إمارة مكة لـ «الشرق الأوسط»: أصحاب فنادق وشقق قدموها للمتضررين مجانا

فيما أطلقت على «الفيس بوك» حملة شعبية لإنقاذ جدة: الكارثة تجمع القلوب وتفتح باب المساعدات كل حسب استطاعته

TT

تفاعل أهالي مدينة جدة مع الأحداث التي ألمت بهم مؤخرا، نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة، وذلك كل بحسب اختصاصه وقدرته على تقديم المساعدة، عدا عن استخدام شبكة الإنترنت في إيصال ردود أفعالهم إلى أكبر قدر ممكن من الناس.

وصرح مصدر مسؤول في إمارة منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» عن مبادرة عدد كبير من أصحاب الشقق المفروشة في جدة بإسكان المتضررين في الوحدات السكنية دون مقابل مادي.

ويؤكد عبد العزيز الشهراني، أحد ملاك الشقق المفروشة، على أن الدافع الأساسي الذي جعله يتبرع بشققه المفروشة دون مقابل هو ما شاهده عبر وسائل الإعلام من صور وقصص جعلته يبادر بفعل ذلك.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، استطعنا إيواء نحو 154 شخصا، إلى جانب إبلاغ الدفاع المدني برغبتنا في إيواء المزيد، لا سيما أن الوحدات السكنية التي نملكها تتسع لنحو 15 شخصا في كل وحدة سكنية، لافتا إلى أن عدد الشقق يصل إلى 48 شقة.

وأوضح أنه اشترط على الدفاع المدني عدم التمسك بالإجراءات البيروقراطية الروتينية التي من شأنها أن تعقد الأمور أمام المتضررين، مبينا أنه قدم للجهات المسؤولة عقودا مفتوحة المدة بقيمة مجانية، إضافة إلى مفاتيح الوحدات السكنية.

وأضاف أن بعض ملاك الشقق المفروشة والمنتجعات استغلوا تلك الأزمة في رفع أسعار الإيجار ومطالبتهم بضرورة إحضار أوراق من وزارة المالية لضمان حقوقهم، غير أنه في المقابل هناك من تبرع بما يملك من دون مقابل.

وفي جانب آخر دشن عدد من سكان جدة مجموعة عبر موقع «فيس بوك» تحت عنوان «الحملة الشعبية لإنقاذ مدينة جدة» وذلك كرد فعل على ما حدث بعد هطول الأمطار.

ويعمل على إدارة الغروب ثلاثة أفراد مسؤولين عن الجانب التطوعي والقانوني والإعلامي كل بحسب اختصاصه، إلى جانب مشاركة أكثر من عشرة آلاف عضو منذ تدشينها يوم الأربعاء الماضي وحتى الآن.

وأوضح رياض الزهراني مؤسس الحملة أن الهدف الرئيسي من الغروب هو الاستفادة من الكوادر الشبابية في العمل التطوعي، إضافة إلى محاسبة المسؤولين من الناحية القانونية عن طريق توكيل أحد المحامين المنتمي لإدارة الغروب.

وقال لـ«الشرق الأوسط» تم التنسيق مع برنامج أصدقاء العمل التطوعي بجدة، التابع بشكل غير مباشر لأمانة محافظة جدة، لنكون بمثابة وسطاء نعلن عن المتطوعين المطلوبين من خلال الغروب ومن ثم توجيههم لمواقع العمل.

وأشار إلى أنه من ضمن المهام المحددة طلب مجموعة من الغواصين للمساعدة في تصريف المياه بمجرى السيول في نفق الملك عبد الله، غير أنه تم إنهاء المهمة من قبل الجهات المعنية قبل وصول الغواصين.

فيما يعتزم أعضاء غروب «الحملة الشعبية لإنقاذ مدينة جدة» رفع خطاب تم تجهيزه إلى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، يطالبون فيه بضرورة محاسبة جميع الأطراف المتورطة في تدهور البنية التحتية لجدة، وذلك بحسب ما ذكره المحامي وليد أبو الخير، المسؤول القانوني للحملة.

وقال لـ«الشرق الأوسط» يتضمن الجانب القانوني للغروب محورين، أولهما رفع الخطاب إلى أمير المنطقة بعد توقيع الآلاف من سكان مدينة جدة، فيما يتمثل المحور الثاني في إقامة دعوى قضائية في ديوان المظالم ضد كل من أمانة محافظة جدة التي تسلمت مبالغ مادية كبيرة منذ سنوات للقيام بمشاريع تصريفات المياه، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة كونها لم تبث تحذيراتها إلا بعد وقوع الكارثة «على حد قوله».

وأشار إلى أنه ستتم المطالبة بتعويض الأسر المتضررة على أقل تقدير، خاصة أن معظم مطالبات أعضاء الغروب المشاركين تتمركز حول محاسبة المتسببين في الكارثة وضرورة إعفائهم من وظائفهم.

من جهته أفاد جمال المنذري مدير عام برنامج أصدقاء جدة للعمل التطوعي، أن عدد المتطوعين الجدد المتقدمين على خلفية أحداث الأمطار بلغ نحو 700 شخص، إلى جانب وجود نحو 3 آلاف متطوع منذ السابق. وقال لـ«الشرق الأوسط»: نحن ننادي على الأعمال التطوعية لجميع الشباب والفتيات بهدف تنظيم العملية وإخراجها بشكل منظم، خاصة أن المهام المحددة تقضي بتنظيم السير وفتح الممرات في المواقع المتضررة، إلى جانب تنظيف المساجد التي قد يتم استخدامها فيما بعد والمسح الصحي على الأسر المتضررة بهدف توفير الاحتياجات لهم قدر المستطاع.

وأكد على أن التنسيق قائم ومستمر مع الجهات الحكومية، إلى جانب سعي الأعضاء والقائمين على الحملة للتوسع في المهام الموكلة إليهم بطريقة احترافية.