مؤتمر يبحث وضع «سياسات» لمنع المتاجرة بالآثار والحفريات غير الشرعية

تنسيق سعودي مع «الإنتربول» لاسترداد بعض الآثار المهربة.. والرياض تقدم تجربتها اليوم

TT

يبحث مؤتمر عربي، تستضيفه العاصمة السعودية، على مدار 3 أيام، وضع سياسات مشتركة للحد من الحفريات الأثرية غير الشرعية، والمتاجرة غير المشروعة بالآثار، في الوقت الذي ينتظر أن تستعرض الرياض تجربتها في هذا المجال في ورقة عمل ستقدم إلى المؤتمر المدعوم من قبل منظمة الألسكو التابعة لجامعة الدول العربية.

وكشف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، عن وجود تنسيق بين بلاده والشرطة الدولية «الانتربول»، والمنظمات المعروفة لمحاصرة قضايا تهريب الآثار، مؤكدا أن بلاده تعمل على استرداد بعض آثارها المهربة.

ونبهت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو)، خلال مشاركتها في الدورة الـ19 لمؤتمر التراث الحضاري في الوطن العربي، الذي يرعاه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، أن المنطقة العربية تعد من أكثر دول العالم تعرضا لظاهرة المتاجرة بالآثار.

وأكدت الألسكو، على أهمية أن يخلص المؤتمر الذي يعقد في السعودية، إلى مشاريع عمل، وسياسات تكفل حماية الآثار في الدول العربية من الحفريات غير المشروعة، أو المتاجرة.

ويأتي انعقاد مؤتمر التراث الحضاري في الوطن العربي، في وقت تغيب فيه الإحصائيات الخاصة بالمتاجرة بالآثار في المنطقة عن المشهد العام. ورد الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، في سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول حجم الآثار المستردة في السعودية، بتأكيده أن هذا الموضوع سيكون محورا رئيسا في مؤتمر سيعقد قبل نهاية العام الجاري سيكشف عمّا استعادته الرياض من آثار.

وأعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، بأنها قدمت خطة كبيرة للدولة، تهدف لتطوير الآثار، والمحافظة على التراث الوطني، ينتظر أن يبدأ تطبيقها عام 2010.

وجاء هذا الإعلان، على لسان الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذي افتتح أمس، مؤتمرا عربيا في العاصمة الرياض، يهدف لإيجاد حلول للحفريات الأثرية غير الشرعية، والحد من المتاجرة غير الشرعية بالآثار.

وأفصح سلطان بن سلمان، عن وجود تعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم، حيث ستطلق الجهتان خطة لتطوير مفهوم الآثار والتراث الوطني لدى طلبة المدارس.

وقال للصحافيين «نحن قدمنا خطة كبيرة جدا للدولة، وبإذن الله تكون ممولة العام القادم، الوقت يسبقنا والزمن قصير جدا خاصة في المحافظة على الآثار وإنشاء المتاحف الجديدة».

وستطلق السعودية، غدا الأربعاء، المتحف الأول في عسير، ضمن خطة ترمي لافتتاح 5 متاحف رئيسية في عدد من المناطق السعودية. ووعد الأمير سلطان بن سلمان، بإحداث نقلة نوعية في قطاع المتاحف، خصوصا بعد أن استلمت الهيئة العامة للسياحة مسؤولية هذا القطاع.

وأعاد الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار، النجاح الذي أحرزته بلاده في مجال الحفاظ على الآثار، للتعاون الذي أبداه المواطنون معها في هذا الإطار، خاصة أن دولة كالسعودية تقف على تراث حضاري عظيم جدا، على حد قوله.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان، بأن بلاده من الدول المتقدمة في قضية المحافظة على التراث العمراني، وحمايته، وتطويره، وتنميته، لجعله موردا اقتصاديا للمجتمعات المحلية، لافتا إلى أن السعودية ستعرض الكثير مما حققته في هذا المجال خلال المؤتمر الدولي الخاص بالتراث العمراني، الذي سيرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، منتصف العام المقبل.