1.6 مليون حاج.. شهود على تنظيم الحج وأمطار جدة

ضيق الوقت وارتباطهم بحملاتهم عائقان أمام وقوفهم بالقرب من الحدث

المكاتب والمعدات المتضررة من السيول كما بدت أمس (تصوير: سعد العنزي)
TT

مليون و600 ألف حاج قدموا من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة يوم أمس وأول من أمس بعد أن أدوا مناسك الحج على أكمل وجه وسط تنظيمات متكاملة من قبل الجهات الأمنية والمعنية هناك، هم أنفسهم سيكونون شاهدين على الدمار الذي خلفته أمطار يوم الأربعاء الماضي في مدينة جدة.

وفي كل عام اعتاد حجاج الخارج على القيام بجولات في جدة عن طريق المرشدين المرافقين لهم في حملاتهم لالتقاط الصور التذكارية إما على شواطئها أو بجوار ميادينها، إلا أنهم هذا العام سيقفون ولو من بعيد لمشاهدة المناطق المتضررة وتصويرها كي ينقلوها مع أمتعتهم إلى بلدانهم.

ضيق الوقت وارتباط الحجيج بأنظمة حملاتهم قد يعيقهم عن الوقوف على «بقايا» المواقع المتضررة التي أصبحت شبيهة بمناطق «الأشباح»، لاسيما أنها شهدت موت نحو 106 أشخاص، عدا آلاف السيارات المتراكمة، غير أن ما تم بثه في وسائل الإعلام يعد كافيا لمعايشة الحدث كما لو كانوا موجودين فيه.

الحاج يسري، أحد حجاج جمهورية مصر العربية أشار إلى أن فكرة زيارة مدينة جدة ومواقعها المنكوبة راودته بمجرد أن سلّم رأسه للحلاق أثناء تحلله من الإحرام، لافتا إلى أن منظر شعره المتساقط أمامه جعله يتخيل منظر الجثث التي كانت تقع في المياه.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: على الرغم من انشغالي في تأدية مناسك الحج بالمشاعر المقدسة، غير أنني أحاول قدر المستطاع مطالعة الصحف التي كان يجلبها أحد المرشدين معه إلى المخيم، مؤكدا أنه لم يكن يتوقع مطلقا أن تتأثر مدينة جدة بهذا الشكل الذي وصفه بـ«البشع».

وأضاف: أتمنى فعلا الوصول إلى تلك المناطق، إلا أنني قد لا أستطيع نتيجة ارتباطي بحملة الحج، عدا عن صعوبة الوصول إليها، ولكني حريص جدا على جمع أكبر عدد ممكن من الصور ومقاطع الفيديو لأريها أفراد عائلتي في مصر. فيما أوضح الحاج محمد أبو مصعب من الجنسية المغربية أنه اكتفى بمتابعة مجريات أحداث الأضرار عبر الصحف التي كانت ترده في المخيم، مشيرا إلى أنه لم يكف عن الدعاء لأهالي جدة المتضررين.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: لن أستطع زيارة تلك الأماكن لضيق الوقت، عدا عن أن الوضع غير مطمئن، غير أنني تألمت لما رأيته فعلا من صور في الصحف.

فيما يرى الحاج أبو سيف أردني الجنسية أن الدمار الذي أحدثته السيول في مدينة جدة يعد مؤلما، لاسيما أنه يحب تلك المدينة.. على حد قوله. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: أصبت بذهول حينما رأيت الصور معلقة على لوحة الإعلانات عند مدخل المخيم المخصص لنا، ما جعلني أجري اتصالاتي للاطمئنان على معارفي في جدة.

وحول زيارة تلك الأماكن أفاد بأنه مرتبط بحملة، عدا عن ضيق الوقت كونه مشتاقا للرجوع إلى أبنائه الذين تركهم كي يؤدي فريضة الحج، مبينا أن اتصالاته لا تنقطع مع أصدقائه لمعرفة آخر المستجدات.