الإنترنت.. وسيلة جديدة لبيع الأضاحي في السعودية

قبل العيد بأيام.. مواقع إلكترونية تتنافس على إبراز مواصفات المواشي

أحد الإعلانات الترويجية للأضاحي وأسعارها في الإنترنت («الشرق الأوسط»)
TT

قبل أيام من دخول عيد الأضحى المبارك، دخلت مجموعة من المواقع الالكترونية، دائرة من التنافس المحموم فيما بينها، كوسيلة جديدة لبيع الأضاحي، لكن ليس بأسعار تنافسية، حيث يفرض موسم الحج ارتفاعا في أسعار الأضاحي، مدعوما بزيادة الطلب عليها، بل بالتسويق لتلك الأضاحي.

ويوجد في السعودية، عدد ليس بالقليل، من المواقع الالكترونية، التي بدأت مبكرا استعداداتها، في عرض بعض ما يصلها من أنواع الأغنام، عبر الوسطاء. وتتم طريقة البيع بعد معاينة الأضاحي حضوريا من قبل الطرفين، على أن يسبقها اتفاق الكتروني على تفاصيل الصفقة.

وبرزت هذه الظاهرة اللافتة، بشكل كبير، في منطقة حائل (شمال السعودية)، التي يتأهب سوق المواشي فيها لموسم بيع الأضاحي، وسط أرقام تشير إلى تداوله سنويا حوالي مليون رأس من المواشي سواء أكانت أغناما أو جمالا أو ماعزا.

ويترقب المهتمون بسوق حائل، استقرار أسعار الأضاحي، التي تضخمت هذا العام، وسجلت ارتفاعات لم يشهدها هذا السوق منذ سنوات، خصوصا في نفس هذا الوقت من العام، على الرغم من الأعداد الكبيرة من المواشي المعروضة بحسب متعاملين بالسوق.

ويبلغ سعر الخروف التام للأضحية ما بين 1000 إلى 2000 ريال، فيما تتراوح أسعار تيوس الذبح ما بين 600 و800، في حين وصل سعر الجمل الصغير أو ما يسمى بـ«الحاشي»، إلى 4500 ريال.

ويتميز سوق المواشي بحائل، بضخامته. ويعد السوق رافدا اقتصاديا مهما للمنطقة، وعزز من ذلك توسطها بين مناطق الشمال والوسط وارتباطها بالمناطق المجاورة بشبكة طرق سريعة.

يشار إلى أن المعروض في سوق حائل من المواشي، يعود لإنتاج البدو الرحل ومربي المواشي وتجارها من داخل المنطقة والمناطق المتاخمة والمستوردين من خارج السعودية، خصوصا الأردن وسوريا، ويصدر السوق جزءا من المعروض فيه لأسواق رئيسية بالمملكة.

ويلجأ بعض تجار منطقة حائل، للانترنت، خصوصا المواقع الخاصة بالمنطقة، لعرض إعلاناتهم فيها، والترويج لخدمات ما بعد بيع الأضحية، التي تشمل السلخ والتوصيل المجاني، مع عرض صور لها.

ويبرر الذي رمز لاسمه بـ«تركي أبو فهد»، استخدامه الانترنت، كوسيلة لبيع الأضاحي، لنجاح تجارب أخرى سابقة، في بيع عدد من السلع.

ويسعى التاجر الانترنتي، الذي لا يحمل سوى الشهادة الثانوية، ووصل إلى العقد الرابع من العمر، لاستهداف زبائن جدد، وتكوين قاعدة من العملاء خاصة به. يقول «أنا استهدف الأشخاص الذين لا يملكون الوقت الكافي لارتباطاتهم العملية والأسرية للنزول إلى السوق للبحث عن أضحية. فأنا أوفرها لهم عن طريق الانترنت». ولا يخفي سرا بأن النساء ساعدنه في الترويج لطريقة البيع الجديدة التي امتهنها.

يقول تركي أبو فهد الذي ذيل الموقع برقم هاتفه المحمول، ان العمل والكسب الشريف ليس عيبا وعلى العكس لقيت دعما ماديا ومعنويا من العائلة منذ البداية قبل ست سنوات بعد أن استهوتني المهنة خلال ترددي على السوق لشراء ذبائح، وجمعت رأس المال للبدء بشراء وبيع المواشي وتربيتها وتخصصت بالغنم والماعز.

ومقابل ذلك، يشهد سوق بيع المواشي بمنطقة حائل، ارتفاعات مهولة في الأسعار، كتلك التي بدأت بالظهور على أسواق المناطق الأخرى.

وبرر بعض مربي الماشية وباعة بالسوق، ارتفاعات أسعار المواشي التي يشهدها السوق حاليا، لارتفاع أسعار الأعلاف أولا، والجفاف ثانيا، وهما الأمران اللذان تسببا بتكبد مربي الماشية والتجار خسائر مالية كبيرة، وهو ما انعكس على سوق المواشي.

وهنا يطالب المواطن متعب فهد البكر، بتكثيف الرقابة على السوق من قبل الجهات المعنية لضبط السوق، وعدم السماح للتجار المحليين بمساندة بعض الأجانب من جنسيات مختلفة بالتحكم بالسوق، الذي يشهد ارتفاعات متتالية على الرغم أن السوق يضم معروضا كبيرا من المواشي والارتفاع غير مبرر، على حد تعبيره. وأوضح البكر أنه في ظل هذه الأسعار المرتفعة، سيلجأ الكثير من ذوي الدخول المحدودة لشراء سندات الأضاحي بسعر لا يتجاوز 400 ريال، وتم طرحها خلال السنوات الماضية مدعومة بشرعيتها وجوازها من العلماء حتى يتسنى للمسلم التضحية بأسعار في متناول يده.