ارتفاع ضحايا سيول جدة لـ116.. والاستعانة بالشرع عند عدم العثور على المفقودين

انتهاء أعمال حصر الأضرار الناجمة عن السيول الأسبوع القادم

TT

أعلنت الجهات الأمنية السعودية أمس عن ارتفاع عدد الضحايا إلى نحو 116 قتيلا جرّاء سيول الأربعاء التي اجتاحت مدينة جدة، فيما تم تسليم 89 جثة معلومة الهوية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي للدفاع المدني بمحافظة جدة، والذي كشف فيه بأن عدد بلاغات الحوادث الواردة من أول يوم وحتى أمس الأحد بلغ 96452 بلاغا، وأن اليوم الأول شهد 12465 بلاغا، فيما كان عدد الحالات التي تمت مباشرتها من قبل الدفاع المدني في الساعات الأولى 1330 بلاغا، منها 133 بلاغ إحتجاز، و214 إنهيار، و89 حريق ناتج عن إلتماس كهربائي.

وبين العميد القرني أن عدد الأسر التي تم إيوائها بلغ 6505 اسرة يبلغ عدد أفرادها 22921 فردا، وأن مجموع مبالغ الإعاشة التي تم صرفها لتلك الاسر بلغ 18 مليون ريال، وترواحت ما بين 5000 ـ 62 ألف ريال للاسرة الواحدة، مشددا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وجه أن لا تكون هناك تفرقة في المعونة بين المواطنين والمقيمين، وكشف ايضا إلى أن 51 فرقة مائية يومية تابعة للدفاع المدني تباشر البحث الذي لازال مستمرا.

وتطرق المسؤول الإعلامي بالدفاع المدني إلى منطقة بحرة، والتي ذكر أن عدد الوفيات التي حدثت جراء السيول والأمطار كانت حالتين فقط، بينما تم إنقاذ 460 شخصا، وغيواء 115 أسرة، وأن إجمالي عدد المواقع والمركبات المتضررة في بحرة كانت 3500.

وكشف العميد محمد القرني لـ«الشرق الأوسط» إن الإجراءات المتبعة في حال العثور على أي جثة تتضمن التأكد من أسباب الوفاة وسن المتوفى، وذلك لضمان خلو الجثث من أي شبهة جنائية، لافتا إلى أنه لم يُعثر حتى الآن على جثث من هذا النوع.

وأشار إلى أن أكثر الضحايا التي تم العثور عليها كانت موجودة تحت الأنقاض وفي مساقط المياه والحفر، إلا أن بعضها كان في العمائر الجديدة المحتوية على أكوام من الأخشاب.

وأكد على أن عمليات البحث والإنقاذ التي يقوم بها الدفاع المدني ستستمر حتى يتم العثور على المفقودين، إلا أنه في حالة عدم إيجاد أحد منهم فستكون هناك رؤية شرعية.

وأضاف: «من الضروري تدخُّل الشرع في الوقت الذي يتم فيه وقف البحث عن المفقودين لما يترتب عليه من أمور متعددة تتمثل في الميراث وعدّة الزوجة وغيرها»، مطالبا بضرورة اهتمام الفتاوى بهذه الجوانب وإيجاد فقه للنوازل والكوارث بهدف توضيح الصورة والآلية المفروضة على ذويهم في مثل تلك الحالات.

وحول أعمال لجان الحصر أفاد مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة بأن تلك اللجان ستنهي أعمالها خلال الأسبوع القادم، عدا عن وجود آلية لجميع من تم إسكانهم من الأسر في الشقق المفروشة، مبينا أن تجديد السكن لهم سيكون بعد الوقوف على منازلهم لمعرفة مدى تضررها وإمكانية السكن فيها من عدمه.

وفي الوقت الذي فهي نفى المهندس فيصل شاولي مدير عام الطرق وسكرتير اللجنة التنفيذية للأمطار في أمانة محافظة جدة قيام الأمانة بإزالة لأجزاء في إحدى الجبال المعيقة لخط قناة تصريف بحيرة الصرف الصحي التي تربطها بشارع التحلية إلى البحر باعتبار أن مثل تلك الأعمال من شأنها أن تتسبب في تصدعات وانهيارات، أكد العميد محمد القرني استمرار العمل على ذلك من قبل الجهات المعنية.

وقال: «ما زال العمل قائما من أجل استكمال الخطوات اللازمة، إلى جانب رفع تقرير يومي للأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة من أجل إيجاد الحلول، مشيرا إلى أنه ستكون هناك حلول تسهم في كف مصائب أكبر في القادم من الأيام».

وفي السياق ذاته قامت أمانة محافظة جدة برفع واستعدال نحو 113 عمود إنارة في عدد من المواقع المتضررة من ضمنها قويزة ومخطط الصالحية والحمدانية، إلى جانب عمل الصيانة اللازمة لأعمدة الإنارة.

