شوارع القصيم تستقبل فصل الشتاء بسيارات بيع الحطب

توقعات بارتفاع أسعاره إلى 100% خلال الأسابيع المقبلة

TT

ما أن تأخذ بوادر فصل الشتاء بالظهور على أجواء منطقة القصيم «شمال وسط السعودية»، حتى يرافقها باعة «الحطب» بأساليب وطرق متنوعة لبيع قطع الحطب المختلفة من أرطى وسمر وغضا، إضافة إلى الفحم بأنواعه، حيث أصبح ذلك تقليدا تجاريا سنويا آخذاً في التطور والازدياد.

وتوقع أحد العاملين في مجال بيع الحطب أن ترتفع أسعار الحطب عن الفترة الحالية إلى 100 في المائة، خلال الأسابيع المقبلة مع حلول أجواء البرد القارس.

وبما أن منطقة القصيم تعتبر من المناطق التي تشتهر بطبيعتها الصحراوية الجاذبة لعشاق المخيمات والرحلات البرية خصوصاً في فصلي الشتاء والربيع، بجانب شغف أهل المنطقة نفسها بالرحلات البرية التي تعرف عندهم بـ«الكشتة»، فإن الحطب يصبح من الأشياء الضرورية التي لا تكتمل أي رحلة برية من دونها.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أحد بائعي الحطب من أصحاب السيارات المتجولة، إن منطقة القصيم تعتبر البيئة الأنسب لبيع الحطب، حيث أنه يكون الأوفر للبيع كون الطلب عليه كثير من قبل أهالي القصيم، وتأتي بالمرتبة الثانية مدينة الرياض.

وتختلف أسعار بيع الحطب من خلال السيارات في شوارع المدينة عن أسعار الحطب داخل السوق، حيث إن سعر الحطب المحمل على السيارة عادة ما يكون أغلى سعراً من غيره.

وبحسب الباعة، تصل أسعار بيع حطب الأرطى بالنسبة للداتسون «سيارة حوض من نوع نيسان»، إلى 850 ريالا، بينما يصل سعر حطب السمر 800 وأحيانا 900 ريال في الموسم الشتوي البارد، في حين أن سعر الشاحنة الكبيرة من حطب السمر، يتراوح بين 7 آلاف و 8 الاف ريال.

وحول عدم تواجدهم بالسوق الرئيسي للحطب والبيع هناك، ذكروا بأن البيع بالطرقات أفضل وأسرع لتسويق الحطب.

وعلى الرغم من وجود سوق مخصصة للحطب بجميع أنواعه، إلا أن شوارع بريدة تشهد هذه الأيام سيارات محملة بالحطب يقف أصحابها بجانبها، وذلك للوصول إلى الزبائن بأسرع طريقة وتوفير الوقت لهم قبل أن يتوجه عاشقو الرحلات إلى أماكنهم المفضلة مثل الطرفية وعسيلان، بجانب توفر الحطب أيضاً في محلات بيع لوازم الرحلات التي تنتشر على داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية للمناطق التي يقصدها عشاق الرحلات البرية.

وفي سوق الحطب بمدينة بريدة والذي يعتبر سوقا حديثا أقامته أمانة المنطقة، من أجل المستثمرين في هذا المجال، طغى عدد العمالة الأجنبية بما معدله 99 في المائة من عدد الباعة، على العاملين السعوديين، وسط سيطرة كبيرة للبيع بالتجزئة.

وخلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» داخل سوق بريدة للحطب، أخذ الباعة الأجانب في السوق طرقا مختلفة ومتنوعة للبيع بالتجزئة، من خلال تقضير وتصفيف الحطب وترتيبه بأحجام مختلفة، محاولة منهم لاستهواء وإغراء الزبائن، حيث يعمدون إلى بيعه بشكل جاهز بعد تقطيعه حتى يستخدمه الزبون مباشرة دون عناء تقطيعه.

ولوحظ توجه أهالي منطقة القصيم إلى شراء الحطب واقتنائه، منذ هذه الأوقات المبكرة، وذلك تفادياً لارتفاع أسعارها، خلال الأيام المقبلة التي من المتوقع أن تشهد أجواء باردة وأمطارا كثيفة.ً وقال لـ«الشرق الأوسط» أبو لافي أحد بائعي الحطب وهو سعودي الجنسية، انه السعودي الوحيد داخل سوق بريدة للحطب، مشيراً إلى أن أكثر أصحاب هذه المهنة من السعوديين اتكلوا على العمالة الأجنبية في بيع الحطب. وأوضح أبو لافي أن أسعار الحطب مستقرة، في الوقت الحالي، لافتاً إلى إمكانية ارتفاع أسعاره خلال الأسابيع المقبلة حتى يصل إلى 100 في المائة مع حلول أجواء البرد القارس.

وطالب أبو عبدالرحمن أحد المواطنين الذي توقف لشراء الحطب، المسؤولين في البلدية، بإجراء حملات تفتيش على الباعة، لوقف بعض التجاوزات التي تتمثل في خلط أنواع الحطب، الجيد والسيئ على حد سواء.