في جازان.. عريس وعروسه يحتفلان بزواجهما وسط ثكنة عسكرية

بعد أن تحول فندق «الأوقات السعيدة» لمأوى للضباط والأفراد المنظمين لزيارة الملك للمنطقة

سيارة تعود للعروسين اللذين عقدا قرانهما عشية زيارة الملك عبد الله لجازان (تصوير: خضر الزهراني)
TT

كان يوم أمس الأربعاء، بالنسبة لأحد شباب منطقة جازان، يوما لا يمكن أن ينسى، ففيه كان يحتفل بصباحه الأول إلى جانب عروسه التي تم زفافها إليه ليل الثلاثاء، وفيه تعثر دخوله إلى حيث يفترض أن ينام وعروسه في أول أيام شهر العسل، بسبب تحول فندق «الأوقات السعيدة» إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث تم تفريغه لسكن الضباط والأفراد الذين كانوا يعملون على تأمين زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمنطقة.

وفي الوقت الذي لم تنم فيه جازان بأكملها أمس الأول، لتكمل استعداداتها لاستقبال الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي قام أمس بزيارة سريعة لها، للوقوف ميدانيا على أوضاع النازحين جراء المعارك التي تخوضها القوات المسلحة السعودية على المتسللين الحوثيين، لم يذق الشاب الجازاني وعروسه هما الآخران النوم إلا بعد إقناع إدارة الفندق للعريس بسلوك طريق خلفي للوصول إلى غرفته.

وكان العريس قد عارض أن يدخل هو وزوجته من البوابة الرئيسية لفندق الأوقات السعيدة، تجنبا للحشود العسكرية التي كانت تملأ المكان، وكان يؤجل دخوله إلى الغرفة على أمل مغادرتها للمكان المعد سلفا لزيارة الملك عبد الله للمنطقة.

ولكن مع التقدم بالوقت، ووصول العريس وعروسه إلى حالة لا يحسدان عليها من الإعياء، نتيجة طول الانتظار، امتثلا للحل الذي تم التوصل إليه بعد جولة مفاوضات مكوكية بين إدارة الفندق والعريس، الذي كما كان حريصا كل الحرص أن يحقق لنفسه وعروسه دخولا يليق بمكانتهما كعروسين جديدين، كان يراعي مقابل ذلك الجهد الذي يبذله رجال الأمن لإتمام زيارة خادم الحرمين للمنطقة بشكل مشرف.

وقال العريس لـ«الشرق الأوسط»، التي هنأته بدورها على الزواج «كلنا فداء للوطن، وما نحن بالأساس من دون الوطن، فلأجله تهون التضحيات»، وكان بذلك يشير إلى مدى تفهمه للحضور العسكري الذي كان يملأ الفندق، للتهيئة لجولة خادم الحرمين المرتقبة.

وتأتي جولة الملك عبد الله، لمنطقة جازان، للوقوف ميدانيا على أوضاع النازحين في المخيمات التي نزحوا إليها جراء اندلاع شرارة المواجهات بين القوات المسلحة والمتسللين الحوثيين.

ورافقت زيارة خادم الحرمين الشريفين لجازان نسبة إشغال قصوى لفنادق المنطقة، والتي بالأساس كانت تصل في بعض الأيام إلى نسب إشغال عالية، نتيجة تدفق وسائل الإعلام عليها، لتغطية وقائع ومجريات المواجهات التي تخوضها السعودية ضد المتسللين.