تنافس مرشحات غرفة الشرقية يجتاح الملتقيات النسائية.. حتى «الثقافية» و«الاجتماعية»

يحاكين بنات جنسهن بشعار «ادعمن المرأة» .. وسط تخوفهن من حصر تصويت النساء بيوم واحد

فوزية الكري
TT

قد يبدو من الغريب توزيع مطويات تعريفية بإحدى مرشحات انتخابات غرفة الشرقية في ملتقى ثقافي، أو آخر يتحدث عن العنف الأسري وحقوق المرأة، إلا أن بعض المرشحات فضلن كسر القاعدة، بدلا من قصر ذلك على الملتقيات الاقتصادية وسيدات الأعمال فقط، مما نقل أجواء التنافس الانتخابي لمعظم الأوساط النسائية في المنطقة، ليجتاح حتى الطالبات وربات البيوت، مع تصاعد وتيرة أحاديث السيدات حول أنشطة وبرامج المرشحات الثلاث، اللاتي يتنافسن مع 33 مرشحاً بعد أسابيع قليلة في انتخابات الدورة الـ16 لمجلس إدارة غرفة الشرقية.

ورغم أن حصة المرشحات لا تتجاوز ما نسبته 8 في المائة فقط من مجمل المرشحين الرجال، إلا أنهن أكدن في حديثهن لـ«الشرق الأوسط» إمكانية استثمار أي تجمع لسيدات المنطقة بتكوين «شبكات نسائية» مساندة لهن، إذ ترى المرشحة، فوزية الكري، أهمية كسب النساء ولو كداعمات لأزواجهن وآبائهن من الناخبين، في حين تراهن المرشحة سعاد الزايدي، التي شاركت في انتخابات الدورة السابقة، على زيادة وعي الناخب بأهمية دور المرأة مقارنة بالسابق، فيما تعذر الحديث مع المرشحة الثالثة دينا الفارس، لظروف سفرها خارج البلاد.

وبينما يرى البعض ضرورة التركيز على المهتمين بالانتخابات بصورة مباشرة بدلا من البحث عن الأصوات بين الأكاديميات والأديبات والنساء غير المهتمات بعالم الاقتصاد والتجارة، ترى الكري أن وجودها المكثف في مختلف الملتقيات النسائية أخيراً يعكس «مصداقية والتزام المرشحة»، وتدافع عن وجهة نظرها لتؤكد أن الحصول على أي منصب يتطلب الحضور الدائم لتكون المرشحة وجهاً مألوفاً في المجتمع، قائلة «جميع المناسبات التي أدعى لها أحرص على حضورها».

فيما تعتقد المرشحة الزايدي أن الحضور المستمر لا بد أن يُقرن بثقل الشخص وخبرته، في حين أبدت تخوفها من قصر الفترة المتبقية على الانتخابات، التي يتخللها أسبوعان لإجازة عيد الحج، قائلة «معظم الذين نرغب بالتواصل معهم قد لا يوجدون في هذه الفترة»، وأوضحت الزايدي، التي تستعد لإطلاق برنامجها الانتخابي الأسبوع المقبل، أنها ستعتمد على مجموعة من المتطوعين لمساعدتها في التواصل مع الناخبين، مشيرة إلى أن العلاقات القوية هي مفتاح الفوز في الانتخابات.

وتتفق معها المرشحة الكري، التي وصفت إجازة الأسبوعين بـ«الصعبة» لجميع المرشحين والمرشحات. يضاف لذلك تخوف بعض السيدات حسبما أوضحن لـ«الشرق الأوسط»، من تحديد يوم واحد فقط لتصويت النساء وجعل بقية الأيام للناخبين الرجال، خاصة كون المرشحات الثلاث يمثلن فئة واحدة «التجار»، الأمر الذي يزيد من حدة التنافس بينهن في ظل النظام الانتخابي الجديد الذي يسمح للناخب بإعطاء صوت واحد فقط عن فئة التجار وآخر عن فئة الصناع.

أمام ذلك، تؤكد عهود الشهيل، أستاذة علم الاتصال بجامعة الملك سعود بالرياض، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة عدم حصر اهتمام المرشحات بالبحث عن الناخبات النساء فقط، قائلة «المرشحة المرأة حتى تستطيع أن تؤثر في الناخبين وتنافس في الانتخابات لا بد أن تنسى أنها امرأة وتتعامل مع نفسها كمرشح فقط، بحيث تؤمن أن فرصتها وحظوظها بالفوز متساوية مع المرشحين الرجال، متى ما توفرت فيها الكفاءة والجدارة اللازمتين».

وحول فاعلية مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية في دعم مرشحات ومرشحي انتخابات الغرفة التجارية بعد أن دخل «الفيس بوك» و«تويتر»، ضمن متطلبات المنافسة الانتخابية، ترى الشهيل أن فاعليتها تختلف باختلاف الشريحة المستهدفة، فيما تتفاءل مرشحات الشرقية بأن تسهم تقنيات الاتصال الحديثة بالوصول لأكبر قدر من الناخبين، خاصة فئة الرجال الذين قد لا يستطعن التواصل معهم مباشرة، وعلى رأس ذلك رسائل الجوال والمجموعات البريدية والشبكات الاجتماعية.

يذكر أن غرفة الشرقية حددت يوم السبت الـ19 من شهر ديسمبر المقبل موعدا لانطلاق الانتخابات، على أن تستمر في مختلف محافظات المنطقة الشرقية لمدة أسبوع كامل، في حين حُدد يوم الاثنين فقط لاستقبال أصوات الناخبات النساء، وهو الأمر الذي أقلق بعض المرشحات اللائي يعولن كثيراً على الأصوات النسائية، مع وجود حوالي 2850 منتسبة لغرفة الشرقية، يحق التصويت منهن للائي تجاوزت مدة انتسابهن للغرفة عاما كاملا.