غرفة تجارة مكة المكرمة لـ «الشرق الأوسط»: 70% انخفاض في أعداد حجاج الداخل

قبل يومين من انتهاء الحصول على تصاريح الحج

حركة كثيفة تشهدها الطريق المؤدية بين مكة والمدينة قبيل يوم عرفة (« الشرق الأوسط»)
TT

قبل يومين من إغلاق أبواب تصاريح حجاج الداخل، كشف سعد جميل القرشي رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة عن مفارقة كبيرة يتوقع أن يشهدها حج هذا العام تتمثل في زيادة ملحوظة في أعداد الحجاج القادمين من خارج المملكة، الذين ازداد عدد الواصلين منهم حتى أمس 95 ألف حاج عن الأعداد المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مقابل انخفاض «قياسي» غير مسبوق في أعداد القادمين من داخلها لأداء الفريضة.

وأعلن رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة مكة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن تكبد شركات ومؤسسات حجاج الداخل خسائر مالية تقدر بمئات ملايين الريالات هذا العام، نتيجة التراجع الكبير في أعداد الحجاج من داخل المملكة، لافتا إلى تسجيل انخفاض بنسبة تصل إلى 70 في المائة في أعداد حجاج الداخل المسجلين في حملات الحج حتى أمس.

ورسم القرشي صورة «سوداوية» عن أوضاع مؤسسات وشركات حجاج الداخل، بعد أن شهدت إقبالا محدودا في أعداد الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام لم يتجاوز 30 في المائة من إجمالي الطاقة الاستيعابية لتلك الشركات.

وأشار رئيس لجنة الحج والعمرة إلى أن ما يحدث الآن صورة مطابقة للأصل عن الانخفاض الكبير والملحوظ لأعداد المعتمرين القادمين من داخل السعودية ودول الخليج العربي خلال شهر رمضان الماضي.

وعزا هذا التراجع الكبير في أعداد حجاج الداخل إلى الخوف من تفشي مرض إنفلونزا الخنازير بين الحجاج هذا العام، رغم التطمينات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة بسلامة الأوضاع الصحية، وتوافر اللقاح المضاد لهذا المرض، والتأكيدات المستمرة على مأمونية اللقاح.

ووصف القرشي الظروف التي تمر بها شركات ومؤسسات حجاج الداخل بـ«الجائحة» و«الفاجعة الكبيرة»، ومعتبرا أن موقفها الراهن «جلل وعظيم»، متوقعا أن يواجه عدد من ملاك تلك الشركات دعاوى تؤدي بهم إلى السجن، نتيجة عجزهم عن سداد التزامات مالية كبيرة مستحقة عليهم.

وأشار رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة مكة إلى فشل برنامج «حج منخفض التكاليف» الذي أطلقته وزارة الحج للمرة الأولى هذا العام، والإعلانات التجارية الكثيفة لشركات ومؤسسات حجاج الداخل في الصحف المحلية في استقطاب المواطنين والمقيمين للالتحاق بحملات الحج هذا العام.

ولفت القرشي إلى شركات ومؤسسات اضطرت إلى تقديم عروض منخفضة للالتحاق بحملاتها تقل عن تلك التي يتيحها برنامج حج منخفض التكاليف، إلا أنها فشلت في استقطاب أعداد إضافية من حجاج الداخل.

وفي المقابل، كشف الدكتور عيسى بن محمد رواس وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة المشرف العام على برامج تفويج الحجاج، لـ«الشرق الأوسط»، أن يوم الجمعة الماضي 25 ذي الحجة 1430هـ شهد حركة تنقل متبادلة وكثيفة جدا للحجاج بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وأوضح الدكتور رواس أن 1200 حافلة تقل نحو 48 ألف حاج غادرت مكة المكرمة عقب انتهاء شعائر صلاة الجمعة متجهة إلى المدينة المنورة، كما اتجهت نحو 300 حافلة تقل ما يزيد على 10 آلاف حاج من مطار الملك عبد العزيز الدولي بمحافظة جدة إلى المدينة المنورة، فيما غادرت المدينة المنورة أكثر من ألف حافلة تقل ما يزيد عن 45 ألف حاج متجهة إلى مكة المكرمة.

وأشار وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة المشرف على برامج تفويج الحجاج إلى أن هذه الحركة الكثيفة للحجاج من وإلى المدينة المنورة، تأتي في إطار التعليمات المنظمة لشؤون الحج التي تقضي بأن آخر موعد لمغادرة الحجاج برا إلى المدينة المنورة هو يوم 25 ذي القعدة من كل عام، حتى تتاح للحاج فرصة زيارة المدينة المنورة ومن ثم العودة إلى مكة المكرمة استعدادا للتوجه إلى المشاعر المقدسة.

وأكد الدكتور رواس أنه تم تحريك هذا العدد الكبير من الحافلات ذهابا وإيابا بطريقة سلسة وانسيابية، منوها بتسجيل أزمنة قياسية لإنهاء الإجراءات، بعد تضافر جهود مؤسسات الطوافة بمكة المكرمة ومؤسسة الأدلاء بالمدينة المنورة في ترتيب الإجراءات المطلوبة تحت إشراف ومتابعة من مسؤولي وزارة الحج، وإمارتَي منطقتَي مكة المكرمة والمدينة المنورة والجهات المعنية كافة لتسهيل وتيسير إجراءات تنقل الحجاج.

ولفت وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة المشرف على برامج تفويج الحجاج إلى أن من أبرز ما تميزت به برامج وزارة الحج لتيسير إجراءاتها إعداد نظام آلي لضبط عمليات تحرك الحجاج بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وقال الدكتور رواس إن «المساكن في المدينة المنورة تسكنها مجموعات متعاقبة من الحجاج، ولضمان تزامن وصول الحجاج مع جاهزية المسكن المعد لاستقبالهم، وفرت الوزارة هذا البرنامج الذي يتم من خلاله إدخال بيانات عقود إسكان الحجاج في المدينة المنورة في نظام آلي معد خصيصا لهذا الغرض، بحيث لا يتم صرف الحافلات من النقابة العامة للسيارات لنقل الحجاج إلى المدينة المنورة، إلا إذا ثبت وجود عقد فعال لاستقبالهم وإسكانهم فور وصولهم، لضمان عدم بقاء الحجاج في الحافلات لفترات طويلة بانتظار تحديد موقع سكنهم». وأضاف: «بعد التطوير الفني والهندسي الذي حصل في محطة استقبال الهجرة بالمدينة المنورة، انخفض زمن بقاء الحافلة الواحدة المكتملة الإجراءات القادمة من مكة المكرمة، إلى أقل ثلاث دقائق فقط، بعد أن كانت تقضي عدة ساعات قبل تطبيق النظام الآلي لتفويج الحجاج، ما أسهم في تحقيق الانسيابية وسرعة الأداء بشكل غير مسبوق، خصوصا أن يوم 25 ذي القعدة صادف يوم جمعة، ومع ذلك لم تظهر بفضل الله وتوفيقه أي معوقات أو تكدسات للحجاج».