توقف عمليات الإنقاذ والبدء في حصر الأضرار

الأمن السعودي لـ«الشرق الأوسط»: إيواء نحو ألف أسرة في الشقق والفنادق * الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط»: 102 فرقة تعمل في الميدان.. وعمليات تمشيط جارية

صورة جوية التقطت صباح أمس لاحدى المناطق المتضررة من الامطار في جدة (تصوير: ثامر الفرج)
TT

انتهت أمس سلطات الأمن السعودية من إيواء نحو ألف أسرة متضررة من أمطار جدة، وإسكانهم في الفنادق والشقق المفروشة، في حين بدأت منذ ظهر أمس أعمال حصر الأضرار من خلال لجان شكلت لهذا الغرض.

يأتي ذلك في وقت توقفت فيه منذ منتصف ظهيرة أمس الأول عمليات إنقاذ ضحايا الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جدة يوم الأربعاء الماضي، ليبدأ الدفاع المدني في عمليات المسح الجوي وتمشيط المناطق والأودية للتأكد من عدم وجود أي أشخاص بحاجة إلى المساعدات.

وكشف اللواء طيار محمد الحربي، قائد طيران الدفاع المدني في السعودية، عن بلوغ عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم من خلال الطيران العمودي نحو 193 ما بين رجال ونساء وأطفال من فوق المباني المحاصرة بالسيول، فيما تم انتشال نحو خمس جثث من بينها طفلان.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن عملية الإنقاذ بالمروحيات تتمثل في انتشال المحتجزين وإنزالهم بمستشفى الملك عبد العزيز عن طريق مهبط الطائرات الموجود هناك، مشيرا إلى وجود سبع مروحيات أساسية إلى جانب أربع مساندة من الرياض والمنطقة الشرقية. ولفت إلى أنه تم إيقاف عمليات الإنقاذ منذ منتصف ظهيرة أول من أمس، غير أن عمليات المسح الجوي ما زالت قائمة بهدف التأكد من عدم وجود أي أشخاص يحتاجون إلى المساعدة.

وأوضح أنه تم القيام بعمليات إنزال في محافظة رابغ ومركز صعبر الذي شهد انتشال نحو 29 حاجا من فوق أسطح سياراتهم بعد أن حاصرتها السيول، لافتا إلى أن عدد أفراد قوة الدفاع المدني القائمة بتلك الأعمال يبلغ ما يقارب 302 فرد، ما بين ضباط وأفراد.

وأضاف أن من أبرز الصعوبات التي واجهت الطيران العمودي سوء الأحوال الجوية، غير أنه كانت هناك محاولة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المتضررين في ظل وجود تواصل مستمر مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إلى جانب تجهيز المروحيات بأحدث التقنية والرادارات التي تساعد في تجنب أي صواعق في الجو.

ومن جانبه أوضح مصدر مسؤول في شركة الكهرباء السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة بدأت إعادة التيار الكهربائي للمنازل في الأحياء الشرقية من المدينة بداية من حي قويزة والصواعد.

إلى ذلك كشف اللواء محمد الغامدي، مدير إدارة الدفاع المدني بجدة، عن الانتهاء من إيواء أكثر من ألف أسرة وإسكانهم في الشقق المفروشة والفنادق، مؤكدا أن الأوضاع تسير في مسارها الصحيح. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات المسح الجوي وتمشيط المواقع المتضررة والأودية قائمة على قدم وساق، إلى جانب قيام الجهات المعنية بإعادة الناس وإسكانهم، وتأمين احتياجاتهم، مشيرا إلى عدم تلقيهم بلاغات عن وفيات حتى الآن.

ولفت إلى انتشار أكثر من 102 فرقة تابعة للدفاع المدني في الميدان، إضافة إلى فتح طريق الحرمين الذي يشهد جهود عمل قائمة من جميع الجهات الحكومية المعنية، مبينا أن إدارات الدفاع المدني في السعودية مرتبطة مع بعضها البعض والتي تقوم بتنفيذ خطط لعمليات المساندة.

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني أعلنت يوم أول من أمس عن بلوغ عدد الوفيات في المواقع المتضررة من الأمطار الغزيرة بجدة نحو 86، تم تسليم 38 جثة منها لذويهم.

وفي الوقت ذاته ألغت أمانة محافظة جدة إجازة جميع الموظفين العاملين بها وأعادتهم إلى مواقع العمل، وذلك بحسب ما ذكره فيصل الشاولي، مدير عام الطرق وسكرتير لجنة الأمطار في أمانة محافظة جدة، الذي أشار إلى وجود نحو 315 صهريجا لسحب المياه من ضمنها 210 صهاريج تم استئجارها من المواطنين.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الأمانة استعانت بنحو 40 شركة مقاولات وخدمات خاصة بهدف المساهمة في أعمال رفع الأضرار وبناء المرافق المتضررة جراء الأمطار، لافتا إلى أنه تم سحب ما نسبته 80 في المائة من المياه الموجودة في الطرقات والشوارع.

وعلق على ذلك المهندس إبراهيم كتبخانة، وكيل أمين محافظة جدة للتعمير والمشاريع، لـ«الشرق الأوسط» بأن الأمانة استعانت بجميع شركات المقاولات لبدئها في إعادة وبناء جميع المرافق المتأثرة من طرق وقنوات تصريف السيول التي تحطمت نتيجة سقوط المركبات فيها، مشيرا إلى إعادة حركة السير في أنفاق الجامعة وطريق الملك عبد الله الذي غطته مياه الأمطار بالكامل.

وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية في تقريرها لهذا اليوم (السبت) استمرار تشكيلات السحب على معظم مناطق المملكة التي من الممكن أن تكون ممطرة.

وأشارت إلى أن تلك السحب تصحبها خلايا رعدية على مناطق شمال وشرق السعودية وأجزاء من غربها تشمل الطائف، إلى جانب مرتفعات عسير، في وقت قد تتضمن فيه منطقة الرياض، إذ تزداد نسبة الرطوبة على شمال السعودية والأجزاء الشمالية من وسط وشرق السعودية، مما يؤدي إلى تكون الضباب.

وفي الوقت الذي بدأت فيه شركات الاتصال تبث عبر رسائل نصية لمشتركيها معلومات على لسان الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تتضمن توقعات لهطول أمطار غزيرة تهدد المواقع التي سبق تضررها، أكد حسين القحطاني، المتحدث الرسمي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لـ«الشرق الأوسط» عدم دقة تلك المعلومات، لافتا إلى أن هذه الشركات تعتمد في إرسال رسائلها على ما يتم نشره عبر وكالات الأخبار بعد أن يتم فهمه بشكل خاطئ.

من جهته، رد حمود الغبيني نائب الرئيس العام للعلاقات العامة في شركة «موبايلي» بالسعودية أن المعلومات التي يتم إرسالها من قبلهم للعملاء مصدرها المديرية العامة للدفاع المدني.

وقال لـ «الشرق الأوسط» إن الدفاع المدني طلب من تقنية المعلومات التابعة لهيئة الاتصالات مساعدة شركات الاتصالات في إرسال التحذيرات للمواطنين بمكة المكرمة وجدة عبر الرسائل النصية، لافتا إلى أن شركات الاتصالات تلتزم بالنص الوارد من الدفاع المدني.

وفي سياق الأمطار، أوضح مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبد الله بن مشبب الأجهر، في بيان رسمي، أنه «بخصوص الأضرار الناجمة عن غزارة الأمطار التي هطلت على مدينة جدة وارتفاع منسوب المياه، فقد أدى ذلك إلى التأثير على التيار الكهربائي المغذي للمركز الرئيسي لخدمات أنظمة المعلومات بمجمع الخطوط السعودية في الكندرة وتوقف جميع الأنظمة الآلية الخاصة بالحجز والترحيل الجوي وجداول الطيارين والملاحين».

وتابع «إضافة إلى تأثر حركة الطيران وتأخير كل الرحلات الداخلية خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك للأسباب السابقة ولعدم توافر الأنظمة الآلية المساندة للعملية التشغيلية للخطوط السعودية، وأنه قد تم التنسيق مع الجهات المختصة كشركة الكهرباء والدفاع المدني وأمانة جدة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لتجنب تكرار ما حصل والعمل على سرعة إزالة المياه من الموقع وإعادة التيار الكهربائي لتشغيل كل الأنظمة الآلية، وأنه نتيجة لتضافر كافة الجهود من قبل الجميع واستنفار (السعودية) لكل إمكاناتها المادية والبشرية بهدف التقليل من حجم المعاناة على المسافرين الكرام خلال الساعات الماضية فقد تمت إعادة التيار الكهربائي للمجمع في تمام الساعة السابعة من مساء أول من أمس الخميس وتشغيل كل الأنظمة الآلية».

وأضاف «تعتذر الخطوط السعودية لجميع المسافرين الكرام وتقدر لهم تفهمهم لهذا الوضع الخارج عن إرادتها، وتأمل من الجميع التكرم بمراجعة مكاتب الحجز والمبيعات للحصول على جميع المعلومات الخاصة برحلاتهم».

وكرر مساعد مدير عام الخطوط السعودية بالعلاقات العامة أسف «الخطوط الجوية السعودية» الشديد على هذا الحدث الطارئ، مؤكدا حرص جميع المسؤولين بالمؤسسة على بذل كل ما من شانه تقديم أفضل الخدمات للمسافرين والعناية بالموظفين والحرص على الممتلكات.

وفي مكة المكرمة ومشعر منى، هطلت أمس أمطار متوسطة إلى خفيفة مصحوبة بسحب رعدية على المرتفعات، حيث توقعت مصلحة الأرصاد وحماية البيئة تواصل هطول الأمطار طوال اليوم على المشاعر المقدسة. ولم تتوقف الأمطار عن بقية المدن السعودية، إذ هطلت الليلة قبل الماضية وصباح أمس أمطار على محافظة حفر الباطن وتوابعها، شملت مركز سامودة والدهناء ـ عرفان، ونفود أم رقيبة، ومركز أم قليب. كما شملت الأمطار مركز معرج السوبان وخبيراء والحيراء ومناخ ومركز الصداوي فيما شملت ناحية الصمان المنشرحة والصفي والعرفاء.

وشملت الأمطار مراكز القلت والنظيم والصفيري وهجرة البرازي والوشح وسماح والدليمية وفلجا والمسناة والمراكز الحدودية الجنوبية المحاذية للحدود الكويتية والمراكز الحدودية الشمالية المحاذية للحدود العراقية. كما هطلت أمطار غزيرة على محافظة الغاط والمراكز التابعة لها، وسالت بعض الأودية والشعاب، ومركز الأرطاوية.