الديون والعجز المالي يحاصران «تعافي».. ويهددان إصلاح نحو 200 مدمن

مدير الجمعية لـ«الشرق الأوسط»: ننفق شهريا حوالي 50 ألف ريال.. لا تغطي 40% من التكاليف

TT

مصير مجهول ينتظر مشروع يهدف لإصلاح أكثر من 200 مدمن شرق السعودية، بينهم 35 فرداً لا يتوفر لهم أي مصدر دخل، نظراً للديون والعجز المالي الذي يهدد استمرارية الجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية (تعافي)، التي تعد أول جمعية لدعم وتأهيل مدمني المخدرات شرق السعودية، حيث تعاني الجمعية أخيراً من تعثر مشاريعها الإصلاحية والتأهيلية، واصطدامها بعقبة شح التبرعات وضعف الموارد المالية.

ويصف علي البنعلي، مدير جمعية (تعافي)، لـ«الشرق الأوسط»، الخدمات التي تقدمها الجمعية حاليا بأنها «تمشية حال»، قائلا «المدمن هو معول هدم في المجتمع، ويكلف الدولة مبالغ كبيرة، فالمساهمة في إصلاحه فيه توفير على الدولة وتوفير على الأسرة والمجتمع، ونحن لدينا مشاريع وقائية ومشاريع علاجية، لكن حتى نقوم بالعمل على الوجه المرضي نحتاج للدعم المالي».

ولم يقتصر سبب تراجع تبرعات المقتدرين على الأوضاع الاقتصادية المعاشة، حيث يقول البنعلي «شح التبرع له علاقة أيضا بالوضع الأمني، فقد اختلطت الأوراق الآن، وأصبح التاجر يتبرع وهو خائف»، وتابع قائلا «وصل بنا الحال للاقتراض من أحد رجال الأعمال باسم الجمعية مبلغ 100 ألف ريال، كي نستطيع تمشية أمور الجمعية».

وعن متوسط التكلفة الحالية التي تشتغل بها (تعافي) حاليا، أوضح البنعلي أنه بحدود 50 إلى 60 ألف ريال في الشهر، قائلا «طبعا هذا المبلغ غير مرض إطلاقا، ولا يحقق ما نسبته 40 في المائة من تطلعاتنا»، مفيدا أن السكن الذي توفره الجمعية للمدمنين المتعافين، والواقع في سوق الغنم القديم بالدمام، مستواه أقل بكثير من المأمول، وهو سكن تبرع به أحد المقتدرين للجمعية.

وبسؤاله عن حجم الشريحة المستفيدة من خدمات (تعافي)، قال البنعلي «لدينا في السكن 35 مدمناً متعافياً، هؤلاء سكنهم وأكلهم وشربهم ولبسهم على حساب الجمعية، ولا يوجد لديهم أي دخل من أي جهة أخرى»، وتابع أن البرنامج التوعوي الذي تنفذه الجمعية بمسمى «الحياة الطيبة» يستهدف فئة الشباب ويستفيد منه في كل مرة من 50 إلى 70 شاباً، أما مشروع تعافي التوعوي فيستفيد منه ما لا يقل عن 180 شاباً، بحسب قوله.

وحول تطلعات الجمعية، أفاد البنعلي بأنها تتمثل في إيجاد مقر يضم خدمات طبية للإشراف على المدمن، وصالة رياضية ومسبحاً وقاعة للمحاضرات ووسائل تشغل وقت المدمن إيجابيا، قائلا «المدمن يجد لذة في الإدمان، ونحن نحتاج في المقابل إلى إعطائه حياة فيها نوع من المتعة وتعويضه ولو جزءاً بسيطاً بالبيئة الطيبة والجو الجيد والصحبة الصالحة»، وتابع بأن الجمعية تتمنى كذلك تنظيم المسابقات وإيجاد معرض متنقل تصل به للمدارس، مضيفا «لدينا الأفكار، لكن نفتقد المال».

وتضم الجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية 7 موظفين يعملون بمكافأة ثابتة، إلى جانب حوالي 15 متطوعاً، في حين لا يوجد للجمعية قسم نسائي، وبسؤال مدير «تعافي» عن ذلك، قال «هذا من الأساسيات، لكن الآن مع القسم الرجالي نقدم خطوة ونؤخر أخرى فكيف لو كان هناك قسم نسائي!»، وأضاف «من خلال زيارتنا للسجون واتصالاتنا مع مستشفى الأمل لاحظنا أن نسبة النساء المتعاطيات للمخدرات قليلة، ولا تتجاوز 10 في المائة من الرجال المدمنين».

وقد تسلمت «الشرق الأوسط» تقريراً لأعمال الجمعية، يظهر اعتماد «تعافي» على 3 مشاريع، أولها مشروع «بداية الطريق»، وهو برنامج علاجي متكامل يقدم السكن والمأكل والملبس وجميع التدخلات العلاجية للمدمنين، وتبلغ قدرته الاستيعابية 50 سريراً، وتقدر تكلفته الإجمالية بـ358 ألف ريال سنويا، يذهب 144 ألف منها للرواتب، والبقية للمواد الغذائية والمساعدات المالية للمتعافين ورحلات العمرة (3 مرات سنويا) ورحلة الحج (سنويا) وقيمة إيجار السكن.

أما المشروع الثاني، فهو ملتقى تعافي التوعوي، الذي يقام على شاطئ العزيزية في الخبر يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، لتشجيع المتنزهين على أداء صلاتي المغرب والعشاء، ويستهدف الشباب والأسر عامة، فيما تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 127 ألف ريال، وأخيرا، مشروع «الحياة الطيبة»، الذي يتفرع إلى 3 أقسام، تشمل: البرامج الدعوية العامة، واللقاء التوعوي الأسبوعي، والبرنامج التربوي.