في السعودية.. الجميع يقبل الريال الجديد عدا ماكينات المشروبات الغازية

بعد مرور نحو عامين من إطلاق الإصدار الخامس للعملة النقدية

إحدى ماكينات المشروبات الغازية التي رغم تعديلها رفضت استيعاب الريال الجديد (تصوير: أحمد يسري)
TT

إذا كنت تسكن في مدينة الرياض، وخطر ببالك تناول مشروب غازي بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، فإن حظوظك في الحصول على ما تريد تبدأ بالانخفاض، فيما تنعدم فرصك إذا كنت تمتلك ريالا من الإصدار الجديد. فالجميع هنا يقبل التعامل بالريال الجديد، عدا ماكينات المشروبات الغازية، التي بدأت الشركة المسؤولة عنها مؤخرا بإدخال تعديلات على بعضها لقبول العملة الجديدة.

ولا يلجأ سكان العاصمة السعودية في العادة إلى ماكينات المشروبات الغازية (البيبسي)، إلا بعد إغلاق منافذ البيع أبوابها مساء، وهو القرار الذي اتخذته السلطات المحلية هنا، للحد من عمليات السرقة التي تزداد وتيرتها مع حلول الظلام.

واتخذت الحكومة المحلية للعاصمة الرياض قرارا يقضي بإغلاق منافذ البيع كافة أمام السكان بحلول الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ما عدا بعض منافذ البيع الكبرى، والمطاعم العالمية، التي يُسمح لها بالعمل من ساعة إلى ساعتين إضافيتين كحد أقصى.

وألقى قرار المسؤولين في مدنية الرياض، والذي أوكل تطبيقه إلى جهاز الشرطة، بظلاله على السلوك المجتمعي لسكان العاصمة، الذين دفعهم هذا القرار إلى إنجاز مقتضياتهم اليومية والحياتية كافة قبل الثانية عشرة ليلا، بعد أن كان يشكل منتصف الليل لجزء كبير منهم ـ قبل قرار إغلاق المحال التجارية ـ مساحة للهروب من الاختناقات المرورية التي باتت من الأمور المزعجة في العاصمة.

وعلى الرغم من الانعكاسات الإيجابية التي أحدثها قرار إغلاق منافذ البيع، على سلوك الأسرة، فإنه لم يُحدِث شيئا يُذكر على سلوك الشباب، الذين كان القرار بالنسبة إليهم أشبه بـ«التحدي» لمقدرتهم في الحصول على أي شيء حتى في الوقت الذي تتقلص فيه فرص الحصول على المواد التموينية.

وتشكل ماكينات بيع المشروبات الغازية، أحد الخيارات المتاحة للراغبين في الحصول على البعض منها، بعد إغلاق منافذ البيع. وأصبحت الشريحة السكانية وخصوصا التي لم يتم تعديل نظام قبول العملة الجديدة في ماكينات البيبسي الواقعة في محيطها، تحرص على استبدال ريالات قديمة بما لديها من ريالات جديدة، ويكون الخيار المتاح لهذه العملية في العادة محطات الوقود والصيدليات، على اعتبار استحالة الاستغناء عن هذين النشاطين على مدار الساعة.

وقامت الشركة المسؤولة عن ماكينات المشروبات الغازية، بتعديل أنظمة بعضها لقبولها الريال الجديد. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الماكينات المعدلة لا تزال ترفض بعض الريالات الجديدة، دون الأخرى، طبقا لتجارب قامت بها «الشرق الأوسط» أمس. وكانت السعودية قد طرحت قبل أكثر من عامين الإصدار الخامس من العملات السعودية، حيث طالت عمليات التغيير كل من فئات (الريال، الخمسة، العشرة، المائة، والخمسمائة)، فيما لا تزال تحتفظ فئتا العشرين والمائتين بشكلها القديم، وهما الفئتان اللتان صدرتا احتفاء بالمئوية الأولى.

ورافق طرح العملات الجديدة في السوق نشاطا ملحوظا في بيع الأجهزة الكاشفة لعملية التزوير، وخصوصا في ظل تسرب فئات نقدية مزورة إلى السوق، وهو ما قد يفسر تأخر بعض ماكينات الإيداع النقدي، والأخرى الخاصة بالمشروبات الغازية، في تعديل أنظمتها لاستيعاب العملات النقدية الجديدة، تخوفا من أي عمليات سحب لتلك الإصدارات.