الرمال الخلابة تعيد «أم رقيبة» لواجهة السياحة الموسمية في السعودية

مهرجان مزايين الإبل مصدر رزق سنوي للباعة.. ومطالب بوجود «صرافات آلية برية»

آلاف الشبان يتوافدون إلى أم رقيبة لممارسة هواية التطعيس («الشرق الأوسط»)
TT

باتت الرمال الخلابة بنفود أم رقيبة ـ شمال شرق الرياض ـ تمثل أحد عوامل الجذب السياحي الموسمي لهذه المنطقة البرية الصغيرة، متقاسمة الأضواء مع أشهر احتفال لمزايين الإبل في منطقة الخليج الذي يعقد فيها في موسم الربيع. ورصدت «الشرق الأوسط» توافد آلاف الشبان السعوديين من مناطق مختلفة بعد هطول الأمطار واستقرار حالة الطقس لاسيما شريحة هواة القيادة على الرمال «التطعيس» حيث أغرتهم رمال النفود الخلابة بجمالها وروعتها.

وانطلقت جموع من هواة السياحة البرية تجوب الفيافي وتقطع الأمصار متوجهين إلى نفود أم رقيبة التي تبعد 350 كيلو مترا شمال شرقي العاصمة والمعروفة بتنظيمها احتفال مزايين الإبل الشهيرة كل عام، فحولت الصحراء القاحلة إلى مدينة برية متحركة تتوافر بها مخيمات وثروات حيوانية وأسواق متنقلة تغطي جميع احتياجات الحياة من مواد غذائية، ومستلزمات الملابس، ومغاسل إلكترونية، وحلاقين، ومطاعم، وحراج للإبل والمواشي.

ويبين أحد الشباب الحاضرين في أم رقيبة، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار والأجواء الخلابة وتجمع الزوار هي التي دفعتنا إلى المجيء إلى «أم رقيبة» حيث أن أم رقيبة تتميز بـ«وجود كل ما يخطر على بال كل زائر، ولا يحتاج إلى جلب الأمتعة معه.

وذكر الشاب الذي لم يرغب الإشارة إلى اسمه في التقرير، أنه أتى ولم يحظره شيء من مستلزمات البر، مبينا أن التجول في أم رقيبة أمر في غاية الروعة ومن أفضل المهرجانات التي حضر إليها وسط توفر كل ما يحتاجه من المستلزمات الرئيسية.

وتشهد المعروضات في سوق أم رقيبة إقبال الزوار والمتسوقين في ظل توفر جميع الاحتياجات من مواد غذائية ومستلزمات ملابس، وصلت إلى وجود مطابخ ومطاعم ومقاه ومخيمات للتأجير اليومي كما أنها في مدينة، حيث تسمى عند بعض الزوار بـ«المدينة البرية»، حيث أصبحت «أم رقيبة» مصدر رزق موسمي للباعة.

من ناحيته، يقول لـ«الشرق الأوسط» تركي العتيبي إن الشخص حينما يكون متوجها إلى أم رقيبة لا يحضر معه على مركبه نقودا، مشيرا إلى أنه إذا أراد الشخص الذهاب إلى ماكينة الصرافة الآلي فإن أقرب مكان يذهب إلى مركز الارطاوية الذي يبعد ما يقارب 80 كيلو مترا.

وطالب العتيبي بضرورة استعداد الراغب في التخييم ماليا بتوفير ما يلزمه خلال فترة إقامته لكي لا يضطر لقطع مسافات طويلة، منوها بوجود الخدمات حتى بلغ الأمر لوجود خيمة «كافي شوي».

ويعد مهرجان مزايين الإبل، أحد أبرز المهرجانات المتخصصة في منطقة الخليج، حتى خصص له جائزة الملك عبد العزيز لمزايين الإبل بـ«أم رقيبة» التي تعد واحدة من أكبر الجوائز في هذا المجال على مستوى العالم العربي، يرأسه الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود رئيس هيئة البيعة. وباتت نفود أم رقيبة مزارا سنوياً ينتظره عشاق التراث والإبل ذات السلالات الأصيلة بفارغ الصبر نظرا لتجدده كل عام، وتشهد نفود أم رقيبة خلال فعاليات المهرجان إقبالا كبيرا من المهتمين بالإبل والمتنزهين لمتابعة المهرجان ومشاهدة السوق الكبير المصاحب للمهرجان الذي تعرض فيه الإبل وجميع المعروضات التراثية، كما تكتظ نفود أم رقيبة بخيام المتنزهين والمهتمين بهذا التراث الأصيل. تشير إحصائية الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال العام الماضي إلى أن التواجد اليومي الذي سبق اختتام المسابقة تراوح بين 19 و22 ألف زائر من أبناء السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، متوجا ذلك بجهود المنظمين المستمرة في المهرجان منذ ما يقارب 10 أعوام.