بعد حرة الشاقة.. تشققات بركان طابة تقلق سكان شمال السعودية

السكان المحليون يهجرون قريتهم المجاورة للفوهة.. وجيولوجي يؤكد استمرار التصدعات في المنازل القريبة

جانب من اجتماع عقد في تعليم نجران لبحث قضايا المدارس الأهلية («الشرق الأوسط»)
TT

أبدى عدد من سكان قرية طابة ـ شرق منطقة حائل بشمال السعودية ـ تخوفهم من استمرار التشققات والخسوفات الأرضية التي كونت أخاديد عميقة طالت منازلهم ومزارعهم وتسببت في انهيارات أرضية لآبار المياه.

وتأتي تلك التشققات الخاصة ببركان طابة، بعد أشهر من النشاط البركاني الذي حدث في حرة الشاقة بالمدينة المنورة. وقال لـ«الشرق الأوسط» بعض أهالي حائل «إن تلك التشققات أدت لهجرة السكان المحليين عن القرية قرب فوهة بركان خامد منذ آلاف السنين قد يكون السبب بذلك».

وتعد وفقا للمصادر التاريخية فوهة البركان بقرية طابة أكبر فوهة بركان في الشمال الغربي للمملكة، كما نشرت البعثة الجيولوجية الأميركية التي زارت المنطقة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.

ومن جهته، أكد الجيولوجي والمدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في حائل المهندس مبارك السلامة استمرار هذه التشققات حتى يحصل التوازن المطلوب لثبات تربة البركان، وستزداد التصدعات والتشققات في المنازل القريبة. وبين المهندس السلامة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن البركان خامد، ويبلغ قطر فوهته في أحد أجزائها أكثر من كيلو متر، وأرجع سبب استيطان تلك البقعة، لوفرة المياه والتي احتفظت بها التربة البركانية مع استمرار ضخ هذه المياه، ولازم ذلك عدم وجود تعويض لها سبب هبوط في سطح التربة مما أوجد هذه التشققات.

وقال المهندس السلامة إنه قد تمت دراسة هذه الظاهرة من قبل لجنة حكومية ضمت وزارة الداخلية ووزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وأوصت اللجنة بإنشاء مخطط سكني يقع خارج فوهة البركان ويستوعب السكان المحليين. وتم إيجاد المخطط والذي يبعد عن فوهة البركان أكثر من كيلو متر واحد وعلى تل مرتفع.

ومطلع الأسبوع المنصرم، قام مجموعة من الأهالي بمخاطبة بعض الجهات المسؤولة عن وضع قريتهم، مطالبين بتعويضهم ودراسة هذه الانهيارات والخسوف في الأرض وآثارها المستقبلية على القرية.

ومن جهته، أوضح مصدر بالدفاع المدني بحائل أنهم لم يتلقوا بلاغات عن وقوع أضرار من المواطنين. واكتفى الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بحائل بالقول إن سبب ذلك يرجع لوقوع القرية بالقرب من فوهة بركان خامد وهناك متابعة له.

وتابعت «الشرق الأوسط» التطورات حول هذه القرية، حيث قام مجموعة من الأهالي مطلع الأسبوع المنصرم بمخاطبة بعض الجهات المسؤولة عن وضع قريتهم مطالبين بتعويضهم ودراسة هذه الانهيارات والخسوف في الأرض وآثارها الأمنية على مستقبل القرية.

وقال محمد الشمري، من سكان القرية، إن القرية القديمة تم هجرها من البعض للبلدة الجدية بسبب خسف أو نزول في القشرة الأرضية أدى إلى تصدع المباني، وقد حاول أهالي طابة ترميم ما تلف من المباني ولكن من دون فائدة.

ووصف الشمري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» هذه الخسوفات بالمخيفة والمقلقة بسبب انتشارها واستمرارها، مطالبا الجهات المعنية بدارسة واستكشاف هذه الخسوفات وعمل برامج توعية عن مخاطرها ومتابعة البركان.

يذكر أن السلطات المحلية قامت قبل أكثر من عقدين بإيجاد قرية بديلة تبعد عن السابقة بألفي متر تقع على تل مرتفع، كما تمت تهيئة السكان لمواجهة أي ظرف طارئ.

ويأتي ظهور هذه التطورات على صعيد التشققات البركانية، بعد أشهر من تسجيل نشاط بركاني لبعض الحرات الواقعة في منطقة المدينة المنورة، والتي كان مركز العيص أكثر المناطق المتضررة منها.