وبالعودة إلى مدير عام الطرق وسكرتير اللجنة التنفيذية للأمطار في أمانة محافظة جدة الذي أبان أنه تم توريد وتركيب نحو 24 خلية ضوئية و12 علبة فيوزات و8 كونتاكتورات تتراوح قوتها بين 100 و260 أمبيرا، وذلك ضمن متابعة أعطال شبكة الإنارة في جنوب جدة.

وقال: «تم رفع ما يقارب 64 عمود إنارة من شارع جاك في قويزة والمنطقة المحيطة به، إلى جانب تسعة أعمدة إنارة من مخطط الصالحية، واستعدال عمودين من الحمدانية»، لافتا إلى أنه تم توريد وتركيب 261 متر كابلات يبلغ مقاس كل واحد منها نحو 4 × 16 ملم، إضافة إلى 372 كابلا مسلحا بمقاس 4 × 25 ملم.

وأكد على أن انشغال الأمانة وتركيزها خلال هذه المرحلة سيظل منصبا في نقطة واحدة لإزالة أضرار السيول، مبينا أنهم غير منشغلين عن الرد وتفنيد ما يثار من شائعات أو اتهامات حتى إن كانت تفتقر إلى الموضوعية.

ودفعت الكارثة التي ألمّت بمدينة جدة مؤخرا بالجهات والأفراد كافة إلى الوقوف مع الأسر المتضررة ومساعدتهم كل بحسب توجهه وإمكانياته وتخصصه، إذ شكلت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة فريق عمل من المشرفين والمعلمين الذين قاموا بتنظيف عدد من المساجد المتضررة، وإزالة الأوساخ والشوائب التي خلفتها السيول، فيما لا يزال الفريق مستمرا في تنظيف مساجد أخرى بالمناطق المتضررة.

وأشار ضيف الله الحقوي الناطق الرسمي للجمعية إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ستتولى الإشراف على تلك المساجد وإعادة تأهيلها وفرشها، عدا عن إجراء الإصلاحات الكهربائية التي تشمل الإنارة والتكييف ومكبرات الصوت.

فيما قام نحو 300 متطوع من أصدقاء جدة بتوزيع السلال الغذائية والبطانيات على المتضررين من السيول والأمطار في حي قويزة بمشاركة لجنة الاحتياجات المنزلية التطوعية التي تضم بعض الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية.

وأفاد جمال المنذري مدير برنامج أصدقاء جدة بأن فريقا تابعا لهم وقف على حي قويزة واطّلع على الأضرار الناتجة عن السيول والأمطار، موضحا أنه تم تشكيل لجنة من نفس الحي للتنسيق مع الجهات الحكومية.

وأشار إلى أنه تم التنسيق لتوزيع كوبونات على الأسر المتضررة في الشقق المفروشة، إلى جانب جلب كميات من المستلزمات العاجلة من بعض التجار عن طريق الجمعيات الخيرية.

وبيّن أن حالات الكوارث هي المرادف الطبيعي للأعمال التطوعية في ظل بحث الشباب عن فرص للتطوع لا سيما أن تلك الثقافة انتشرت لدى جمهور الشباب خصوصا في المناطق المتضررة.

من جانبها أعلنت إدارة التوقعات التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن إمكانية استمرار هطول الأمطار على أجزاء متفرقة من منطقة مكة المكرمة خلال الأيام القادمة على اعتبار أن الفرصة ما زالت مهيأة لذلك.

وأشارت إلى أن الأمطار ستشمل مكة المكرمة والطائف وأجزاء من محافظة جدة والقصيم والرياض، إضافة إلى سحب رعدية أحيانا خاصة على مكة المكرمة والطائف.

كما توقعت سماء غائمة جزئيا على أجزاء من شمال السعودية وبخاصة الأجزاء الشرقية منها والمرتفعات الجنوبية الغربية تتخللها سحب ركامية على المرتفعات وأجزاء من المنطقة الشرقية، تكون الضباب على وسط وشمال السعودية خلال ساعات الصباح الباكر.

وأشار مركز التحليل إلى أن الرياح ستكون على البحر الأحمر غربية إلى شمالية غربية بسرعة تتراوح بين 15 و38 كيلومترا في الساعة على النصف الشمالي، وجنوبية إلى جنوبية غربية على النصف الجنوبي والتي تصل سرعتها إلى 45 كيلومترا في الساعة على الجزء الجنوبي.

وبيّن احتمالية ارتفاع الموج من نصف إلى متر ونصف، غير أنه قد يصل إلى مترين على الجزء الجنوبي وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج، إضافة إلى أن الرياح في الخليج العربي ستكون جنوبية شرقية بسرعة 15 إلى 48 كيلومترا في الساعة فيما سيكون ارتفاع الموج فيه من نصف إلى متر ونصف ويصل إلى مترين على الجزء الشمالي.