كشف وادي الظهران للتقنية التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران أنه يتم العمل حاليا مع أرامكو السعودية لتتولى بدورها عملية تسويق تقنيات جرى تطويرها في مراكز الوادي البحثية. وذكر لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فالح السليمان المشرف على وادي الظهران للتقنية أن الوادي ومن خلال الشركات العاملة فيه يعمل مع أرامكو السعودية لتسويق التقنيات والاختراعات التي أنجزت في الوادي. واصفا خطط العمل في هذا المشروع والتسويق بأنها تتم بهدوء.
وحول طبيعة الدور التسويقي الذي ستؤديه أرامكو لوادي الظهران ذكر السليمان أن الوادي سيقوم ومن خلال المراكز البحثية التي أنشأها عدد من الشركات العالمية بتطوير التقنيات التي تحتاجها أرامكو أو ترغب في الحصول عليها مقابل أن تقوم أرامكو باستخدام هذه التقنيات لتحقيق مردود تسويقي لمنتجات الوادي، وذلك من أجل توطين التقنيات التي جرى تطويرها داخل الوادي. حيث سيجري العمل بين ثلاثة أطراف هي وادي الظهران والشركات الموجودة بداخله وأرامكو السعودية، بحيث تتولى الجامعة الكشف عن التقنيات التي تطلبها أرامكو والتركيز عليها، بينما تقوم المراكز البحثية بداخلها بتطوير هذه التقنيات لتصل إلى منتج نهائي تستخدمه أرامكو، وهو ما سيحقق بدوره دور دعائي وتسويقي هام لمنتجات المركز البحثية. حيث تعد أرامكو من أكبر الداعمين لوادي الظهران للتقنية. وعلى صعيد آخر كشف السليمان لـ«الشرق الأوسط» أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ستقوم بتعجيل خطوات إنشاء المرحلة الثانية من الوادي التي سوف تحتضن خمسة عشر مركزا بحثا عن الموعد المقرر لها، وذلك نظرا للإقبال الكبير الذي يواجه الوادي من الشركات الراغبة في إنشاء مراكز بحثية لها. حيث من المفترض أن تحتضن المرحلة الأولى من الوادي اثنتين وعشرين شركة ووصلت نسبة الإنجاز فيها إلى ستين في المائة بحسب ما ذكر السليمان. مشيرا إلى أن خطوات العمل في هذا المشروع البحثي الأول من نوعه في المنطقة تتسارع بشكل متزايد. وقد تم توقيع عقد إنشاء مركز بحثي لشركة هانيويل العالمية هذا الأسبوع، وستشهد المرحلة القادمة توقيع عقود مع شركات عالمية أخرى هي بيكر هيوز ويوغوبي وويل بارسن. في حين تعد أبرز الشركات القائمة في المركز حاليا هي انتل ويوكوجاوا وشلمبيرجير واميانتيت وسبكيم. وقال السليمان بأنه إضافة إلى الطلب المتزايد من قبل الشركات على الوادي فإن المخرجات التقنية التي حققها الوادي خلال السنوات الثلاث الماضية دفعت بعدد من الشركات القائمة إلى طلب مساحات إضافية لتوسيع مشاريعها البحثية داخل الوادي. حيث تنوي كل من شلمبيرجير ويوكوجاوا مضاعفة أعمالهما البحثية داخل الوادي. يأتي هذا في وقت تمكنت فيه شلمبيرجير، الشركة العالمية في مجال النفط، وخلال سنوات وجودها الثلاث في وادي الظهران للتقنية من تسجيل 36 براءة اختراع تم تطويرها داخل الوادي، بينما تمكن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من تسجيل 45 براءة اختراع في وقت تنتظر فيه الجامعة تسجيل 168 براءة اختراع أخرى تم تطوير جزء كبير منها داخل وادي الظهران للتقنية. وعلى صعيد آخر انضمت شركة هانيويل العالمية إلى قائمة الشركات ذات المراكز البحثية في وادي الظهران للتقنية، حيث جرى توقيع اتفاقية بهذا الخصوص يوم الأحد الماضي. وبموجب هذه الاتفاقية فإن هانيويل ستشيد مركزا يكون مقر أنشطة الشركة في أعمال البحث والتطوير، ويتكون المركز من خمس وحدات من المقرر افتتاحها في الربع الأخير من عام 2010، ويضم المركز فريقاً متعدد المهام من شركة هانيويل لحلول البناء، وشركة «يو أو بي» ووحدات هانيويل لحلول المعالجة، كما ستشمل أيضاً شركة «إنراف» ومجموعة «آر إم جي».