التوسع العمراني للعاصمة السعودية يفرض نظاماً مسانداً للعنونة في أحيائها

مدير التسمية والترقيم لـ «الشرق الأوسط»: رقمنا 450 ألف وحدة عقارية.. وتم تسمية 300 ألف شارع

عنونة أحياء الرياض تساعد في تصنيفات الطرق («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت أمانة منطقة الرياض لـ«الشرق الأوسط» عن اعتمادها لنظام مساند للعنونة وهو نظام اللوحات التوجيهية والإرشادية، حيث يحدد هذا النظام المعايير والأسس للأماكن التي يتم إظهارها على اللوحات الإرشادية والتوجيهية مثل أسماء المؤسسات التعليمية والملاعب الرياضية والمستشفيات ومراكز الأعمال والمناطق الترفيهية.

ويأتي ذلك كأحد الحلول التي تتخذها الأمانة تجاه تعدد تصنيفات الطرق، ولكثرة أعداد السيارات بالرياض، وزيادة أحجام المرور على كافة الطرق، فقد تطلب الأمر أن تطور الأمانة.

وفي الوقت الذي أنجزت فيه أمانة منطقة الرياض ترقيم 450 ألف وحدة عقارية في العاصمة السعودية، أسمت الأمانة 300 ألف لوحة موزعة على 30 ألف شارع فرعي ورئيسي، بجانب توريد وتركيب 18 ألف متر مربع من اللوحات التوجيهية، و500 خارطة منذ تطبيق نظام العنونة المعتمدة في البلاد.

وبين المهندس خالد البهلول مدير إدارة التسمية والترقيم بأمانة منطقة الرياض، لـ«الشرق الأوسط» أن إدارته تتبع آليات مستمرة للتحديث والتطوير، وذلك لمواكبة الاتساع المستمر الذي تشهده مدينة الرياض، الذي يؤدي بحسب البهلول، إلى ظهور طرق وشوارع وعقارات جديدة مما يتطلب تقديم خدمة العنونة لها، من خلال تركيب لوحات أسماء شوارع جديدة ولوحات توجيهية وإرشادية وأرقام العقارات.

وأضاف المهندس خالد أن الأمانة تتبع أسلوب المسح الميداني وتجميع المخططات المعتمدة في الحي الواحد، وإنتاج خرائط للأحياء الجديدة، أو للجزء الجديد من حي سابق باستخدام الحاسب الآلي، ومن ثم إطلاق الأسماء على كافة الشوارع، ليتم بعد ذلك إصدار أوامر التصنيع للوحات والأرقام ثم تركيب اللوحات في الأحياء الجديدة أو الأجزاء المستحدثة من الأحياء السابقة. وعن إطلاق أسماء الأشخاص على الطرق وعنونتها بها، قال البهلول إن الأمانة توقفت منذ 14 عاما، حيث تم استبدال الأسماء بأسماء المدن والقرى والهجر، باستثناء بعض التوجيهات الرسمية لشخصيات ممن كرمتهم الدولة أو مواطنين تركوا بصمة في حياتهم بخدمتهم للوطن.

وذكر المهندس البهلول، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن أهمية العنونة تكمن فى تسهيل وصول الخدمات الحكومية والطارئة كالإسعاف والدفاع المدني وخدمات القطاع الخاص إلى المواطن على عنوانه المحدد.

وقال ان ذلك يؤدي إلى تحقيق فوائد متعددة للأطراف المختلفة ومنها: مساعدة الجهات الحكومية والطارئة وخدمات القطاع الخاص التي تقدم خدماتها للمواطن على التخطيط وتقديم الخدمات بكفاءة عالية والتأثير الإيجابي على أحجام المرور على الطرق الحرة والشريانية من خلال وصول كافة الخدمات على عناوين المواطنين مباشرة، وتسهيل زيارة الأقارب والأصدقاء من خارج وداخل مدينة الرياض .

وأوضح المهندس البهلول أن مدينة الرياض تشهد تطوراً في كافة النواحي التخطيطية والعمرانية، يساهم في تنفيذها العديد من القطاعات الحكومية والخاصة، حيث اتسعت مساحة الرياض التي تشرف عليها الأمانة لتصل إلى 3600 كيلو متر مربع، لتشمل تلك المساحة التجمعات السكانية في الأحياء المختلفة والأراضي، إذ تزداد مساحة التجمعات السكانية عاماً بعد عام، لذا أصبح من الأهمية بمكان أن يتم تحديد عنوان لكل عقار في الرياض. وزاد مدير إدارة التسمية والترقيم، أن الأمانة شكلت لجنة لاختيار الأسماء وفق ضوابط معينة ولقد تطلب جمع الأسماء والتراجم جهوداً متواصلة من قبل الأمانة ومن عمل معها من متخصصين ومثقفين في كافة الجوانب.

وأشار إلى أن الأمانة عملت في اختيار المسميات بأن تكون ضمن المجموعات التي حددها نظام التسمية والترقيم ضمن 9 مجموعات هي أسماء الصحابة والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين والتابعين، وأسماء الأئمة والملوك والأمراء المشهورين من الأسرة المالكة، وأسماء المشاهير من القادة العرب والمسلمين خلال التاريخ الإسلامي، وأسماء الأئمة والفقهاء، وأسماء أشهر المعارك الحربية في التاريخ الإسلامي، وأسماء العلماء والشعراء والأدباء العرب، وأسماء قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وأسماء المدن والقرى السعودية والعربية والإسلامية، وأسماء الأودية والأنهار والجبال في السعودية والبلاد العربية والإسلامية.

ونوه البهلول إلى أن أي مدينة صغيرة أو كبيرة المساحة وبأي نظام عنونه، تحتاج إلى خرائط لتحديد العنوان المطلوب الوصول إليه، وفي مدينة الرياض قامت ادارته بتوفير الخرائط المختلفة المقاييس منها الخرائط الرقمية المتاحة على موقع الأمانة على الانترنت والخرائط الرقمية المتوفرة على أقراص مضغوطة متوفرة في إدارة التسمية والترقيم بالأمانة.

وكذلك الدليل الخرائطي لمدينة الرياض الذي يقع في 342 صفحة ملونة يمكن من خلاله تحديد موقع أي شارع فرعي أو رئيسي من خلال البحث في فهرس أسماء الشوارع وتحديد رقم الصفحة والمربع والخارطة الحائطية التي توضح توزيع الأحياء في مدينة الرياض والبالغة 168 حياً موزعا عليها الطرق الحرة والشريانية، والطرق التجميعية التي تجمع حركة المرور من داخل الأحياء إلى الطرق الشريانية والرئيسية، والشوارع الفرعية.

وحول برنامج صيانة العنونة، قال بأنها تعتبر العامل الرئيسي للمحافظة على كفاءة اللوحات بأنواعها، وفقدان أو تلف أي لوحة مهما كان نوعها يمنع استفادة المواطن من العنونة، وتقوم الأمانة بصيانة تلك اللوحات، وقد خصصت الأمانة هواتف لتلقي ملاحظات المواطنين، كما يمكن لأصحاب العقارات الجديدة الذين ينتهون من بناء عقاراتهم الاتصال على الأمانة لطلب تركيب رقم العقار.