ناقلو جثث قتلى جدة.. «أيادٍ تنقل» و«أعين تبكي»

بعضهم حمل 37 جثة.. أغلبها في حي قويزة

جلسة استراحة.. في انتظار العثور على جثة («الشرق الأوسط»)
TT

على حافة شارع جاك الذي كان أكثر شوارع جدة تضررا في أمطار جدة، يجلس حسن هبة عوض العامل في قيادة سيارة نقل الموتى التابعة لأمانة جدة، منتظرا الجثة رقم 38 لنقلها إلى ثلاجة الموتى وهو الذي نقل وحمل بيديه 37 جثة فيما حمل صديقه عبد الله المولد 18 جثة أخرى.

يقول هبة لـ«الشرق الأوسط»، حملت بيدي 37 جثة خلال اليومين الماضيين منها جثث لأطفال وشيوخ وسيدات، كما حملت عدد من الجثث لبعض الرجال ومنها جثتان لرجلي أمن من أحد القطاعات الحكومية وجدا قتيلين بزيهما العسكري. وأضاف هبة «حملت بيدي أيضا عددا من الأشلاء لجثث متقطعة ومتعفنة ومنها أشلاء «رجل ويد» لم يتم إلى الآن معرفة الجثث التابعة لها». ومن جانبه يقول عبد الله المولد، نحن مرابطون في هذا المكان منذ وقوع الحادثة، وفور ورود أي جثث من قبل فرق البحث والإنقاذ يتم حملها وتحويلها إلى الطب الشرعي في مستشفى الملك عبد العزيز بجدة، مشيرا إلى حمل عدد كبير من الجثث المشوهة جراء الأمطار وأخرى جراء سقوط بعض المعدات الثقيلة عليها.

ومن جهته نفى اللواء عادل الزمزمي مدير عام الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، وجود أي قتلى من رجال الدفاع المدني أو أي إصابات فيما بينهم، وأن فرق العمل تعمل بشكل جدي في كافة المواقع، وأكد اللواء الزمزمي تسجيل 24 بلاغا مؤكدا لمفقودين يتم البحث عنهم.

وبالعودة لهبة لم يخفِ أساه بسبب المنظر المحزن الذي يراه بالنسبة للأشخاص الذين يجلسون في انتظار العثور على مفقودين من ذويهم على أبواب ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبد العزيز، وفي انتظار أخبار ذويهم وكوم الأسئلة الكبيرة التي توجه لهم وكيفية التعامل مع تلك الحالات التي ينظر لها بالجانب الإنساني بالدرجة الأولى، مشيرا إلى حجم الكارثة كما شاهده هو بقوله «نقلت في وقت واحد 6 جثث، ولم أشاهد خلال فترة عملي مثل هذا الوضع من قبل»، ومؤكدا في الوقت ذاته، أن منطقة قويزة كانت أكثر المناطق في عدد الوفيات.

إلى ذلك أكد الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، تعيين نحو 28 فردا من وزارة الصحة للعمل في مقر الطب الشرعي بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة.

وأشار إلى أن هناك إجراءات متبعه لتسليم الجثث، بحيث يتم تسليم الجثث المعلومة لذويها مباشرة، فيما يتم التحفظ على الجثث غير المعروفة ويتم تصويرها من قبل وتسجيل معلوماتها لحين ورود أي استفسارات عنها. ويأتي ذلك في وقت تواصل فرق الدفاع المدني والجهات الأخرى المساندة عمليات البحث عن مفقودين، خاصة بعد إعلان 24 مفقودا لم يتم العثور عليهم إلى الآن وتتخذ من مواقع الأحداث مقارَ للبحث.