، بنقل ما يزيد على 160 ألف حالة إسعافية، 80 في المائة منهم كانوا ضحايا حوادث. لكنها في المقابل، لم تتعامل مع 110 آلاف حالة، وذلك لوصفها بأنها كانت حالات سيئة. وهنا سجل الدكتور عبد الرحمن العطوي تساؤلات حول امتناع «الهلال الأحمر»، لنقل عشرات الآلاف من الحالات، وقال ان هذا الأمر يعكس حالة من الضعف في الإمكانات والقدرات.

واستقطب الهلال الأحمر السعودي، طبقا لتقريره المعروض أمام الشورى أمس، قرابة الـ70 مسعفا. وأمام ذلك، استغرب العضو طلال بكري مجددا، لجوء الهيئة لاستقطاب كوادر من الخارج في الوقت الذي ينتظر فيه المسعف السعودي فرصة للالتحاق بهذا الجهاز. وتوقف المهندس إحسان عبد الجواد، عضو الشورى، عند الأرقام التي تحدثت عن زيادة الوظائف الإدارية المعتمدة من 500 إلى 700 وظيفة، في الوقت الذي تبرز الحاجة لمضاعفة أعداد المساعدين الصحيين الذين احتفظوا بنفس العدد الوظيفي تقريبا. وقال عبد الجواد، ان هيئة الهلال الأحمر ليس لديها خطة واضحة للتطوير، والعمل فيها يتم بشكل عشوائي.

وجاءت كل هذه الانتقادات، في الوقت الذي أعلن فيه الهلال الأحمر، عبر التقرير نفسه، عن أنه قام باستقطاب 20 مروحية، وطائرتين ثابتتي الجناح، ضمن مشروع الإسعاف الطائر، الذي أوقفه الجهاز منذ فترة بعد حادثة تحطم طائرة نفاثة تابعة له.

ويأتي ذلك، فيما أقر مجلس الشورى، أمس، توصية إضافية تقدم بها عضو المجلس الدكتور أحمد آل مفرح خلال مناقشة التوصيات الإضافية على تقريرين سنويين لوزارة العمل، تنص على أنه «على وزارة العمل وضع آلية عملية للتأكد من كفاءة من يزاولون المهن المختلفة من العمالة الوافدة للترخيص لهم وإعادة الترخيص بصفه دورية وإصدار رخص العمل وفقاً لذلك».

وقال اللواء الدكتور محمد أبو ساق إن هذه التوصية ستعمل على الحد من العمالة السائبة التي قال إنها تشكل خطرا أمنيا على البلاد. فيما أكد الدكتور خليل البراهيم على أهمية وجود آلية تساهم في منع تلك الأيدي غير الماهرة من العمل في السعودية.