جدة: استنفار أمني لإعادة الأمور إلى طبيعتها قبل عودة الحجيج

98 قتيلا و160 هبوطا أرضيا و43 مستنقعا للمياه جرّاء الأمطار

عمليات انتشال السيارات لا تزال جارية في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت السلطات الأمنية عن ارتفاع عدد ضحايا أمطار محافظة جدة إلى 98 قتيلا، ومن المتوقع أن يشهد العدد زيادة في ظل استمرار عمليات البحث والإنقاذ من قِبل الجهات المعنية، وذلك بحسب ما ذكره النقيب عبد الله العمري المتحدث الإعلامي في الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة.

فيما أوضح الرائد عبد الله الحارثي الناطق الإعلامي ومدير شعبه الإعلام في الدفاع المدني بالسعودية لـ«الشرق الأوسط» أن عمل الفرق الميدانية بالطرق والوسائل الممكنة كافة ما زال مستمرا، لافتا إلى أنه تم الاستعانة بغواصين متخصصين تابعين للدفاع المدني بهدف البحث عن المفقودين في المواقع المتضررة.

وفي الوقت ذاته كشف حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة عن مشاركة أكثر من 65 غواصا وعدد من الضباط والأفراد في عمليات البحث والإنقاذ بجدة، إلى جانب استخدام الزوارق المطاطية ومعدات الإنقاذ كافة في العمليات.

وأكد العقيد علي بن زربان الزهراني رئيس الشؤون العامة في حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» قيام حرس الحدود بتمشيط الأحياء السكنية المتضررة وإنقاذ عدد من الأسر وانتشال بعض الجثث، لافتا إلى عدم وجود إحصاءات ثابتة بخصوص أعداد الناجين أو الجثث، لا سيما وأنها قابلة للزيادة مع مرور الوقت.

وتشهد مدينة جدة استنفارا أمنيا على الأصعدة كافة للحفاظ على ملكيات المتضررين من ضمنها السيارات، في ظل انتشار سرقات إكسسوارات السيارات ومستلزماتها في الأيام الماضية من قِبل بعض الأفراد الذين استغلوا تجمعها في أماكن محددة جراء انجرافها بالسيول.

وكشف مصدر أمني «رفض الإفصاح عن اسمه» لـ«الشرق الأوسط» عن تلقي أقسام الشرطة عددا كبير من البلاغات حول تعرض المركبات خصوصا المتعطلة على الطرقات لسرقه لمعداتها.

وأضاف أن ضعاف النفوس يستغلون انشغال الجهات الأمنية في إنقاذ المتضررين وإعادة الوضع في سرقة السيارات خصوصا التي جرفتها السيول إلى أماكن بعيدة، أو المتجمعة في مكان واحد، خصوصا وأن معظم تلك السيارات تركها ملاكها مفتوحة بسبب تعطلها كهربائيا.

من جانبه علق الملازم نواف البوق مساعد المتحدث الرسمي في شرطة جدة أنه تم نشر فرق الشرطة الأمنية في أحياء وشوارع مدينة جدة كافة لمساعدة الجهات الأمنية الأخرى في الإنقاذ وتسيير حركة المركبات. وبيّن أن قسم الأدلة الجنائية يقوم بدور مباشر في حصر الممتلكات وحفظها، عدا عن قيام الدوريات الأمنية بتمشيط ميداني مكثف وحفظ الوضع الأمني ومنع القيام بتلك السرقات.

إلى ذلك أصدرت وزارة الصحة توجيهات بفتح جميع المستشفيات الحكومية والأهلية لاستقبال المتضررين من الأمطار على مدار الساعة وتوفير الكوادر المعنية كافة للتعامل مع تلك الحالات، وذلك بحسب ما ذكره الدكتور سامي باداوود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تم تشغيل ثلاجة الوفيات الخاصة بالطب الشرعي وتزويدها بفريق عمل مكون من 28 فردا، إضافة إلى العاملين في الجهات الأخرى ذات الصلة من الشرطة والدفاع المدني بهدف التعامل مع حالات الوفيات وتسليمهم إلى ذويهم وفق الطرق النظامية والمتضمنة تسليم المعلومين لعائلاتهم مباشرة فيما يتم تصوير الجثث مجهولة الهوية ووضعها في ثلاجة الموتى».

