دراسة إطلاق «شرطة سياحية» لحماية السياح المحليين والأجانب في السعودية

سلطان بن سلمان لـ «الشرق الأوسط»: لن تكون أولويتها حماية الأجنبي.. والإرهاب لا يمس السياحة فقط

TT

ينتظر أن يعلن في السعودية، اكتمال تفاصيل إطلاق مشروع «الشرطة السياحية»، وهو الجهاز الذي سيتولى تحقيق الأمن السياحي بمفهومه الشامل، في الوقت الذي يعول فيه مسؤولون سعوديون بأن تكون السياحة إحدى الموارد الاقتصادية الهامة للدولة.

ونفى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، أن يكون مشروع «الشرطة السياحية»، قد جاء من منطلق احترازي لأي أعمال إرهابية ممكن أن تستخدم السياح كأهداف محتملة.

وقال في رده على سؤال حول ما إذا كانت الشرطة السياحية تم استحداثها على خلفية الخشية من العمليات الإرهابية بحق السياح «لا طبعا. الأمن السياحي هو مشروع قائم منذ تأسيس الهيئة ويؤكد عليه النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز دوما. اليوم الإرهاب لا يمس السياحة بقدر ما يمس الوطن، لذلك هو قضيتنا كلنا».

ويأتي الإعلان عن مشروع «الشرطة السياحية»، بعد أكثر من عامين، من وقوع أول عملية إرهابية استهدفت رعايا فرنسيين أدت إلى مقتل 4 منهم، خلال قيامهم برحلة سياحية بالقرب من المدينة المنورة.

وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بأن تركيزهم سيكون على مسألة السياحة الداخلية. وقال «الشرطة السياحية والأمن السياحي ليس أولوية لحماية الأجنبي كما في الدول الأخرى. الشرطة ستكون مشروعا للتعامل مع القضايا السياحية للسياح المواطنين وغيرهم».

وشدد على وجود تنسيق الكتروني وبشري واستباقي بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الداخلية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار، سلمت وزارة الداخلية، أوراق مشروع «الشرطة السياحية»، والذي يأتي ضمن برنامج دراسات تم إعداده مؤخرا. وقال « نحن ثقتنا عالية بوزارة الداخلية وإدارتها للجانب الأمني، كما يتضح من الإنجازات الكبيرة، التي حققتها على الأرض».

وتدرب الهيئة العامة للسياحة والآثار، طبقا لسلطان بن سلمان، آلاف العناصر الأمنية في كلية الملك فهد الأمنية على التعامل مع القضايا السياحية.

وقال «نحن نستثمر في الشرطة ومنسوبي الشرطة وندربهم في كلية الملك فهد الأمنية. هناك آلاف دربوا من منسوبي الأمن في هذا الجانب. ونحن نجتمع شهريا لتداول القضايا مع الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية».

بدوره، أكد الأمير عبد الله بن سعود رئيس اللجنة الاستشارية لمنظمي الرحلات السياحية التابعة للهيئة العامة للسياحة والآثار، في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مدى جاهزية منظمي الرحلات السياحية في تأمين سلامة الوفود السياحية الزائرة للمناطق الأثرية، بتأكيده أن هذا الأمر يقع ضمن مسؤوليات جهاز الأمن.

ويقوم منظمو الرحلات السياحية، وتحديدا خلال المواسم، بترتيب جدول زيارات للمناطق الأثرية والتاريخية، ومواقع تكتسب حضورا بارزا على خارطة السياحة المحلية.

ويشير الأمير عبد الله بن سعود، إلى أن منظمي الرحلات السياحية، يرتكز دورهم على التسويق وإبراز المنتج السياحي، ويتم تأمين سلامة الوفود بالتنسيق مع الجهات الأمنية.

وقال «في القريب العاجل سيطرح مشروع الشرطة السياحية، الآن مشروعها على وشك الإقرار». وأكد رئيس اللجنة الاستشارية لمنظمي الرحلات السياحية، بأن الوضع السياحي في بلاده مطمئن للغاية. وقال «نرجو ألا تكون هناك أحداث مؤسفة».

الى ذلك كشف جهاز سياحة منطقة الرياض، عن عزمه إجراء دراسة جدوى اقتصادية لمشروع الجولات السياحية داخل المدينة، وذلك تمهيدا لطرح المشروع بعد ذلك في منافسة عامة بين شركات محلية وعالمية لتشغيل المشروع.

وبين عبد الرحمن الجساس، المدير التنفيذي لجهاز سياحة منطقة الرياض، لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع الجولات السياحية يحقق أهدافا عدة، منها توفير عوائد مالية لقطاع السياحة، وتنشيط الحركة السياحية بالمدينة. مضيفا أن مجلس التنمية السياحية أوصى بالموافقة عليه بعد أن أسهمت الهيئة العامة للسياحة والآثار بمبادرات كثيرة في هذا الجانب تمثلت في عقد ورش عمل والتعرف على آلية التنفيذ والفوائد المحققة من هذا المشروع.

وعن بداية استخدام شعار الهوية السياحية لمنطقة الرياض، قال الجساس إن جهازه سيبدأ خلال الأسبوعين المقبلين باستخدام الشعار في جميع التطبيقات المختلفة لأعمال الجهاز، وذلك بعد أن اعتمده مجلس التنمية السياحية أخيرا، مشيرا إلى أن العمل ما زال جاريا على تعديل بعض الملاحظات الشكلية عليه.

وأوضح مدير جهاز سياحة الرياض أن مجلس التنمية السياحية الذي عقد أخيرا في الرياض، بحث آلية التعامل مع وحدات قطاع الإيواء غير المرخصة من الجهات المختصة تعزيزا للجهود والإجراءات والمبادرات التي اتخذتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير قطاع الإيواء وتحسين جودة الخدمات المقدمة في هذا القطاع.

وأضاف «أوصى المجلس بتشكيل فريق عمل مشترك من الجهات المختصة (الهيئة العامة للسياحة والآثار والدفاع المدني والبلدية والإمارة) للتعامل مع تقارير التفتيش على وحدات قطاع الإيواء وعلى وجه الخصوص التي تعمل بدون تراخيص من الجهات المختصة.

وأبان الجساس أن الاجتماع استعرض نشاطات جهاز التنمية السياحية بمنطقة الرياض للربع الثالث من 2009 حيث أثنى أعضاء المجلس على ما يبذله الجهاز من جهود لدعم وتنشيط حركة السياحة بالمنطقة، وأوصى المجلس بطباعة تقرير ربع سنوي يتضمن جميع أنشطة الجهاز يوزع على الشركاء في المنطقة.

وناقش المجلس، الذي ترأسه الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية، المسارات السياحية بمنطقة الرياض وأكد على أهميتها كأداة لعملية التطوير السياحي في المنطقة. وأوصى المجلس بتوفير الحد الأدنى من المتطلبات لعملية تشغيل المسارات السياحية واعتماد الميزانيات اللازمة لاستكمال متطلباتها في ميزانيات الشركاء من جميع الجهات مع التركيز على مسار واحد من المسارات ليكون نموذجا لباقي المسارات عند تشغيلها تباعا، بالإضافة إلى التركيز على الفعاليات وتنويعها في المسار الواحد.

إلى ذلك ذكر عبد الرحمن الجساس أن جهازه يقوم خلال هذه الأيام بجولة في دولة تونس يهدف من خلالها لإطلاع شركائه من البلديات المختلفة على التجربة التونسية في السياحة والتعريف بها، حيث يأتي ذلك في إطار التعاون بين السعودية وتونس في المجال السياحي.