«المربعانية» تُجبر السمك للغوص في أعماق البحر بحثا عن الدفء

ارتفاع الأسعار بين 25 و35% في أسواق «الشرقية»

بائعان في سوق السمك في الشرقية يجهزان المعروض من صيدهما («الشرق الأوسط»)
TT

ما إن تحل مربعانية الشتاء من كل عام حتى وتبدأ وتيرة صعود أسعار مأكولات البحر من أسماك وروبيان وغيرها، تبعا للهجرة الجماعية لحيوانات البحر بحثا عن مناطق الدفء.

وتشهد أسواق الأسماك في المنطقة الشرقية ارتفاعا في أسعار الأسماك والروبيان يصاحب دخول فصل الشتاء والذي بدأت أولى طلائعه الخميس الماضي، حيث ترتفع الأسعار بنسب تصل إلى أكثر من 35 في المائة للروبيان، وما يقارب 25 في المائة للأسماك.

ويشهد عادة فصل الشتاء انخفاضا في المعروض من الروبيان والأسماك رغم أن موسم صديد الروبيان يمتد إلى حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.

ويرجع الصيادون نقص المعروض في أسواق المنطقة بسبب برودة الطقس التي تؤدي إلى هجرة أنواع كثيرة من الأسماك إلى المياه العميقة طلبا للدفء، فأسماك مثل «الهامور» و«السبيطي» وغيرهما والتي تعرف بأنها أسماك قاعية تهاجر بسبب تغير درجة حرارة المياه في الشواطئ، حيث تتجه إلى مواقع أكثر دفئا والتي تتوفر في أعماق لا يصلها الكثير من قوارب الصيادين، لكون معظمها مراكب صغيرة، فيما تستثمر المراكب الكبيرة في صيد «الروبيان»، وذلك لمحدودية الفترة التي يُسمح فيها بصيد الروبيان إضافة إلى قصر الرحلات البحرية التي يتطلبها صيد الروبيان والتي عادة لا تتجاوز اليوم الواحد بينما تستغرق رحلات صيد الأسماك ما يقارب خمسة أيام.

إلا أن هذه الفترة تشهد أيضا هجرة للروبيان بحثا عن المياه الدافئة التي تجعل كثيرا من رحلات صيد الروبيان أقل محصولا مما كانت عليه في بداية الموسم الذي انطلق في مطلع أغسطس (آب) الماضي.

ورجع الصياد داود آل سعيد قلة المعروض في فترة الشتاء إلى عزوف الصيادين عن دخول البحر بسبب تدني درجات الحرارة، كما تصادف هذه الفترة من العام سفر كثير من عمال الصيد الذين يعدون العمود الفقري لمهنة الصيد في السواحل السعودية للتمتع بإجازاتهم في بلدانهم الأصلية.

ويعمل معظم الصيادين على مراكب صغيرة يقل حصادها في الصيد في فترة الشتاء، لذلك تتسبب هجرتهم أيضا في قلة العاملين في هذه المهنة والتي لا يُقبِل عليها من السعوديين إلا من لا تزال عائلاتهم تحافظ عليها كمهنة أساسية.

وقال آل سعيد إن موجات البرد التي تتعرض لها المنطقة الشرقية تتسبب في توقف الصيادين عن دخول البحر في بعض الأوقات. ويعد حجم مراكب الصيد العامل الرئيسي في تراجع المحصول من الأسماك في فترة الشتاء، لأن مراكب الصيد الصغيرة، التي تشكّل النسبة الكبرى من مراكب الصيد في منطقة الخليج، لا تستطيع الوصول إلى الأماكن التي تهاجر إليها الأسماك، حيث تحتاج إلى رحلات صيد تمتد من 4 إلى 5 أيام.

ويتراوح سعر المن (وحدة وزن تساوي 16 كجم) من سمك الهامور في الفترة الحالية بين 600 ريال للسمك من الحجم الكبير و700 ريال للسمك من الحجم الصغير، فيما يرى صيادون أن سمك الهامور لم يتراجع الكيلوغرام منه عن 45 ريالا منذ عام معللين ذلك بقلة المحصول منه بسبب كثرة مراكب الصيد التي قدر عدد ما يدخل البحر منها يوميا بـ3000 مركب، إضافة إلى استخدام الصيد بالجراجير والتي تعد مقابر لهذا النوع من الأسماك.

من جانب آخر يرى البعض أن تراجع المحصول في الفترة الحالية ناشئ عن الصيد الجائر، حيث ارتفع عدد المراكب خلال 10 سنوات من 3500 مركب صيد، إلى ما يقارب 14000 مركب.