أمطار جدة.. تنعش مواقع الأرصاد الجوية

حالات الترقب والخوف تنعكس على تناقل تنبؤات أحوال الطقس على صفحات الإنترنت

TT

ألقت أمطار جدة بتداعياتها على صفحات الإنترنت، في صورة لا تختلف غزارة المعلومات فيها عن غزارة تلك الأمطار الكارثية، حيث تسارعت وتيرة الاهتمام بالتنبؤات الجوية ونقل المعلومات من مواقع البيئة والأرصاد العالمية، إلى المنتديات والمواقع الاجتماعية المختلفة، وسط تخوف من بعض المعلومات التي تشير إلى قدوم أمطار غزيرة خلال اليومين المقبلين.

وانعكست حالة الترقب والخوف التي أفرزتها أمطار جدة، عند سكانها وسكان المناطق القريبة منها على وجه الخصوص، على مواقع الشبكة العنكبوتية التي شهدت تفاعلا كبيرا في قراءة ونقل المعلومات من وبين المواقع الإلكترونية الشهيرة مثل «فيس بوك»، و«تويتر» وبعض المنتديات واسعة الانتشار والخاصة بالمجتمع السعودي.

وفتحت حادثة جدة الطريق أمام الكثيرين لزيارة مواقع خاصة بالأرصاد الجوية، والأقمار الصناعية، لم تكن معروفة، والتي تظهر التنبؤات الجوية بالصورة والألوان، موثقة بالمعلومات والتوقعات المصاحبة، إلى جانب بعض المواقع الخاصة بخبراء في مجال الأرصاد الجوية، ليقوموا بعد ذلك بنسخها ومن ثم ببثها في منتدياتهم ومواقعهم الاجتماعية الخاصة والعامة.

وكان من المواقع الأكثر زيارة «موقع التنبؤات الجوية الأوربي» الذي يعطي توقعات متوسطة المدى من 3 إلى 8 أيام، ومكتب التنبؤات العددية البريطانية، الذي يعطي توقعات طويلة المدى، وكذلك موقع «satellite.ehbich» للتنبؤات الجوية، إلى جانب موقع «بي بي سي» للتنبؤات الجوية، ومواقع مكاتب الأرصاد الجوية الرسمية والخاصة بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ولم يكتفِ البعض بزيارة هذه المواقع الرسمية فقط، بل تعدَّو ذلك إلى مواقع متخصصة في البيئة والأرصاد الجوية التي تتمثل في مواقع الجامعات العلمية، كموقع جامعة ويسكنسن الأميركية، وجامعة دندي البريطانية.

وتفيد التوقعات على اختلاف مصادرها بأن مناطق الحزام الغربي للسعودية سيشهد هطول أمطار كثيفة خلال الأيام المقبلة إلا أن ذلك لا يشكل بحسب جميع مواقع الأرصاد العالمية، من الخطر شيئا، سوى غزارة الأمطار التي تستدعي بنية تحتية صلبة قادرة على تصريفها.

أمطار جدة التي تسببت في كوارث بشرية رجعت حسابات الكثير من سكان المدينة، تجاه التنبؤات والتوقعات الجوية لأخذ الحيطة والحذر، لكي لا تتكرر تلك المواقف المأساوية، وهو ما جعلهم يتبادلون المعلومات داخل الشبكة العنكبوتية لتفادي ما يمكن تفاديه أمام مفاجآت الطبيعة.

وأشارت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية أن تشهد سماء السعودية خلال هذه الأيام حزام سحابي يمتد من غرب وجنوب غرب البلاد حتى المنطقة الشرقية مرورا بوسطها، يصحبها خلايا رعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، والفرصة مهيأة لهطول أمطار متفرقة على أجزاء وسط المملكة ونسبة الرطوبة مرتفعة على شمال وأجزاء من شرق المملكة مع فرصة لتكون الضباب الخفيف.

وأفادت أن لكتلة الهوائية الباردة سيستمر تأثيرها على مناطق شمال وشرق ووسط السعودية، والتي تمتد إلى مناطق جنوب السعودية خصوصا الداخلية مما يؤدي إلى نشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار سماء غائمة جزئيا على معظم مناطق المملكة تزداد كميتها على مناطق وسط المملكة وأجزاء من غرب وجنوب المملكة مع فرصة لهطول امطار متفرقة على تلك الأجزاء.

في حين توقعت الرئاسة أن تكون الأمطار رعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية.

وتفيد التنبؤات الجوية عن موسم شتاء هذا العام، احتمالية زيادة الأمطار في السعودية بمعدل يتراوح بين 40 و70 في المائة، مقارنة بالأعوام الماضية الأخيرة، في حين أن درجات الحرارة في فصل الشتاء ستكون حول معدلها المناخي الطبيعي.

حيث توقع أكاديميون في مجال الأرصاد الجوية، أن تشهد السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة هطول أمطار، بزيادة نسبية عن الأعوام الثلاثة الماضية. ورجح خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن تتأثر منطقة الشرق الأوسط خلال فصلي الشتاء والربيع بمسارات المنخفضات الجوية المتحركة من فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط، باتجاه الشمال الشرقي من المملكة، حيث إن ديناميكية تكوين هذه المنخفضات التي تنشط من خلالها الرياح الشمالية الغربية، تتسبب في تكوين كمية كبيرة من الأمطار على شمال ووسط السعودية.