وزارة الصحة لـ «الشرق الأوسط»: تأكد إصابة 12 حاجا بإنفلونزا الخنازير

أيوب: الاشتباه في 59 حالة وعزلها > ميرغلاني: الوضع مطمئن ونجاحنا في موسم العمرة يساعدنا

حجاج قادمون من خارج السعودية فيما نصبت كاميرات حرارية للكشف عن ارتفاع درجات حرارتهم (رويترز)
TT

12 إصابة كانت هي البداية في افتتاح ملف الحجاج القادمين من خارج السعودية والمصابين بالوباء العالمي إنفلونزا الخنازير، في حين أعلنت وزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط» عن الاشتباه بإصابة نحو 59 حاجا بالمرض، إذ تم عزلهم حال وصولهم المنافذ السعودية، في إجراء احترازي للتأكد من إصابتهم.

وأكد الدكتور عدنان أيوب مدير مستشفى الملك سعود في جدة، لـ«الشرق الأوسط» إصابة 12 من الحجاج القادمين إلى السعودية، بمرض أنفلونزا الخنازير، حيث تم عزلهم في المستشفى لمعالجتهم، مضيفاً أن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض وصلت إلى قرابة 59 حالة.

وأوضح أن المستشفى سمح بمغادرة 10 أشخاص بعد التأكد من سلامتهم الصحية وخلوهم من المرض، لافتا إلى أن المستشفى قام خلال الأيام الماضية بتحويل نحو 14 مريضا لقسم التنويم، خرجوا جميعهم، وبقي منهم 4 مرضى أحدهم استوجبت حالته المكوث في العناية المركزة لمدة يومين، فيما غادرت 10 حالات المستشفى. وأضاف عدنان أيوب،«يعد مستشفى الملك سعود بجدة خط دفاع للحجاج القادمين من المنافذ، غير أنه سيكون بمثابة مساند للمستشفيات والمراكز الصحية في المشاعر المقدسة ابتداء من اليوم الثامن للحج. وبالتوازي مع ذلك أثار افتتاح مستشفى الملك سعود بجدة قلق سكان حي المحمدية كونه يعد عزلا لمرضى أنفلونزا الخنازير من الحجاج، لا سيما وأن المستشفى يقع في الحي نفسه باعتباره قريبا من مطار الملك عبد العزيز الدولي.

لكن الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود أي تأثير سلبي على سكان الحي، إذ يقع المستشفى في منطقة آمنة وعلى شارع يبلغ عرضه نحو 80 مترا، لافتا إلى أن هذا المستشفى سيستمر لمدة عامين قادمين على الأقل، لا سيما وأنه مجهز بأعلى التجهيزات. وهنا لفت مدير مستشفى الملك سعود إلى أن عدد فريق المستشفى بالكامل يبلغ نحو 141 موظفا يشكل الكادر الطبي منهم حوالي 120 موظف، بينما يبلغ عدد فريق الخدمات المساندة 26 موظف، عدا عن القوائم التي تم إعدادها تحسبا لحالات الطوارئ وزيادة أعداد المرضى والتي تحوي نحو 120 موظفا ما بين كوادر طبية وخدمات مساندة.

من جهته أبان الدكتور خالد ظفر مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة أن المستشفى يحوي نحو 100 سرير منها 25 للعناية المركزة، ومختبرا لعمل تحاليل أنفلونزا الخنازير بطريقة PCR.

إلى ذلك كشفت وزارة الصحة في السعودية أمس عن وجود أكثر من 19 مختبرا في السعودية مزودا بتقنية PCR، بهدف الكشف عن فيروس أنفلونزا الخنازير كونها تتميز بالدقة العالية في قراءة نتائج التحاليل، وتحوي منطقة مكة المكرمة 4 أجهزة لإجراء اختبار PCR والمخصصة للكشف عن الحجاج خلال موسم الحج.

المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه تم توفير مختبر في مستشفى منى الوادي بمشعر منى لفحص حالات أنفلونزا الخنازير بطريقة PCR عالية التقنية إلى جانب ثلاثة مختبرات أخرى في مكة المكرمة، لافتا إلى أن تلك الأجهزة المستخدمة في الكشف عن أنفلونزا الخنازير، تحتاج إلى تقنية ودقة في قراءة النتائج، عدا عن جلب الكواشف الخاصة بها من الولايات المتحدة الأميركية ومراكز العدوى التي تم توفيرها للجميع خلال موسم الحج.

وأشار مرغلاني إلى أن الوزارة وفرت هذه المختبرات لمساندة مجموعة الخدمات المتكاملة بهدف التعامل بشكل سليم مع مرض أنفلونزا الخنازير، مؤكدا على أن أجهزة PCR وكواشفها ذات تكلفة مادية كبيرة جدا.

وتوقع المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن يشهد حج هذا العام وصول نحو 2.5 مليون حاج من 160 دولة، مبيّنا أنه بلغ عدد الحجاج حتى الآن حوالي مليون حاج.

ووصف مرغلاني الوضع بين الحجاج لهذا الموسم بـ «المطمئن» في ظل عدم وجود أي حالة من حالات أنفلونزا الخنازير في العناية المركزة، إضافة إلى أن الإصابات الأخرى تعد عادية يتم تقديم العلاج لها بشكل طبيعي.

وأكد على أن وزارة الصحة مؤهلة للتعامل مع المرض خلال الحج كونها لديها الخبرة الكافية التي ساعدت في نجاح موسم العمرة، إذ تم متابعة المعتمرين حتى في دولهم التي لم تسجل أي حالة وفاة بعد انقضاء الموسم.

وأبان بأن الحجاج القادمين إلى مدينة جدة يمرون من خلال 14 صالة دولية في المطار تم تزويد كل منها بكاميرا حرارية للكشف عن ارتفاع درجات حرارتهم، إذ يتم على الفور، عزل الحالات المشتبه فيها وإعطائها العلاج اللازم ثم تحويلها إلى مستشفى الملك سعود في حال استمرار ارتفاع درجات حرارتها. وذكر مرغلاني أنه يتم عزل المصاب لحين انقضاء فترة حضانة المرض ليسمح له فيما بعد بإكمال تأدية فريضة الحج، وذلك وفق الاشتراطات التي تم وضعها من قبل وزارة الصحة والمتضمنة اكتشاف الحالة وعزلها وعلاجها إلى أن تشفى لتكمل الحج دون منعها من ذلك.

وقامت وزارة الصحة بالاتفاق مع الجهات المعنية على خروج الحجاج المشتبه في إصابتهم بمرض أنفلونزا الخنازير عبر مسار آمن، إلى جانب تجهيز نحو 128 سرير عزل بالمشاعر المقدسة للمصابين.