مطالب بإغلاق مدارس المناطق المهددة بالسيول في جدة

مسؤولون: المدارس الحكومية جُهزت لاستقبال الطلاب.. وتوجيهات بقبول طلاب المناطق المتضررة

TT

تزايدت المطالب في مدينة جدة وتحديدا في المناطق المهددة بالسيول، بضرورة إغلاق المدارس خوفا من وقوع حالات غرق مع تزايد القلق بهطول أمطار في المدينة التي عانت خلال الأيام الماضية من كارثة غرق أجزاء منها، وسط تأكيدات مسؤولين حكوميين في قطاع التعليم باستمرار الدراسة في موعدها الرسمي إضافة إلى وجود توجيهات بقبول طلاب المدارس المتضررة بالقرب من أماكن إقامتهم الحالية.

ويمسح وحيد مرغلاني، وهو شاب سعودي يعمل في القطاع الحكومي، على رأس ابنته سارة (11 عاما) وهو خارج من أحد المحلات التجارية في جدة وقت الظهيرة، فاتحا باب سيارته العائلية لتدلف الفتاة مع أخيها ثامر إلى الداخل.

واستثمر مرغلاني (45 عاما) فترة الظهيرة، إذ أعقبت الأجواء المشمسة طقسا غائما صباحا في جدة بعد توقعات مصادر الأرصاد المحلية والعالمية هطول أمطار على عروس البحر ـ كما يحلو للسعوديين تسميتها ـ عقب موجة من السيول تسببت في وفاة 106 أنفس الأسبوع الماضي.

يقول مرغلاني في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن يتم تأجيل الدراسة في جدة، لأسبوعين على الأقل، حتى نطمئن على أبنائنا خلال وجودهم في المدرسة»، متزامنا مع أعلن فيه الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة أن جدة «تمر بأزمة كارثية».

وتواصل الجهات المتعلقة بالتعليم إصرارها على بدء العودة إلى المدارس الأسبوع المقبل في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إذ قال الدكتور أسامة الطيب مدير جامعة الملك عبد العزيز في جدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لن يتم تأجيل الدراسة».

وأضاف مدير الجامعة التي ينتظم فيها نحو 40 ألف طالب وطالبة: «رغم الأضرار التي شهدتها الجامعة فإننا هيأنا الفصول الدراسية للطلاب، وأوجدنا معامل بديلة».

في هذه الأثناء يطالب أولياء أمور الطلاب والطالبات في جدة بإغلاق المدارس الواقعة في المناطق التي حذرت منها السلطات الأمنية، خشية من السيل أو البحيرة في الأوقات التي يقضي في الطلاب دوامهم المدرسي، خصوصا أن في جدة طلابا وطالبات يداومون على الذهاب إلى مدارس غير قريبة من المنزل، سواء كانت بسبب التعليم الأهلي أو كون أحد الأقرباء أو القريبات يعملون في ذات المدرسة كما تقول سحر با ريان وهي معلمة في مدرسة خاصة ولها ابنة وحيدة.

وقالت سيدة أخرى (32 عاما) اكتفت بالإشارة إلى اسم عائلتها (الباهلي) وهي تقطن حي الروضة غرب جدة، وتعمل في مدرسة بحي الصفا، إلى أنها لن تسمح لابنتها الوحيدة التي تدرس في نفس المدرسة التي تعمل فيها بالذهاب إلى المدرسة، مشيرة إلى أنهم يواجهون تحذيرات من قِبل الجهات الرسمية وغير الرسمية من الأقارب والأصدقاء، حول الوجود في المناطق القريبة من مصب بحيرة المسك، أو شرق جدة بشكل عام، مضيفة: «أخشى وقوع مكروه وابنتي في المدرسة».

من جهته أعلن عبد الله الثقفي مدير عام إدارة التربية والتعليم للبنين في جدة عن البدء في أعمال تأهيل المدارس بالأحياء المتضررة من قبل شركات النظافة وإدارة المشاريع والصيانة في إدارة التربية والتعليم، مبينا أن العمل قائم حاليا على إعادة المدارس كافة إلى وضعها الطبيعي.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أصدرت إدارة التربية والتعليم توجيها لجميع مدارس مدينة جدة بقبول الطلاب المتضررين في المدارس القريبة من أحيائهم ومقر سكنهم حاليا، مشيرا إلى أنه في حال عودة المواطنين إلى مساكنهم في الأحياء فإن المدارس ستكون بجاهزية تامة لكون الفرق تعمل على مدى 24 ساعة. وأضاف: «تم توجيه مديري المدارس والمعلمين إلى مدارس بديلة للأحياء القريبة من مدارسهم السابقة ليباشروا أعمالهم بها اعتبارا من يوم السبت»، لافتا إلى أنه بإمكان الطلاب التوجه إلى المدارس القريبة من أحيائهم المتضررة والتي ستستوعب جميع الطلاب في ظل إبلاغ مكاتب التربية والتعليم في جدة بهذا الأمر ووضع خطة متكاملة لذلك.

وأشار إلى تضرر نحو 4 مدارس تضم ما يقارب 1000 طالب على اختلاف المراحل، موضحا أنه سيتم توزيعهم على نحو 760 مدرسة في مدينة جدة اعتبارا من يوم السبت.