السعودية: مهنة الحجامة تنتظر إقرار ضوابطها الصحية.. قريبا

المركز الوطني للطب البديل لـ«الشرق الأوسط»: نحذر من غير المرخص لهم بمزاولة المهنة

شهدت السعودية خلال الفترات الماضية إقبالا متزايد من سكانها على الحجامة (تصوير: فيصل الدخيل)
TT

كشف المركز الوطني للطب البديل والتكميلي في السعودية، لـ«الشرق الأوسط» عن أن العمل جار على قدم وساق للفراغ من المراحل النهائية لإقرار مشروع ضوابط مهنة الحجامة، يدفعه في ذلك الإقبال المتزايد للسعوديين على مثل هذا النوع من التقليد الصحي الذي يتميز بتنشيطه للدورة الدموية والتخلص من الدماء الفاسدة في الجسم.

ويأتي ذلك في الوقت الذي شددت فيه السلطات الصحية في السعودية، على تطبيق الضوابط الوقائية والصحية على ممارسي مهنة الحجامة، بما يضمن سلامة الأدوات المستخدمة في أداء المهنة، وعدم انتقال الفيروسات، حيث حصرت وزارة الصحة السعودية إجراء عمليات الحجامة لدى المراكز الصحية الموثوق بها، وتجنب الأماكن غير النظامية.

ولكن الكثير ممن امتهنوا الحجامة من هواة وأطباء مختصين في الحجامة، وعلى رغم منع وزارة الصحة لهم، يقومون بممارسة المهنة في بيوتهم، أو أماكن خاصة يتخذونها لهم، حيث يجهزونها بكامل المعدات، إلا أن هنالك فئة ادعت إتقان هذه المهنة، اتخذت منها مصدر رزق بشكل أو بآخر، الأمر الذي نتج عنه إصابات بالغة قد تؤدي إلى الوفاة.

وأكد الدكتور عبد الله البداح المدير التنفيذي للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي، لـ«الشرق الأوسط» أن ضوابط الحجامة التي يسعى لإقرارها المركز، روعي فيها ضوابط مخصصة لكل من الممارس والأدوات المستخدمة والمنشأة العلاجية وكذلك المريض بما يضمن عدم انتقال العدوى والحد من التجاوزات الصحية والدينية والأخلاقية الموجودة لدى البعض.

ونوه الدكتور أنه في حال إقرار ضوابط ممارسة الحجامة، يتعين على جميع المواطنين والمقيمين عدم الانسياق وراء الادعاءات العلاجية والوقائية المضللة من قبل بعض مدعي الطب البديل والتكميلي غير المرخصين من وزارة الصحة، لأن ذلك يؤدي إلى أمراض تؤدي أحياناً إلى الوفاة.

الحجامة تتلخص في سحب الهواء أو الدماء باستخدام الكؤوس من مناطق معينة في الجسم بهدف العلاج، بحيث يكون سحب الدم والهواء بعيدا عن العروق والأعصاب.

واتخذ ممتهنو الحجامة طريقة تحديد أماكن سحب الدم، من خلال خبراتهم واطلاعهم على الطب القديم والتشريح وما ثبت من أبحاث حديثة بشأنها، إذ كان العلاج بالحجامة يستخدم منذ فجر التاريخ، حيث امتهنها كل من الآشوريين وقدماء المصريين واليونانيين والهنود والصينيين، وقد ثبت استخدامها في الحضارة الفارسية والإسلامية، وهى سنة ثابتة.

وتتمثل الأسباب التي تدعو البعض لإجراء الحجامة، في أن البعض منهم يفقد الأمل في العلاج الطبي الحديث، أو اتباع السنة النبوية في استخدام الحجامة، بينما يبحث البعض الآخر منهم عن زيادة مستوى اللياقة والحيوية وإخراج الدم الفاسد من جسمه. ممتهنو الحجامة كان لهم وقفة مع «الشرق الأوسط»، قالوا فيها إن الإقبال تزايد خلال السنوات الأخيرة وخصوصا في الأشهر الماضية القريبة، حيث زاد الإقبال بشكل مستمر بين الناس.

من جهته أوضح خالد الفهيد وهو في العقد الخامس من العمر، أنه منذ أن كان في سن الـ20 عاما، يقوم بممارسة الحجامة عند الحجام الذي كان في السابق لا يوجد لديه أدوات الحجامة مثل الوقت الراهن، مما يجعل الحجام هو الذي يقوم بسحب الدم بنفسه.

وبين الفهيد أنه يمارس الحجامة لغرض الوقاية وتجديد الدم في جسمه بعد أن سمع كثيرا عن فوائدها الطبية في تنقية الدم وإزالة الشوائب منه، لافتاً إلى أنه سيداوم على إجرائها خاصة بعد أن شاهد عينة من الدم الفاسد المستخرج من جسمه.

ويذكر الحجام محمد حسن، وهو يشغل مهنة الحجامة منذ عدة سنوات، أن الدوافع التي تقود الباحثين عن الحجامة، هي التأسي بما أوصت به السنة النبوية لمن يعانون من مشاكل مرضية، والبعض الآخر اتباعا للسنة النبوية والوقاية للأصحاء، مؤكداً أن الحجامة تعيد الدم لطبيعته خلال أربع وعشرين ساعة. وأوضح حسن أن الحجامة أفضل من التبرع بالدم كون التبرع بالدم يأخذ الدم الصالح بينما الحجامة تنقي الدم الصالح وتخرج الدم الفاسد من الجسم، حتى يتجدد الدم في الجسم، والغالب من الذين يمارسون الحجامة أنهم يعودون إليها مرات أخرى.