رغم الأمطار.. الحوادث المرورية تنخفض في الرياض

جهات حكومية تستنفر لمواجهة مفاجآت الأحوال الجوية

TT

خالفت الرياض توقعات رجال المرور، التي تشير إلى احتمالية زيادة معدل الحوادث المرورية بسبب الأمطار التي هطلت على العاصمة السعودية أمس وأول من أمس، والتي تتزامن مع أول أيام العمل الرسمي بعد إجازة عيد الأضحى. ورغم السحب الرعدية وما صاحبها من أمطار تناثرت على سماء الرياض، فإن عدد حوادث السيارات انخفض إلى أقل من معدلها في الأيام العادية، إذ دفع حذر قائدي المركبات إلى انسيابية الحركة المرورية، وذلك بحسب مسؤول أمني في مرور الرياض.

وقال الرائد إبراهيم أبو شرارة، مدير التحكم والسيطرة بمرور الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاهدات اليومية لغرفة العمليات أظهرت انخفاضا في عدد الحوادث المرورية خلال اليومين الفائتين، إذ أظهرت كاميرات المراقبة المتوزعة في شوارع المدينة، حالات الحذر التي بدت على الحركة المرورية للسيارات.

وبين الرائد أبو شرارة لـ«الشرق الأوسط» أن يوم أمس لم يشهد أي حوادث خطيرة سوى سقوط شاحنة من أحد مخارج الطرق السريعة، إضافة إلى تجمع كميات من المياه أعاقت حركة السير نوعا ما، ولكن سرعان ما تم شفطها.

وأكد الرائد إبراهيم أن جهازه على أتم الاستعداد من خلال دورياته الأمنية المرورية، وقوة المهمات، للتجاوب مع طارئ يحدث، بجانب التنسيق المستمر مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، مثل الأجهزة الأمنية الأخرى، ووزارة النقل وأمانة الرياض، وشركة الكهرباء وبعض المؤسسات الخدمية. ودعا أبو شرارة قائدي السيارات إلى توخي الحذر والقيادة خلال الأحوال الجوية المتقبلة مثل هذه الأيام بنصف معدل السرعة المسموح بها خلال الأيام العادية، والتأكد من جميع وسائل السلامة في المركبات لتفادي الأخطار.

محمد الحمادي، الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة الرياض، أفاد «الشرق الأوسط» بأن تجاوب سكان العاصمة السعودية مع تحذيرات الدفاع المدني والجهات الحكومية الأخرى، أسهم إلى حد كبير في عدم تسجيل أي حالات غرق أو احتجاز خلال اليومين الماضيين. وعن بعض المستنقعات المائية التي شهدتها بعض أحياء وشوارع العاصمة، قال الحمادي إن جهازه يتعامل مع تجمعات المياه بشكل سريع، حيث يصدر توجيهاته لأمانة منطقة الرياض التي بدورها تقوم بشفط تلك المياه أولا بأول، لتفادي حصول أي أضرار جرائها.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني بمنطقة الرياض، أن جهازه الأمني أتم جميع استعداداته للأيام المقبلة، وذلك لتحسب أي طارئ، من خلال الوجود المستمر لرجال الدفاع المدني في مقارهم، وتمشيط دوريات السلامة المستمر للمواقع والمناطق ذات التجمعات المائية. ونبه الحمادي خلال حديثه مع الشرق الأوسط، جميع السكان إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن الخطرة. يأتي ذلك في الوقت الذي وجه فيه الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف، أمين منطقة الرياض، بعقد جلسة المجلس البلدي الـ68 في صباح اليوم، وذلك لمناقشة استعدادات أمانة المنطقة فيما يخص الأمطار والسيول. وكان قد أكد على رؤساء البلديات الفرعية ومديري العموم بالأمانة في اجتماعات سابقة بالحرص على عمل خطط خاصة لتصريف السيول في نطاق بلدياتهم، وضرورة بذل الجهود لمواجهة تجمعات السيول في أي موقع في المدينة، حيث أسهمت خطط أمانة الرياض لموسم الأمطار في تجنب ما كان يحدث في الأعوام السابقة من تكون بحيرات مائية في الشوارع الرئيسية، وإن كان الطريق الدائري بجهاته الأربع أكثرها تأثرا في الماضي.

وتتضمن خطط المواجهة تجهيز صهاريج الشفط المباشر، بأعداد كافية وفي جميع الأوقات تحسبا لأي طارئ.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قال حسين القحطاني، المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إن التوقعات تشير إلى هطول أمطار متوسطة خلال اليومين المقبلين على مناطق عدة من البلاد، وسط تنبؤات جوية بأن تقل إمكانية تساقط الأمطار ما بعد اليومين المقبلين. وبين القحطاني أن الأمطار التي من المتوقع هطولها هذا اليوم إلى يوم غد ستشمل أجزاء من منطقة مكة المكرمة والمناطق الوسطى في الرياض والقصيم، بالإضافة لمنطقة الشرقية، لافتا إلى وجود سحب رعدية وسماء غائمة جزئيا على أجزاء من شمال المملكة والمرتفعات الجنوبية الغربية، تتخللها سحب ركامية، حيث ما زالت الفرصة مهيأة لتكون الضباب على وسط وشمال وشرق المملكة خلال ساعات الليل والصباح الباكر من يوم غد.

وبحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، فإن المعدل العام لدرجات الحرارة سيتراوح بين 10 و28 درجة مئوية في معظم مناطق البلاد، باستثناء عدد من المناطق التي من الممكن أن تسجل درجة الحرارة الصغرى فيها أقل من 10 درجات، وذلك في مناطق تبوك التي تصل الصغرى فيها إلى 6 درجات، وطريف التي ستسجل 4 درجات مئوية، بجانب القريات التي تشير التوقعات فيها إلى تسجيل 6 درجات مئوية.

وفيما يتعلق بحركة الرياح السطحية على سطح البحر الأحمر خلال الأيام المقبلة توقعت الرئاسة السعودية للأرصاد وحماية البيئة أن تستمر فرصة هطول الأمطار على البحر الأحمر، وتكون الرياح بها رياح سطحية غربية إلى شمالية غربية بسرعة 15 ـ 38 كم/ساعة على النصف الشمالي، وجنوبية إلى جنوبية غربية على النصف الجنوبي قد تصل سرعتها إلى 45 كم/ساعة على النصف الجنوبي.

كما توقعت أن يكون ارتفاع الموج من نصف متر إلى متر ونصف قد يصل إلى مترين على النصف الجنوبي، وأن تكون حالـة البحر من خفيفة إلى متوسطة الأمواج. بينما تنشط الرياح السطحية على بحر الخليج العربي، بحيث تكون جنوبية شرقية بسرعة 18 ـ 40 كم/ساعة، وارتفاع الموج يتراوح من نصف متر إلى متر ونصف المتر وقد يصل إلى مترين، وسط حالة خفيفة إلى متوسطة للأمواج.