وكان من المفترض أن تعقد أمانة محافظة جدة ظهر أمس مؤتمرا يتعلق بجهود الأمانة التي قامت بها حيال تداعيات سيل الأربعاء، غير أنه تم تأجيله بسبب انشغال أمين المحافظة في اجتماع مع الجهات المعنية الأخرى، وذلك بحسب ما أفاد به أحمد الغامدي مدير المركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة.

من جانبه كشف المهندس إبراهيم كتبخانة وكيل أمين جدة للتعمير والمشروعات عن وجود نحو 160 هبوطا في طرق وشوارع محافظة جدة، مؤكدا أن «العمل جارٍ لإصلاحها».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يشهد نحو 43 موقعا في جدة تجمعا في المياه جراء الأمطار وتدفق المياه من بعض المواقع حتى أمس»، مشيرا إلى أن فرق الأمانة تعمل وفق أولويات للمواقع. وأضاف أن «الأولوية الآن لأحياء قويزة وأم السلم والمواقع ذات التأثر الأكبر، لافتا إلى أن إغلاق طريق الحرمين مرة أخرى جاء بهدف إعادة تشغيله وإزالة مخلفات السيول وتأمين الطريق تمهيدا لعودة الحجيج من المشاعر المقدسة، إضافة إلى عودة عمل نفق طريق الملك عبد الله مساء هذا اليوم (أمس)».

ورجع سبب انغمار نفق الملك عبد الله بمياه الأمطار إلى السيول القادمة من طريق المدينة والشرفية والأحياء المجاورة له، مضيفا أن النفق مجهز بمضختين سعة كل واحدة منهما 2500 متر مكعب، غير أن السيول القادمة فاقت طاقة المضخات في ظل وصولها إلى 7500 متر مكعب في الساعة، مما أدى خلال 10 ساعات إلى وصول المياه في النفق إلى نحو 70 ألف متر مكعب.

وأردف قائلا إن أعمال الشفط تتواصل في عدة مناطق وأحياء من جدة حيث يجرى العمل أيضا في نفق الأمير ماجد الذي يتبع جامعة الملك عبد العزيز، إلى جانب التنسيق بين الأمانة والجامعة للانتهاء من المشكلة، مبينا أن الأمانة تقوم حاليا بشفط المياه المتجمعة فيه والتي سببتها المصبات الموجودة من الجامعة ومن المناطق المحيطة التي كانت تقوم بالتصريف في منطقة النفق.

وأضاف وكيل أمين جدة أنه تم الانتهاء من تنظيف مجرى السيل الجنوبي و سحب الردميات والسيارات التالفة والطمي والرمال التي تراكمت في المجرى وإعادة بناء جسم القناة الذي انهار لتسهيل انسياب تدفق المياه، إضافة إلى تشغيل القناة الجنوبية لتفادي تجمعات أي أمطار أو سيول مستقبلا.

بينما أوضح المهندس فيصل شاولي رئيس لجنة الأمطار التنفيذية ومدير عام الطرق في أمانة محافظة جدة أنه تم الانتهاء من جميع الشوارع الرئيسية بالمدينة وفق خطة تصريف المياه، ويجري حاليا العمل في جميع البلديات خصوصا في مناطق جنوب جدة تنفيذا لتوجيهات الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة لإزالة الضرر عن السكان والمناطق المتضررة.

وحول توقعات الأرصاد لأجواء الجوية خلال الأيام المقبلة أكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على استقرار حالة الطقس على المشاعر المقدسة ومحافظة جدة مع إمكانية هطول أمطار متوسطة على المنطقة الوسطى والشرقية من السعودية مع انخفاض في الرؤية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن سرعة الرياح تعد عادية، عدا عن احتمالية تكون سحب جزئية على المنطقة الغربية في السعودية، إلى جانب توقعات بهطول الأمطار المتفرقة على وسط وشرق المملكة مع احتمالية انخفاض الرؤية في الصباح الباكر تصل إلى ما بين كيلومتر ونص الكيلومتر إلى كيلومترين.