الدفاع المدني: بين المتوفين 59 سعوديا و35 مقيما وتضرر نحو 3 آلاف منزل ومحل

فيما ارتفع عدد ضحايا «سيول الأربعاء» إلى 108 قتلى تم التعرف على 94 جثة منها

سعودي يجلس فوق سطح أحد المباني في جدة أمس فيما تبدوء السماء ملبدة بالغيوم بعد هطول الأمطار
TT

كشف العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة عن بلوغ عدد الضحايا نحو 108 قتلى، بينها 94 جثة معلومة، فيما لم يتم التعرف على البقية.

وقال خلال مؤتمر عُقد أمس الأربعاء: «بلغ عدد المتوفَّين السعوديين نحو 59، بينما وصل عدد المقيمين ما يقارب 35، مبينا أنه تم حصر نحو 55 حيا متضررا جرّاء السيول و3623 محلا ومنزلا، إلى جانب 3597 مركبة، مؤكدا أنه لا يمكن العلم بكمية الأمطار إلا قبل هطولها بنحو 40 دقيقة.

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أفاد العميد محمد القرني بوجود نحو 39 قتيلا سعوديا مقابل 20 امرأة، بينما بلغ عدد القتلى المقيمين 24 رجلا و11 امرأة، مبينا أنه سيتم الانتهاء من الحصر خلال أيام.

وأضاف: «تم إعاشة نحو و2264 أسرة وتسكينهم في شقق مفروشة، عدا عن تجهيز مراكز الإيواء التي لم يتم الحاجة إليها حتى الآن والمتضمنة قاعات الأفراح وبعض المواقع الأخرى، لافتا إلى أن عدد الأفراد التابعين للدفاع المدني والمشاركين في العمل يبلغ نحو ألفي فرد و250 ضابطا.

وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدد صفّارات الإنذار يبلغ نحو 50 صفّارة تجوب الأحياء إذا ما استدعى الأمر، إلى جانب 46 قاربا مائيا و50 معدّة ثقيلة وسبع مروحيات، بالإضافة إلى إنشاء غرفة علميات وإدارة أزمات خاصة في جدة للتعامل مع الحدث ومواجهة حالات الطوارئ.

وأضاف: «تعد تلك الإدارة منفصلة تماما عن المديرية العامة للدفاع المدني، لا سيما وأن الأخيرة متفرغة للأعمال الأخرى داخل مدينة جدة، مبينا أن هناك مراكز للإيواء سيتم استخدامها في الحالات الطارئة، بالإضافة إلى إمكانية فرض عقوبات على أصحاب الشقق غير المتعاونين في إسكان المتضررين، مؤكدا على أن الهاجس الكبير لدى الجهات المعنية يتمثل في بحيرة الصرف الصحي التي تم إعداد خطط للإخلاء من حولها متى دعت الحاجة إلى هذا.

الى ذلك, وضع الدفاع المدني السعودي خطة لمواجهة السيول والمخاطر المتوقعة في جدة خلال الأيام القادمة باستدعاء قواته التي كانت ترابط في مكة المكرمة لخدمة الحجاج، إضافة إلى ترتيب خطة لتحذير 55 حيا ممن تضررت خلال أمطار الأسبوع الماضي أو المتوقع تضررها في حالة سقوط أي أمطار على جدة أو انهيار بحيرة الصرف الصحي في أقصى الشرق.

ويأتي ذلك في وقت توقعت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة هطول أمطار على مدينة جدة خلال الأيام القادمة يؤكدها الرسم البياني لتوقعات الـ5 أيام المقبلة في الموقع الإلكتروني الخاص بالرئاسة.

إلى ذلك أكد العميد محمد القرني، مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة، لـ«الشرق الأوسط» أن «إدارة الدفاع المدني وضعت خطتها لتحذير نحو 55 حيا ممن تضرروا خلال أمطار الأسبوع الماضي، على اختلاف نسب الضرر، غير أن أحياء شرق مدينة جدة تعد أكثر المناطق تعرضا للأضرار».

وفي السياق نفسه أعلن، أمس، عن ارتفاع أعداد ضحايا الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة جدة يوم الأربعاء الماضي لنحو 108 قتلى بعد العثور على جثة واحدة خلال عمليات البحث والإنقاذ، إذ تخضع حاليا للإجراءات الرسمية المتضمنة أخذ البصمات وتثبيت المعلومات لحين التعرف عليها من قبل ذوي المفقودين.

