انطلاق أول معرض سعودي للديكور وسط تجهيزات لحصد 45 مليار ريال خلال 10 سنوات

يوفر 50 ألف فرصة عمل للمتخصصين في السنوات المقبلة

:النساء يسجلن حضورا لافتا في معرض الديكور والمفروشات في جدة «الشرق الأوسط»
TT

دفعت الاحصائيات التي اعلنت عن حاجة السعودية الى نحو مليون وحدة سكنية خلال السنوات القريبة القادمة، بالعاملين في مجال المفروشات والديكور الى التوسع وسط توقعات بحصد 45 مليار ريال في جميع المناطق السعودية خلال الـ 10 السنوات المقبلة.

ويأتي ذلك في وقت اطلق فيه رسميا عشية امس الاول في جدة اكبر تجمع للديكور والمفروشات للمعرض الدولي الأول للمفروشات والديكور والأثاث، بمشاركة أكثر من 1000 مشارك ومهتم بصناعة المفروشات والأثاث والديكور.

إلى ذلك قالت هيا السنيدي «إن سوق المفروشات والديكور والاثاث سوف يتضاعف خلال العشر سنوات القادمة ليصل الى 45 مليار ريال نظرا لان السوق السعودي يعد من اكبر الاسواق في الشرق الاوسط الى جانب ان المدن السعودية سوف تشهد في السنوات القادمة نموا سكانيا يصاحبه بناء اكثر من مليون وحدة سكنية وفنادق ومراكز تجارية وشقق ومنتجعات سياحية واضافت «أن حجم السوق بالنسبة للمفروشات والاثاث والديكور في الشرق الاوسط وفق تقديرات اقتصادية سيصل خلال الخمس سنوات القادمة الى 100 مليار دولار تشكل المملكة جزءا كبيرا من هذا السوق، مشيرة إلى أن حجم السوق السعودي من المفروشات والاثاث والديكور سوف يصل مع نهاية عام 2015م الى نحو 10 مليارات ريال». وأشارت إلى أن حجم سوق المفروشات والاثاث والديكور في المملكة حاليا وصل الى 4 مليارات ريال سنويا مشيرة إلى أن المعرض يستهدف أكثر من ربع مليون زائر من مناطق المملكة المختلفة الذين يرتادون مدينة جدة للتسوق والترفيه كما يتوقع ان يزور هذا المعرض اكثر من 20 الف زائر. وقدرت حاجة سوق العمل السعودي في هذا المجال باكثر من 50 الف متخصص ومتخصصة في مجال المفروشات والديكور والاثاث مؤكدة «يعد التخصص في مجال الديكور والاثاث والمفروشات من التخصصات الاكثر احتياجا في سوق العمل السعودي وتبلغ نسبة العاملين في هذا القطاع اقل من واحد في المائة».

المشاركون في فعاليات وحضور معرض «ديكوفير» وجهوا مطالب للجهات التعليمية والتدريبية في البلاد مشيرين الى ضرورة افتتاح أقسام في الكليات والجامعات السعودية من اجل اعداد الكوادر الوطنية المؤهلة في مجال الديكور وصناعة الاثاث والمفروشات باعتبار ان السوق السعودي من اهم الاسواق والاكثر رواجا في هذا المجال. وهو ما شدد عليه رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة محمد عبد القادر الفضل مؤكدا ضرورة العمل على إيجاد صناعة وطنية للأثاث تستقطب الشباب من الجنسين وتوفر لهم فرصا وظيفية متعددة. وقال «إن السوق السعودي يحتاج إلى أكثر من 50 ألف متخصص ومتخصصة في مجال المفروشات والديكور والأثاث وأن نسبة العاملين في هذا القطاع لا يتجاوز 1 في المائه فقط».

وهو ما تؤكده هيا السنيدي بقولها «إن هذه الصناعات سوف تستقبل الشباب والشابات الى سوق العمل وتوفر فرصا وظيفية متعددة ومتاحة موضحة ان المعرض الدولي الاول للمفروشات والاثاث والديكور يأتي في إطار المساعي الهادفة لتعزيز صناعة المفروشات وترويجها محليا وخارجيا في اطار دعم الصناعات الوطنية السعودية واقامة المعارض الدولية التي تنعكس بشكل مباشر او غير مباشر على النمو الاقتصادي السعودي والوصول به الى نتائج اكثر ايجابية. وعلى هامش المعرض الذي استقطب منذ اول ايامه الاف الزوار من الرجال والنساء، حضرت مشاركة الفن التشكيلي باعتبار اللوحات الفنية ليست جزءاً مكملاً للديكور، وإنما هي حجر أساس قد يبعث الحياة في الجمادات وفي المساحات الفارغة ويؤثر بشكل إيجابي وكبير على الحالة النفسية والعقلية للإنسان.

وهنا يعلق محمد سالم باجنيد رئيس جماعة الخط العربي السعودية في حديث لـ«الشرق الأوسط»: بقوله «إن 50 لوحة تم تنفيذها باستخدام خط الثلث الذي يعد من أصعب الخطوط وشهد إقبالا كبيرا من قبل الزوار»، ويضيف «كنت اقصد من المشاركة إحياء التراث وخدمة الحرف العربي حرف القرآن الكريم وإظهار إمكانات الإبداع لهذا الفن لغير الملمين به، وهو ما لمسته من خلال الزوار العرب منهم وغير العرب وتذوقهم لجمالية الخط العربي على الرغم من صعوبة تمييز الكثيرين للمعنى بسبب الفنية العالية التي خطت بها الكلمات، إضافة إلى احتفاء الزوار بالمدارس الفنية الأخرى المشاركة مثل الفن التشكيلي والتربيعي، والتكعيبي».

الفنان التشكيلي نايل ملا أحد المشاركين في ركن «نايل أرت» الذي ضم مجموعة كبيرة من أعمال فنانين من داخل السعودية وخارجها بالإضافة إلى المنحوتات أكثر من 70 عملا بمختلف المدارس التشكيلية ومختلف التقنيات، مشيرا إلى أن الإقبال كبير يدل على وعي الناس وأن اللوحة التشكيلية لم تعد مكملة للأثاث المنزلي بل أصبحت هي الأساس الأول لتصميم الديكور والمنزل. تجدر الإشارة إلى أن المعرض شهد حضورا قويا من جميع الشرائح العمرية المختلفة ويدل ذلك على وعي المجتمع وحاسة الذوق العالية للمجتمع السعودي التي تمزج بين الأصالة والحياة العصرية حيث فرضت الأعمال الفنية نفسها وأبرزت حضورا قويا باختلاف المدارس التشكيلية والمنحوتات وفن الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي كما تقول إيناس محمد إحدى الحاضرات.