أبراج البيت في مكة.. قبلة تحدت البوصلة و«ساعة» ستدخلها «غينيس»

كشفت خطأ 200 مسجد في تحديد اتجاه القبلة

TT

إذا كنت في حيرةٍ من تحديد القبلة في مكة المكرمة، فما عليك إلا أن تدلف ببصرك نحو أبراج البيت الشاهقة الارتفاع والمحاذية تماماً للمسجد الحرام، لتجد ساعتئذٍ أنك وليت وجهك شطر القبلةِ بشكلها الصحيح، دونما الاعتماد على خطوط الطول والعرض والبوصلة في تحديدها.

وكانت مجموعة من المساجد المختلفة في مكة المكرمة، أخطأت هدفها في التحديد الأمثل للقبلة، يأتي على رأسها جامع «بن عبيد» الذي ظل أكثر من 40 عاماً يخطئ هدفه في الوجهة، ليفتح تساؤلاتٍ عديدة حول الاختيار الأمثل في تولية القبلة، الأمر الذي دفع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في حينه إلى إيفاد مسؤولي مكتبها الهندسي إلى الجامع لقياس إحداثياته. حيث أصدروا تقريراً فنياً أكدوا فيه بالفعل وجود انحراف للقبلة من الجهة اليمنى للمنبر، بعدها تم توجيه الإدارة العامة للأوقاف والمساجد بالمباشرة الميدانية ووضع الدراسة الهندسية المتواكبة مع الإحداثيات الجديدة للجامع.

وإن كان توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف قد قلل حينها من خطأ 200 مسجد في مكة المكرمة في تحديد القبلة، فإن هذه القضية تركت تساؤلات كثيرة بلا إجابة، وأفردت لها جوامع عديدة في العاصمة المقدسة خطباً لتبيان صحة تلك الصلوات التي تمت تأديتها في تلك المساجد من عدمها. وأوضح الشيخ أحمد المزروع، القاضي في محكمة التمييز في العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط» أن أبراج البيت مشروعُ سعوديٌ عملاق، جاء بتضافر جهود مختلف قطاعات الحكومة السعودية، التي سخرت جل إمكاناتها لخدمة الحرمين الشريفين. وقال المزروع «عمت فوائد أبراج البيت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومكنت القاطنين في مكة من تحديد مكان الكعبة المشرفة».

وأضاف المزروع «يكفي شرفاً لهذه البلاد أن ريع هذا المرفق العمراني العظيم ينصب في تلبية احتياجات المسجد الحرام ومتطلباته وصيانته بشكلٍ دوري، وفيها يتجلى المظهر الجمالي لهذه المدينة المقدسة، متمثلةً في هذه المباني الشاهقة والأخاذة بارتفاعها، وفيها يتجلى البر والإحسان من ملك البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه والديه، كونها وقفٌ خالصٌ للمسجد الحرام عنهما».

إلى ذلك أوضح صالح المحمد الفضل، عضو اللجنة السياحية في الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، أن المجتمع المكي والسعودي والعالمي بانتظار تدشين الساعة الكبيرة التي أعلن عنها الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتزين المظهر الجمالي لساحات الحرم الشريف، لتكون الأكبر والأعلى عالمياً، وستدخل بعد تركيبها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية من أوسع أبوابها.

وأشار الفضل إلى أن قيمة الاستثمارات العقارية في مكة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وصلت إلى 23 مليار ريال (6.1 مليار دولار)، توزعت في استثمارات فندقية وعمرانية داخل المنطقة المركزية، وزاد«الاستثمارات الفندقية في مكة المكرمة من أقدم الاستثمارات على مستوى البلاد، نظراً لارتباط مكة بموسمي الحج والعمرة».

وبحسب عضو اللجنة السياحية في غرفة مكة فإن العاصمة المقدسة زادت فيها الغرف السكنية بنسبة 500 في المائة في السنوات الثلاث الأخيرة، وقال «في الثمانينات من القرن الماضي كان عدد الغرف السكنية ألف غرفة فقط، ليرتفع المعدل حالياً إلى 150 ألف غرفة فندقية وسكنية».

وأضاف «أصبحت مكة المكرمة في الفترة الأخيرة تنافس دبي ولندن في كم الغرف الفندقية والسكنية، وأضفت عليها الأبراج لمسات جمالية لافتة، وباتت تعكس ليس فقط اتجاهات القبلة في العاصمة المقدسة، بل اصبحت شاهد عيان يقف مبرهناً على سمو التقدم العمراني والفندقي في السعودية».