المساحة الجيولوجية تعلن عن عودة الأمور إلى طبيعتها في العيص

نواب لـ «الشرق الأوسط»: اعتماد برنامج رحلات علمية لمعلمي الجيولوجيا في المناطق السعودية

معلمون داخل أحد التشققات الصخرية
TT

أكد الدكتور زهير عبد الحفيظ نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة العيص التي شهدت في الفترة الماضية عدة هزات تسببت في نزوح أهلها، انتهت وعادت الأمور الجيولوجية إلي طبيعتها. وبين الدكتور نواب في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارة نظمتها الهيئة لنحو 30 معلما لمادة الجيولوجيا في منطقة المدينة المنورة لمناطق الحرات في المنطقة أن معظم سكان العيص عادوا إليها وعادوا لممارسة أعمالهم العادية.

من جانب آخر، أعلن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية لـ«الشرق الأوسط» عن برنامج يتضمن رحلات بحثيه تقوم به الهيئة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في السعودية يستهدف معلمي مادة الجيولوجيا في البلاد إضافة إلي إقامة معارض متخصصة تجوب كافة المناطق لتثقيف الناس بمواقع الحرات. يأتي ذلك، في وقت وصف نحو 30 معلما لمادة الجيولوجيا في المدينة المنورة زيارتهم التي نظمتها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لهم إلي مناطق البراكين والتشققات إضافة الي الكهوف البركانية والحرات في منطقتهم بأنها كزيارة متحف مفتوح نظير ما شاهدوه من إبداعات فنية سطرتها الطبيعة.

وقال محمد بن علي المشرف على الرحلة من إدارة التعليم والمشارك ضمن الوفد أن الزيارة مكنت المعلمين من التمتع بتشكيلات صخرية ذات طابع جمالي ومعالم جيولوجية ذات إرث تاريخي، مشبها ذلك بأنه أشبة بزيارة موقع سياحي يمثل متحفاً بركانياً مفتوحاً.

ووصف علي الفوهات البركانية الواقعة جنوب المدينة المنورة والتي تكونت بسبب ثورة بركانية من أجمل المناظر، وتوفر فرصة للاستمتاع بالتشكيلات الطبيعية التي أحدثتها الحمم البركانية الناجمة عن النشاط البركاني الذي استمر بحسب المصادر التاريخية حوالي 52 يوما. وأشار الى أن هيئة المساحة الجيولوجية قامت بعمل ترتيبات شاملة في جدول الرحلة حيث اطلع وفد معلمي الجيولوجيا على العديد من المعالم الجيولوجية إضافة إلى جبل الملساء في حرة رهاط آخر موقع بركاني خامد في الجزيرة العربية.

وهنا علق الدكتور نواب على الزيارة مفيدا بأن الهدف منها التأثير بشكل ايجابي على إثراء معلومات الطلاب من خلال إطلاع معلمي مادة الجيولوجيا في المدارس الثانوية بمنطقة المدينة المنورة على أحدث البراكين والتشققات الموجودة بالمنطقة، وكذلك الكهوف والحمم البركانية الحديثة التي تدفقت من آخر ثوران بركاني في جزيرة العرب عام 1265 ميلادية. وأبان أن هذه التدفقات البركانية كونت مع مرور الزمن العديد من الأشكال الطبيعية التي تعتبر من الأشكال النادرة.

 وأضاف أن الهيئة أعدت برنامجا زمنيا للرحلة وجدولاً لزيارة المواقع حيث شملت هذه الزيارة محطات الرصد الزلزالي التابعة للهيئة التي تتابع الحركات الزلزالية لحرة رهاط  إضافة إلى الشق الوحيد بالمدينة المنورة الذي يبلغ طوله 11 كيلو مترا مـن الجنوب إلـى الشمال.

وعن البراكين والتكتلات الصخرية قال نواب: تقع المدينه بين حرتين شمالا وجنوبا ولدينا بركان تاريخي جنوب المدينة المنورة بـ21 كيلومترا حدث في عام 654هـ بعد عصر النبوة والخلفاء الراشدين في عهد العباسيين، حيث ثار هذا البركان وشعروا به في المدينة واهتزت الأرض وزلزلت زلزلة عظيمة، تحركت الحيطان والأبواب، وبعد 3 أيام من الهزات ثارت نار عظيمة في هذا البركان وكان يشاهدها أهل المدينة المنورة كما لو كانت عندهم من شدتها.