واستعدت مدينة جدة، أمس، لموجة الأمطار الجديدة باستدعاء فرق إسناد تابعة لإدارة الدفاع المدني من مناطق السعودية الأخرى، عدا عن تمركز قوة الحج بعد أن انتهاء مهمتها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وذلك من أجل تنفيذ ما يزيد على ألف و100 آلية مختلفة تعمل عليها أكثر من 350 فرقة.

وأوضح العميد محمد القرني، مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة، أنه تمت الاستعانة بفرق إضافية لدعم الموقف، والتابعة لمخزون حالات الطوارئ، لافتا إلى انضمام نحو 350 فردا إضافيا للعمل على تلك الآليات.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه لن تتأثر خطط الدفاع المدني بالأوضاع الجديدة المتوقعة، وخصوصا أن فرق الإسناد موجودة بعد إحضارها من مناطق السعودية، عدا عن تمركز قوة الحج التابعة للدفاع المدني في جدة.

وأشار إلى وجود عدد كبير من القوارب وسيارات الإنقاذ والمعدات الثقيلة وصافرات الإنذار التي سيتم استخدامها في تحذير الأحياء والمواقع، إذا ما تطلب الموقف ذلك، مضيفا تم تزويد جدة بأكثر من 100 آلية مختلفة بفرقها من الإنقاذ والإنقاذ المائي والمعدات الثقيلة وغيرها.

وحول أوضاع بحيرة الصرف الصحي علق مدير المركز الإعلامي للدفاع المدني في جدة بقوله إنه لم تشهد البحيرة أي ارتفاع في منسوبها، لا سيما أنها لم تتعرض لأمطار إضافية، إلى جانب وجود وحدات مرابطة من الدفاع المدني وأمانة محافظة جدة على مدار 24 ساعة، عدا عن وجود فرق دوريات متحركة لمتابعة الموقف وتولي اتخاذ القرار والإشعار والتحذير بناء على ما يحدث من تغيرات.

وأعلنت إدارة الدفاع المدني بلاغا تحذيريا عن احتمالية هطول أمطار، أمس، التي من المحتمل أن تشمل العاصمة المقدسة وجدة والليث والقنفذة والأجزاء الشمالية من المنطقة، مصحوبة برياح سطحية.

وبالعودة إلى العميد محمد القرني، الذي حذر المواطنين والمقيمين من عدم الوجود في الأودية والمناطق الخطرة، والحرص على أخذ الحيطة والحذر في مثل تلك المواقع أو التنقلات خارج النطاق العمراني، ليكون هناك اتصال بعلميات الإنقاذ وإمكانية المساعدة في حال وقوع أي طارئ.

من جانبها أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وجود كميات من السحب القادمة إلى محافظة جدة، منها سحب رعدية، إلا أن كميات الأمطار المتوقعة ستكون خفيفة بعد أن تم رصدها عن طريق الرادارات، وذلك بحسب ما أفاد به الدكتور سعد مخلفي، وكيل شؤون الأرصاد في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.

وأكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في تقرير لها، صدر أمس، عن حالة الطقس المتوقعة خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة، ابتدأ من الساعة التاسعة من صباح اليوم (أمس) الأربعاء، أن تكون السماء غائمة جزئيا إلى غائمة، مع فرصة لهطول أمطار خفيفة على منطقة مكة المكرمة تشمل مكة المكرمة وجدة والطائف وأجزاء من المنطقة الوسطى (الرياض والقصيم) وأجزاء من منطقة المدينة المنورة والمرتفعات الجنوبية الغربية (الباحة، وأبها، ومرتفعات عسير، وجازان) تتخللها سحب ركامية قد تكون رعدية أحيانا، خصوصا على المرتفعات وأجزاء من منطقة المدينة المنورة، ويستمر تأثير الهواء البارد على شرق وشمال شرقي وأجزاء من وسط المملكة، يصحب ذلك نشاط في الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية.

وأعلن العقيد محمد القحطاني، مدير عام المرور في جدة لـ«الشرق الأوسط» عن انتشار الدوريات الأمنية ورجال المرور في القطاعات والطرق والشوارع الرئيسية في المدينة لمراقبة حركة السير وتنظيم الحركة في حالة سقوط الأمطار، لافتا إلى وجود فرق تعمل على حصر الأضرار في الطرقات وإشارات المرور.

وفي السياق ذاته، شكلت أمانة محافظة جدة 3 فرق عمل مكونة من رؤساء البلديات الفرعية المتضمنة أم السلم، والجامعة، والجنوب، بهدف حصر الأضرار التي لحقت بالمباني والممتلكات جراء الأمطار، كل في نطاق فرعه.

