جدة: 40 سيدة سعودية يودعن البيع على الأرصفة والشوارع ويتسلمن بسطات رسمية

الأمانة لـ «الشرق الأوسط»: تدشين 50 بسطة أخرى بجوار الجوازات بعد الحج

البسطات التي دشنت أول من أمس بعد تسلم السيدات السعوديات لها
TT

ودعت 40 سيدة في جدة جلسات البيع على الأرصفة والشوارع بعد أن قررت أمانة جدة تخصيص ممشى وتحويله إلى 40 بسطة تم تأجيرها عليهن بمبالغ رمزية ليمارسن عملهن بشكل نظامي ومنظم.

وعلى مساحة تصل إلى حوالي 490 متراً مربعاً ممتدة بطول الممشى الواقع في مشروع إسكان الأمير عبد المجيد الجنوبي بجدة، تجمعت السيدات السعوديات ممن أبرمن عقودا «مشروطة» لتأجير المباسط التي دشنتها أمانة محافظة جدة الأسبوع الماضي بالتعاون مع برنامج «باب رزق جميل»، بهدف الكسب وتحسين دخلهن جرّاء بيع المستلزمات النسائية وبعض المأكولات التي يقمن بإعدادها من منازلهن.

ويعد المشروع الثاني من نوعه بعد تدشين أول مشروع لتوزيع البسطات بسوق المرجان في بلدية المطار، التي بلغ عددها نحو 22 بسطة بعد أن شهدت تلك المنطقة افتراش البائعات للرصيف بشكل غير نظامي، غير أن الحاجة كانت الدافع الرئيسي لقيامهن بذلك.

وأكدت المستفيدات من ذلك المشروع على أن تلك الخطوة في تحديد موقع لهن تعد جيدة، عوضا عن تنقلهن في الشوارع وعلى الأرصفة.

وأوضح المهندس إبراهيم كتبخانة، وكيل الأمين للتعمير والمشاريع بأمانة محافظة جدة، أن مشروع توزيع المباسط الثاني يأتي تفعيلا للتعاون بين القطاعين العام والخاص بهدف إيجاد مواقع صالحة للمشاريع الصغيرة.

وأشار إلى أنه لم يتم تحديد نشاط معين لهؤلاء السيدات، غير أن تلك البسطات ستخضع للمراقبة والمتابعة من قبل مراقبي البلديات الفرعية بغرض التأكد من التزامهن بكراسة الشروط التي تم التوقيع عليها من حيث مساحة الموقع والنشاط والالتزام بالأنشطة والتعليمات، إلى جانب ما يتم بيعه داخل هذه المباسط.

وأضاف أن الأمانة قامت بتهيئة مواقع مناسبة للسيدات بحيث تكون بعيدة عن إعاقة الحركة المرورية، إلى جانب ملاءمتها للفئة النسائية وممارسة عمليات البيع والشراء في أماكن نظامية وتوفير احتياجات تلك الأسر من خلال هذه المباسط.

من جهته أفاد أحمد الغامدي، مدير المركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة، إلى أن موقع المباسط تم تحديده على هيئة شريط كامل لكي لا يضايق المارّة، مبينا أن مساحة كل بسطة حددت بنحو 3.5x3.5 متر.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» تم توقيع العقود مع السيدات ومنحهن تراخيص نظامية عن طريق الإدارة العامة للاستثمار، لافتا إلى أن قيمة تأجيرها تبلغ نحو 2400 ريال سنوياً.

وذكر أن حوالي 95 في المائة من الأنشطة التي تحويها المباسط تتضمن مواد نسائية خاصة، عدا بسطتين تختصان ببيع المأكولات المعدة من المنزل، وتخضعان للرقابة من قبل الأمانة، مبيّنا أن أوقات العمل تبدأ من الساعة الرابعة عصرا وحتى التاسعة مساء.

وأضاف سيتم تدشين المشروع الثالث عقب عيد الأضحى المبارك، الذي يشمل توزيع 50 بسطة بجوار جوازات محافظة جدة للعاملين والعاملات في الكتابة والتصوير وغيرهما في تلك المنطقة.

وأبان أن السيدات تم تحديدهن بناء على دراسة حالاتهن التي قام بها المسؤولون عن برنامج «باب رزق جميل» التابع لبرامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، مؤكدا أن هذا البرنامج هو المتكفل بتكاليف مشاريع توزيع المباسط.

فيما أكد علي القحطاني، مدير مكتب برنامج «باب رزق جميل» بجدة، على أن دراسة حالات السيدات قامت على زيارات ميدانية لمنازلهن من خلال الاختصاصيات لرؤية واقعهن الحقيقي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن عدداً كبيراً من السيدات كن موجودات من قبل المشروع في الموقع بشكل عشوائي يعرضهن لأشعة الشمس والغبار ومضايقة الشباب، عدا عن الصعوبة التي يواجهنها عند نقل بضائعهن.

وأشار إلى أن ذلك دفع بالقائمين على برنامج «باب رزق جميل» للقيام بحصر أسمائهن واستثناء غير السعوديات منهن، وذلك بهدف تنظيمهن وتطوير الموقع وإيجاد التراخيص النظامية لهن، لافتا إلى أن متوسط أرباحهن اليومي لا يتجاوز 150 ريالاً في ظل اقتصار مبيعاتهن على سكّان المنطقة فقط. وأضاف أن تكلفة مشروع المباسط ليست ثابتة في ظل استمرارية الطلبات التي تقدمها السيدات، غير أن المظلات والبسطات المبدئية بلغت تكلفتها نحو 43 ألفاً و200 ريال حتى الآن.