صنفت منظمة الصحة العالمية المملكة العربية السعودية على أنها صاحبة الرقم الأعلى في معدل الوفيات بسبب حوادث المرور، مع أكثر من 49 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة.
وكانت تقارير رسمية أشارت إلى أن السعودية سجلت 485000 حادث مروري في عام 2008، مقارنة بـ435000 في عام 2007، مما يشير إلى ارتفاع عدد الحوادث بدلا من انخفاضه، وفي عام 2008 ذاته لقي 6548 شخصا حتفهم بسبب حوادث السيارات.
وفي إطار الجهود المبذولة لنشر الوعي حول مخاطر السرعة في السعودية، انطلقت حملة لأهمية استخدام السائقين حزام الأمان، وعن ذلك يقول حامد خليل، نائب من شركة «ناتبت» المتخصصة في توفير مستلزمات الأمان «بالرغم من كل ما حققته الدولة من إمكانيات هائلة في تطوير طرق حديثة ورحبة، وتوفيرها لأنظمة مرور متطورة، وقيامها بتفعيل أنظمة الضبط الرقابي، وحرص النظم واللوائح على المحافظة على حياة الإنسان وتحقيق السلامة والأمان له، فإن مؤشر الزيادة في حوادث المرور ظل في ارتفاع مستمر، وهو أمر خطير يتطلب التحرك من أجل زيادة عملية التوعية».
وأضاف «أثبتت الإحصاءات الرسمية أن الحوادث المرورية تأتي في مقدمة الأسباب المؤدية إلى الوفاة في السعودية، حيث وصل معدل الحوادث المرورية في السنوات الأخيرة إلى قتيل وأربعة مصابين كل ساعة».
وأشار إلى أن الدراسات المرورية التي قامت بها الكثير من الدول تدل على إمكانية التقليل من مخاطر الصدمات باستخدام حزام الأمان، حيث أثبتت هذه الدراسات أن السائقين الذين يستخدمون حزام الأمان هم أقل عرضة لإصابات الرأس والصدر والتي تعد من أخطر الإصابات الجسدية التي غالبا ما تسبب الإعاقة أو الوفاة.
وقد أوضحت الدراسات أن استخدام حزام الأمان يساعد في تقليص نسبة مخاطر الوفاة أو التعرض لإصابة خطيرة نتيجة حادث اصطدام بنحو 50 في المائة، ولذلك؛ يعتبر حزام الأمان ذو الثلاث نقاط للتثبيت من أهم ما توصلت إليه تقنيات السلامة المرورية للتقليل من الإصابات. كما أشار فريق البحث الذي أجرى الدراسة إلى أن معظم دول العالم تفرض وضع حزام الأمان على السائقين وركاب المقاعد الأمامية، والقليل منها يفرض وضع حزام الأمان على ركاب المقاعد الخلفية.
وأكدوا على أنه يمكن تفادي ما يشكل 80 في المائة من حالات وفاة الركاب في المقاعد الأمامية إذا كان ركاب المقاعد الخلفية يضعون حزام الأمان، وأن استخدام حزام الأمان يقلل من نسبة الوفاة أثناء الحوادث بما يقارب 50 في المائة لركاب المقعد الأمامي وبنحو 60 في المائة لركاب المقعد الخلفي. وتوفر أكاديمية صفرا بالسعودية برامج لتوعية السائقين، وهي البرامج نفسها التي نجحت كثيرا في كبح جماح معدلات الحوادث ببلدان أخرى.