السعودية تدخل «منهجا بيئيا» ضمن المقررات الدراسية للمرحلة الثانوية

العاصمة الرياض تقوم بتجارب لإعادة الغطاء النباتي لعدد من المناطق البرية المحيطة بها

الأمير سطام أثناء ترؤسه اجتماع اللجنة العليا لحماية البيئة بمدينة الرياض («واس»)
TT

أدخلت السعودية،«منهجا بيئيا»، ضمن المقررات الدراسية للمرحلة الثانوية، في إطار خطة تهدف لتوعية الطلاب والطالبات بأهمية الحفاظ على البيئة. وجاء تطبيق هذا المنهج الذي سيعمل به بصفة تجريبية، وتم الرفع للموافقة على التوسع فيه.

وكانت اللجنة العليا لحماية البيئة بمدينة الرياض، عقدت أول من أمس، اجتماعها الخامس، برئاسة الأمير سطام بن عبد العزيز، رئيس اللجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض.

ويشترك في عضوية هذه اللجنة، عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بالملف البيئي، من ضمنها وزارة التربية والتعليم التي تسعى وفقا للمهندس عبد اللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، إلى التوسع في تضمين القضايا البيئية ضمن المناهج المختلفة والأنشطة اللاصفية.

وأوضح آل الشيـخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أن الاجتماع ناقش سير العمل في الخطة التنفيذية لحماية البيئة بمدينة الرياض المشتملة على 46 برنامجاً بيئياً موزعة على خمسة محاور هي: التلوث والنفايات وموارد الميـاه والموارد الطبيعيـة، والمناطق المفتوحة، والحياة الفطرية، والإدارة البيئيـة، حيث شارف عدد من هذه البرامج على الانتهاء.

وأشار عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، إلى أن العمل يجري حالياً على وضع برنامج تنفيذي للتحكم بمصادر تلوث الهواء ويتضمن سلسلة من الإجراءات التي تقوم عليها الجهات المعنية للتحكم في مصادر تلوث. وطبقا لخطة الحفاظ على البيئة، فتقوم وزارة البترول والثروة المعدنية من خلال شركة أرامكو السعودية بتحسين نوعية الوقود في السعودية لتتوافق مع المعايير العالمية. بدورها، تقوم وزارة الصحة بمواصلة العمل على برنامج معالجة النفايات الطبية وفق الآليات المقررة ضمن برنامج النفايات الطبية الذي أُقر من قبل مجلس الوزراء وتبنته كافة دول مجلس التعاون الخليجي. وفي هذا الشأن، أوضح رئيس مركز المشاريع بهيئة تطوير الرياض، أنه تم تشكيل لجنة للتفتيش على مخلفات إدارة نفايات الرعاية الصحية الخطرة والتحقيق فيها. ولفت إلى أنه تم ترسية منافسة إدارة النفايات الطبية في جميع المنشآت الصحية التابعة للوزارة في منطقة الرياض لمدة ثلاث سنوات على إحدى الشركات المختصة بنقل ومعالجة النفايات الطبية، وتشتمل تلك العقود على توفير المستلزمات والمستهلكات والعمالة والمشرفين والنقل والمعالجة.

وأشار رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، إلى أن العمل يجري ضمن محور المياه على برنامج حماية مصادر المياه من التلوث الذي تقوم عليه شركة المياه الوطنية، ويتضمن عدداً من الأنشطة.

وقال إنه تم في إطار برنامج الحد من ارتفاع منسوب المياه الأرضية الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وضع أولويات للمشاريع المستقبلية لخفض منسوب المياه الأرضية، وقد بلغ عدد الأحياء التي تم تنفيذ مشاريع لخفض منسوب المياه الأرضية فيها 31 حياً، وأطوال الشبكات في تلك الأحياء 244 كيلومتراً.

وأوضح المهندس آل الشيخ، أنه في إطار محور الموارد الطبيعية والمناطق المفتوحة والحياة الفطرية، أعدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ضمن برنامج حماية وتطوير مناطق الحياة الفطرية خطة إستراتيجية للتأهيل البيئي لمنطقة بحيرات الحاير لتحويلها إلى منطقة ترويحية، حيث بدأ العمل على إعداد تفاصيل بعض عناصر البرنامج.

وتؤكد الهيئة العليا لتطوير الرياض، على متابعتها لتنمية وبحث آلية حماية وتنمية المحميات الأخرى في وادي حنيفة وهي محمية وادي لبن ومحمية الحيسية، كما يجري العمل على تحديد مناطق أخرى مؤهلة للحماية والنظر في تنمية الحياة الفطرية ضمن تلك المواقع بناءً على برنامج طويل المدى.

وتقوم أمانة منطقة الرياض على تنفيذ برنامج إنشاء حديقة نباتية كبرى بمدينة الرياض على أرض مساحتها 2 مليون متر مربع جنوب غرب المدينة، وذلك ضمن مشروع حدائق الملك عبد الله العالمية، التي تعتبر من أكبر المعالم السياحية، حيث تم تقسيم المشروع إلى ثلاث مراحل رئيسية، وقد تم البدء في أعمال تنسيق المواقع لقرابة 40 في المائة من الموقع العام.

فيما ستستمر أمانة منطقة الرياض في زيادة المساحات الخضراء من خلال مزيد من التشجير في الميادين والشوارع الرئيسية بمدينة الرياض.

وكشفت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بأنها تقوم بوضع إستراتيجية طويلة المدى، تتضمن القيام بعدد من المشاريع التجريبية لإعادة الغطاء النباتي في بعض المناطق ومنها متنزه الثمامة ووادي حنيفة وغيرها، والاستفادة من برنامج تشجير وادي حنيفة في هذا الشأن بحيث يتم تعزيز دور الأشجار والشجيرات المحلية في هذا البرنامج.

وتقوم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بتنفيذ برنامج مراقبة وتطوير أسواق الاتجار للأحياء الفطرية، كما تقوم وزارة البترول والثروة المعدنية على برنامج التحكم في الأنشطة التعدينية وتنسيقها خاصة في المناطق البيئية الحساسة، وذلك بغرض ضبط وتطبيق الأنظمة واللوائح البيئية الخاصة بالأنشطة التعدينية.

وأفاد المهندس آل الشيخ، بأنه في إطار محور الإدارة البيئية فقد بدأ العمل ضمن برنامج حماية البيئة في المدن الصناعية في اتجاهين، هما رصد المخالفات البيئية وتشجير المدن الصناعية. فيما تقوم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بتنفيذ برنامج للتدريب في المجال البيئي.

كما تقوم وزارة الزراعة من خلال هذا المحور على العديد من الإجراءات لتعزيز استخدام المكافحة الحيوية في مجال مكافحة الآفات الزراعية وتعزيز الزراعة العضوية للحد من استخدام المبيدات والأسمدة وضبط المخالفات في استخدام المبيدات، بالإضافة إلى منع استيراد 23 مبيدا لارتفاع سميتها.