الدفاع المدني لـ «الشرق الأوسط»: السيطرة على حريق في مجمع لسكن عمال في مكة المكرمة.. وإخلاء 400 عامل

تركيب 170 كاميرا تلفزيونية لمتابعة حركة الحجاج في أحياء العاصمة المقدسة

TT

قلل الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، من خطر الحرائق في مكة المكرمةً خاصة بعد نشوب حريقين في أقل من أسبوعٍ واحد، مؤكداً أنه لا يوجد سبب مباشر لها ولا حاجة تستدعي للخوف منها، وهي حرائق تحدث في كل المدن وليست مكة وحدها.

وأوضح المقدم سعد المنتشري، الناطق الإعلامي للدفاع المدني في العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط» تعليقاً على الحادث الذي نشب صباح أمس، أن عشر فرق للدفاع المدني متنوعة الاختصاص تمكنت من السيطرة على حريق نشب في مجمع إسكان مجموعة بن لادن، حيث قاد عملية الإطفاء العميد جميل أبو أربعين، وتم إطفاء الحادث الذي اقتصر على سبع بروكسيات من أصل أربعين بروكسا خصصت مساكن للعمال، وتم إخلاء أربعمائة عامل من دون حدوث إصابات، ولا يزال التحقيق جارياً.

وقال المنتشري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» حول تكرار الحوادث في الفترة الأخيرة في العاصمة المقدسة، إنها ليست بكثيرة، وليست كذلك لافتةً للنظر، ولكل حادث ظروفه ومسبباته، بغض النظر عن أماكن حدوثه، ومكة المكرمة تحظى بمشاريع كبيرة وضخمة جداً، ويوجد على أراضيها عمال من كافة الجنسيات، ولا غرابة أن ينشب حريق ما في مكانٍ فيها».

وحول اختفاء تلك الحوادث في مدن أخرى وظهورها في العاصمة المقدسة، حيث شهدت مكة وحدها في غضون هذا الاسبوع حريقين، وهو ما علق عليه المنتشري بأنه «قدر الله» ولا يمكن أن نعزو الحادثة لأي سببٍ كان. مؤكدا «مكة مليئة بالمشاريع ويكفي أن نعرف مثلاً أن سكن عمال شركات بن لادن في مكة، وهو الذي لا يوجد في مدينةٍ كالطائف»، وزاد، «جدة تنشب فيها حرائق وكل المدن المحورية تحصل بها الحرائق، وليست مكة وحدها».

وتأتي هذه الحرائق في وقتٍ أدخل فيه الدفاع المدني في السعودية خطته السنوية لحج هذا العام باثنتي عشرة تجربةً فرضية تهدف إلى التنبؤ للأخطار المحتملة وطرق مواجهتها.

وتهدف الخطة العامة للدفاع المدني لحج هذا العام إلى اتخاذ كافة التدابير المناسبة لحماية الحجاج والمواطنين، وتوفير السلامة لهم من كافة أخطار الحوادث والكوارث وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وذلك باتباع أفضل السبل وأنجحها مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات المعنية بتنفيذ التدابير لمواجهة ما قد يحدث من طوارئ بكل كفاءة واقتدار.

وكان الفريق سعد التويجري، مدير عام الدفاع المدني في السعودية قد أكد أن هناك أكثر من 12 افتراضاً للأخطار المحتملة في الحج تم استشرافها، إضافة إلى أي حالات أخرى تتطلب تطبيق تدابير الدفاع المدني التي تتلخص في الاستعداد لمواجهة المخاطر المحتملة وتحليلها وفق الخطط اللازمة للوقاية منها، وتهيئة كافة الإمكانات والمستلزمات الضرورية والتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المشاركة لمواجهة ما قد ينجم من أضرار للمواطنين أو حجاج بيت الله الحرام، من خلال أكثر من 530 مركزاً للدفاع المدني في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، مجهزة بكافة معدات الإنقاذ والسلامة والإسعاف والإطفاء والإنقاذ المائي، إضافة إلى الوحدات المتخصصة في التعامل مع المواد الخطرة وقوات المهام الخاصة وطيران الدفاع المدني.

وقال إنه من خلال المفهوم الشامل لتعريف الدفاع المدني فإنه يتضح أن إجراءات الدفاع المدني هي مسؤولية جماعية لا تقوم بها جهة بمفردها دون غيرها، وإنما هي أعمال مشتركة لمواجهة الحالات الطارئة. مبيناً أن عدد الجهات المشاركة في تنفيذ خطة السلامة في المشاعر يبلغ أكثر من ثماني عشرة جهة، مضيفاً أنه يوجد عدد من الخطط الملحقة بالخطة العامة تأتي لاستشراف كافة المخاطر المحتملة.

وأضاف الفريق التويجري أن الإمكانات الجبارة التي تقدمها السعودية سنوياً لضيوف الرحمن خلال موسم الحج جعلت من إدارة هذا العدد الكبير من الحجاج وتأمين سلامتهم نموذجاً يحتذى به في كثير من دول العالم، ولا سيما في ظل التفاوت الكبير في المستويات التعليمية والثقافية واختلاف البيئات واللغات التي ينتمي إليها هؤلاء الحجاج.

وفي سياق آخر ذي صلة، قامت المديرية العامة للدفاع المدني بتركيب 170 كاميرا تلفزيونية لمتابعة حركة ضيوف الرحمن في جميع أحياء العاصمة المقدسة والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة بما يتيح لغرفة عمليات الدفاع المدني توجيه الوحدات والفرق الثابتة والمتحركة للتعامل مع أي حوادث طارئة . وبدأت غرفة عمليات الدفاع المدني تجريب نظام تحديد موقع المتصل لطلب فرق الإنقاذ والإسعاف والإخلاء بما يقلص الزمن المستغرق للوقوف على تفاصيل الحادث وموقعه، ويسهل وصول فرق الإنقاذ بأسرع وقت ممكن . وتكتمل منظومة التقنيات التي تستخدمها غرفة عمليات الدفاع المدني في الحج بنظام لتتبع المركبات وتحديد أقصر طرق وصولها إلى موقع الحادث وربطه بنظام «gac» عن طريق الخرائط والمصورات الجوية بالإضافة إلى ربط أكثر من 300 منشأة حكومية وخدمية ومباني إسكان الحجاج بنظام الرسائل الصوتية التي ترد لغرفة العمليات في حال انطلاق صفارات الإنذار في أي من هذه المنشآت . كما تم ربط وقف الملك عبد العزيز عبر نظام الربط الالكتروني الذي يعد الأحدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، الذي يتيح تلقي غرفة عمليات الدفاع المدني لكافة البلاغات عبر هاتف الطوارئ رقم 998، أو عن طريق الربط الصوتي مع صفارات الإنذار، بالإضافة إلى بلاغات المشتركين في نظامgac»» الذي يصل عددهم إلى أكثر من ثلاثة آلاف مشترك.