ويترأس كل فريق رئيس البلدية الذي له الحق في الاستعانة بمن يراه من منسوبي الأمانة والبلدية الفرعية، شريطة أن يقوم رئيس كل بلدية بالتنسيق مع مدير برنامج «أصدقاء جدة»، وإكمال الحصر الذي بدأه بالتعاون مع المتطوعين، إلى جانب الرفع بما يتوصل إليه الفريق خلال 10 أيام.

من جهته أوضح فيصل الشاولي، مدير عام الطرق وسكرتير اللجنة التنفيذية للأمطار في أمانة محافظة جدة، أنه تم صيانة نحو 52 مضخة منذ انتهاء أمطار الأربعاء الماضي، عدا عن فتح الأماكن المغلقة جراء مياه الأمطار وتنظيف مجاري السيول وتهيئتها تحسبا لهطول أمطار جديدة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» تم إزالة نحو 53 ألف متر مكعب من الانسدادات في مجرى السيل الجنوبي، و13 سيارة كانت متجمعة فيه، إضافة إلى 4 حاويات نظافة كبيرة سقطت بداخله، ومجموعة من الحيوانات النافقة، مشيرا إلى وجود منطقة في مدخل القناة يبلغ طولها نحو 5 آلاف متر كانت ساقطة بعمق 5 أمتار، إلا أنها أرجعت في ظل البدء ببناء جوانب المجرى.

وأضاف استشعارا بإمكانية هطول أمطار مجددا على مدينة جدة فإن جميع الفرق موجودة في المناطق التي من المتوقع أن تتجمع بها المياه لفك أغطية شبكات الأمطار من أجل استيعاب أكبر قدر ممكن من المياه، مؤكدا أن جميع موظفي الأمانة حاضرون ولم تتم الاستعانة بالعاملين في مكة المكرمة.

وبين أن وضع بحيرة الصرف الصحي أصبح مطمئنا، لا سيما أن الأمانة تعمل على تخفيف الضغط على بحيرة السد الاحترازي والماء الموجود خلف حد السد الترابي، إلى جانب بناء تدعيم وجوانب السدود الموجودة فيها، وذلك ضمن الخطط الاحترازية الموضوعة في حال هطول الأمطار، مشير إلى أنه تم الانتهاء من بناء السد الثاني للبحيرة.

وحول جدوى تلك السدود أبان مدير عام الطرق وسكرتير اللجنة التنفيذية للأمطار في أمانة محافظة جدة أن تلك السدود تم إنشاؤها لحصر المياه وزيادة رقعة تبخيرها في حال تجمع الماء فيها.

وما زالت مستشفيات وزارة الصحة معلنة حالة الطوارئ المسماة «الكود الأصفر» والمتضمنة استعدادها لتلقي أي تعليمات طارئة، وذلك بحسب ما ذكره الدكتور سامي باداوود، مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الخطة التنفيذية لوزارة الصحة ما زالت مطبقة كما هي، لا سيما أن الوضع أصبح مطمئنا أكثر من السابق، مبينا عدم وجود خطط لإخلاء المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في ظل استقرار الوضع، إلى جانب توقف استقبال أي حالات من المتضررين في السيول منذ الأسبوع الماضي.

فيما أوضح الدكتور زياد ميمش، وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي، أن من أبرز الأمراض التي من المتوقع انتشارها تزامنا مع الكارثة، هي حمى الضنك والملاريا والنزلات المعوية، مؤكدا عدم تسجيل أي حالات لحمى الضنك حتى الآن.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» خلال قيامه بجولة تفقدية مع مديرية الشؤون الصحية في جدة «إن هدف الجولة هو الوقوف على المواقع ورصدها من أجل إبلاغ أمانة جدة بضرورة رش المستنقعات وأماكن تجمع المياه وتجفيفها».

ومن جانب آخر لاحظت إمارة منطقة مكة المكرمة وجود بعض الجهود الفردية وغير المنظمة من قبل بعض الأفراد والجهات في تقديم المساعدات والتبرعات للمتضررين من السيول، الأمر الذي يترتب عليه عدم مراقبة تلك التبرعات ووصولها إلى مستحقيها.

ووجهت الإمارة مقدمي التبرعات والمساعدات بتقديم التبرعات العينية من خلال الجمعيات المعتمدة لدى الجهات الحكومية والتنسيق مع إمارة منطقة مكة المكرمة ممثلة في محافظة جدة لإشرافها المباشر على أعمال هذه التبرعات كافة، وذلك بهدف ضمان وصولها إلى مستحقيها في الأحياء والمواقع المتضررة وعدم استغلال بعض ضعاف النفوس لها.