دعمت غالبية في مجلس الشورى السعودي، مطالبة وزارة الصحة، بالإسراع في تنفيذ المشروعات الصحية، وبالأخص المتعثر منها، في الوقت الذي اقترح أحد أعضاء المجلس إيجاد آلية واضحة لسحب مشروعات الدولة المتعثرة، واصفا آلية سحب المشروعات المتبعة في الوقت الحالي بـ«العقيمة».
وتحولت التوصية التي تقدم بها المهندس محمد القويحص عضو المجلس، الخاصة بالإسراع في تنفيذ المشاريع الصحية، ضمن جدول زمني محدد، ووضع خطة لتجهيز تلك المباني وتشغيلها وصيانتها، إلى قرار، وذلك بعد موافقة غالبية الأعضاء الحاضرين عليها.
ولدى وزارة الصحة السعودية، الآن، 129 مشروع إنشاء مستشفى، بكلفة 4 مليارات ريال، وسعة سريرية تتجاوز الـ121 ألف سرير.
ويلاحظ من الأرقام التي أوردها عضو المجلس القويحص، التي استقاها من تقرير وزارة الصحة، وجود كم ليس قليلا من المشاريع الصحية المتعثرة.
وأورد عضو الشورى مثالا على ذلك، بتأكيده أن بعض المشروعات الصحية المرصودة لمدينة كالرياض، لم ترس خلال الميزانيتين السابقتين، بالإضافة إلى وجود 4 مشروعات انتهت مدة تنفيذها المنصوص عليها في العقود، ولم ينجز سوى 50 في المائة منها.
وبحسب الأرقام التي أوردها عضو مجلس الشورى، فإن هناك قرابة الـ28 مستشفى تم اعتمادها في ميزانيات سابقة، ولم يعتمد لها أي مبالغ للتجهيز، وهو ما يجعل الفائدة من وجودها «معدومة».
وتشتكي وزارة الصحة السعودية، من عدم المقدرة على تشغيل مشروعاتها الصحية الحديثة، حيث تعاني من عدم قدرة تشغيل 15 مستشفى. ويوجد فيها ـ طبقا للأرقام - 7 آلاف وظيفة شاغرة، لم تستطع تشغيلها، وذلك لوجود لجنة مركزية واحدة للتوظيف، طبقا لما أثاره أحد أعضاء الشورى.
وحاول رئيس لجنة الشؤون الصحية الدكتور محمد الشريف، أن يثني المجلس عن دعم توصية المهندس القويحص، بتأكيده أن وزارة الصحة لديها خطط وبرامج واضحة لإتمام المشاريع الصحية التي تتولى الإشراف عليها.
لكن كلام الشريف، لم يجد قبولا لدى ما يزيد على 75 من أعضاء مجلس الشورى، الذين دعموا توصية القويحص، ليتخذ المجلس قراراً يدعو فيه وزارة الصحة للإسراع بتنفيذ المشروعات الصحية، وتحديد جداول زمنية لتجهيزها وتشغيلها وصيانتها.
واستعاد الدكتور خليل البراهيم بعض الأرقام التي تشير إلى عدم تمكن وزارة الصحة من تشغيل 15 مستشفى، وعدم تجهيز 28 مستشفى آخر.
واستوقفت البراهيم تصريحات للوزير عبد الله الربيعة التي أطلقها لدى تفقده منطقة الحدود الشمالية، التي قال فيها ان الهجرة نحو الأردن للعلاج ستنعكس إلى هجرة داخلية بعد اكتمال المنظومة الطبية. وقال «لا أدري إذا كان الوزير يريد أن يهاجر الناس إلى الرياض أو غيرها لتلقي العلاج». وطالب بضرورة أن تنشأ مستشفيات تخصصية في شمال وجنوب البلاد لافتقارهما للمشروعات الصحية.
وأمام ذلك، انتقد عضو المجلس زين العابدين بري، عدم توازن توزيع الخدمات الصحية في المناطق السعودية، مؤكدا على ضرورة تجاوز هذا الأمر.