الدفاع المدني.. الأبرز في العمل على جبهتي «الحج» و«أحداث الأمطار»

قدم تسهيلات للإعلام.. و«الشرق الأوسط» الصحيفة الأولى التي ترصد آثار أمطار جدة من الجو

إنقاذ المحاصرين بالمياه خلال العمليات التي أجراها الدفاع المدني في جدة أول من أمس
TT

يعد رجال الدفاع المدني هم الأبرز في الأحداث التي ألمت بمحافظة جدة نتيجة هطول الأمطار الغزيرة عليها، كونهم عملوا على جبهتين في آن واحد، الأمر الذي جعل هذا الموسم مختلفا تماما عن كل عام في ظل تزامن تلك الأحداث مع الحج.

وأوضح اللواء محمد الحربي قائد طيران الدفاع المدني في السعودية أنه تم تغطية أحداث الحج والأمطار في الوقت نفسه على مدار الساعة، خصوصا أن هناك أكثر من 16 قائد طائرة و26 مساعدا لهم عملوا ما بين المشاعر المقدسة ومحافظة جدة بعد تقسيمهم على الجبهتين.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة تسهيلات متوفرة من قبل الدولة، عدا عن وجود طائرات حديثة وقيادات تزيد خبرتهم عن 29 عاما، الأمر الذي يجعلها قادرة على التوفيق بين تلك الأحداث».

إلى ذلك كشف الرائد عبد الله الحارثي الناطق الإعلامي ومدير شعبة الإعلام في الدفاع المدني، عن إنقاذ نحو 1125 فردا في المواقع المتضررة من الأمطار، إضافة إلى إيواء أكثر من 1225 شخصا وإسكانهم، لافتا إلى أن الدفاع المدني يحظى بدعم مادي كبير من قبل الدولة بهدف تأمين مخزون خاص بموسم الحج فقط.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نفذت فرق الدفاع المدني خطتي الحج والأمطار في نفس الوقت، لا سيما أن المشاعر المقدسة أيضا شهدت هطول أمطار غزيرة»، مؤكدا أن كافة الفرق في محافظة جدة عملت على مدار الساعة من أجل تنفيذ الخطط.

وبيّن أنه تم استخدام الكثير من المعدات في عمليات الإنقاذ، والمتضمنة القوارب البحرية والسيارات البرمائية والرافعات الثقيلة التي استخدمت في تحريك بعض المركبات نتيجة إعاقتها للسير أو تحريك المياه الراكدة في المواقع، إلى جانب المروحيات، مشيرا إلى أن عمل الدفاع المدني في المشاعر المقدسة لم يتأثر بما حدث في محافظة جدة.

ولفت إلى أن جانب التدريب على أي خطة يتم وضعها هو من أساسيات عمل الدفاع المدني، وذلك بما يسمى بـ«التجارب الفرضية» بهدف تلافي أي صعوبات قد يواجهها الأفراد في مثل تلك الأحداث، غير أن من أبرز الصعوبات التي واجهت فرق الإنقاذ صعوبة الطيران، كونه جهازا تحكمه اشتراطات دولية، إلا أنه تم تجاوزها بحكم الخبرات والتجارب الافتراضية.

وللمرة الأولى ينشئ الدفاع المدني مركزا إعلاميا متكاملا لتسهيل التواصل مع وسائل الإعلام على اختلافها، لا سيما أن سقف التعاون بين تلك الأطراف يعد عاليا جدا في مثل تلك المواسم والأحداث.

وهنا علّق قائد طيران الدفاع المدني في السعودية بقوله إن الإعلام يعد ضروريا باعتباره يسعى لنقل الصورة الصحيحة، الأمر الذي يحتم تقديم تسهيلات أكبر لجميع الوسائل التابعة له.

ويأتي ذلك في وقت كانت «الشرق الأوسط» الصحيفة الأولى التي تمكنت من مرافقة مروحية تابعة للدفاع المدني يوم أول من أمس الخميس لترصد بالكلمة والصورة آثار الأمطار في جدة، والتي نشرت في عددها يوم أمس.

وبالعودة إلى قائد طيران الدفاع المدني قال لـ«الشرق الأوسط» إن الكثير من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى تعمل مع الدفاع المدني وفق التنسيق مع الشؤون الإعلامية التابعة للمديرية، عدا وجود مختلف الصحف من مدينة جدة مع الفرق لتغطية أحداث الأمطار.

وبيّن أن الجولات الإعلامية يتم تنسيقها وفق جدول معين بحيث يتوافق مع النواحي الأمنية والمتابعة على مدار ساعتين إلى ساعتين ونصف في اليوم، مضيفا أنه عادة ما يتم استقبال كافة وسائل الإعلام في العالم يوم 12 من ذي الحجة. وأكد على أن الإعلام يحتاج إلى رصد أمور كثيرة، ما جعل الدفاع المدني يسهل لهم ذلك ضمن فترات محددة تحرص فيها الفرق على الوجود وسط الحدث.

وبالعودة إلى الناطق الإعلامي ومدير شعبة الإعلام في الدفاع المدني الذي أفاد بأنه ولأول مرة يتم إنشاء مركز إعلامي مجهز بكافة التجهيزات ومتطلبات العمل الإعلامي.

وأضاف: «يعد الإعلام بالنسبة لنا شريكا استراتيجيا في ظل وجود تفاعل كبير من قبل وسائل الإعلام التي ساهمت في إنجاح خطة الدفاع المدني بالمشاعر المقدسة ومدينة جدة باعتبارها نشرت الحقائق وأغفلت مرحلة الإشاعات».

وأشار إلى أن التغطيات الإعلامية للأحداث الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة في محافظة جدة ساهمت في طمأنة المواطنين وتهدئة مخاوفهم، لافتا إلى أن مديرية الدفاع المدني تتعاون مع القنوات العربية والأجنبية والمحلية على حد سواء، إلى جانب تعاونها مع الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام واستضافة ضيوفها.