غرفة جدة تشجع أعمال التطوع بتكريم 5 آلاف متطوع ومتطوعة ساعدوا متضرري كارثة جدة

فيما قدم البنك الأهلي مبادرة صيانة وتنظيف مجموعة من المنازل المتضررة

جانب من العمل الميداني للمتطوعين
TT

في خطوة تهدف لتشجيع الأعمال التطوعية والإنسانية، تعكف غرفة جدة التجارية على الترتيب لتكريم نحو 5 آلاف متطوع ومتطوعة يشاركون في إزالة الآثار التي خلفتها السيول المدمرة التي ضربت جدة قبل عيد الأضحى المبارك وأودت بحياة أكثر من 121 شخصا، إضافة إلى آلاف المنازل المهدمة والسيارات التالفة في قويزة وشرق جدة.

وأوضح مازن بترجي رئيس لجنة تنسيق العمل الاجتماعي ونائب رئيس غرفة جدة أن الغرفة تسعى بهذا التكريم لشكر الفتيات والشباب نظير الجهد الذي بذلوه في تضميد جراح السكان المتضررين، ودورهم البارز في توزيع التبرعات والمساعدات العينية على الأحياء التي ضربتها السيول.

وقال البترجي «لقد قام المتطوعون من الجنسين بعمل كبير وبرهنوا على أن جدة عامرة بشبابها وفتياتها الذين يتسابقون في عمل الخير دون البحث عن أي مقابل، واستطاعوا أن يرسموا صورة إيجابية رائعة للمجتمع السعودي، حيث توافدوا بأعداد كبيرة على مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات للمشاركة في أعمال لجنة تنسيق العمل الاجتماعي التي تضم أكثر من (13) جهة من مؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة، وتعمل وفق منظومة موحدة لحصر الأضرار التي لحقت بعدد كبير من أحياء جدة وتوزيع المعونات العينية والسلال الإغاثية».

وكشف البترجي عن النية لاستمرار لجنة تنسيق العمل الاجتماعي بشكل دائم تحت مظلة الغرفة التجارية الصناعية بجدة وستعنى بالعمل التطوعي واستيعاب المتطوعين من الجنسين مستقبلا وفق خطط وبرامج يتم الإعداد لها حاليا بعد نجاح التجربة وحاجة جدة إلى خدمات مثل هذه اللجنة بشكل خاص والعمل التطوعي في المملكة على وجه العموم. وعن كيفية الوصول إلى السكان المتضررين الذين يقطنون في شقق مفروشة ولم يعودوا إلى سكنهم في الأحياء المتضررة، بيّن رئيس لجنة تنسيق العمل الاجتماعي «نتلقى اتصالاتهم عبر الخط الساخن 960002285 ونقوم بتحديد أماكنهم وإرسال مندوبين للتعرف على أعدادهم واحتياجاتهم، ثم نرسل لهم السلال الإغاثية والغذائية والمعونات العينية».

من جانبه أكد أحمد عريف رئيس فريق المتطوعين في اللجنة «أن العمل في مركز جدة للمنتديات والفعاليات يبدأ من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء يوميا، حيث تم توزيع ما بين 700 و800 متطوع لتلقي المعونات العينية وترتيب وتجهيز السلال الإغاثية والغذائية التي يجري توزيعها، في حين يوجد أكثر من 1700 م».

وأشار إلى أن عدد المتطوعين المسجلين رسميا وصل إلى أكثر من 5 آلاف من الفتيات والشباب، في حين أن الدائمين الذين يزاولون العمل بشكل يومي يصل إلى 2500 متطوع، بينهم 750 متطوعا في مركز جدة للمنتديات والفعاليات يعملون على ترتيب السلال الإغاثية والغذائية وتجهيزها للتوزيع على المستحقين في الأحياء المتضررة، في حين يعمل البقية في الميدان لحصر الأضرار وتوزيع السلال الغذائية.

ونوه إلى أن لجنة تنسيق العمل الاجتماعي قامت بتوزيع المتطوعين إلى 4 لجان رئيسية لتحقيق الاستفادة القصوى من جهودهم، اللجنة الأولى للمسح والتي تتولى تحديد الأضرار وجمع المعلومات عن المستحقين للإعانة. واللجنة الثانية للإغاثة وتقدم المعونات العاجلة من سلال غذائية ومفروشات ومعونات عينية للمتضررين. واللجنة الثالثة للإيواء وتقوم بالتعاون مع الدفاع المدني بتوفير السكن البديل لمن فقدوا منازلهم في السيول، واللجنة الرابعة والأخيرة هي لجنة الإعاشة التي تتولى تقديم السلال الغذائية والمعونات لمن قاموا بالاستقرار في أماكن معلومة.

وفي ذات السياق، يشرع البنك الأهلي حاليا بتفعيل جانب آخر من مبادرته لدعم المتضررين من سيول جدة من خلال صيانة وتنظيف مجموعة من المنازل المتضررة من كارثة السيول، وذلك في إطار التعاون بين البنك الأهلي والغرفة التجارية والصناعية بجدة في تقديم الدعم والمواساة للأهالي المتضررين من تلك السيول. البادرة الجديدة من البنك الأهلي تندرج ضمن جهوده لإغاثة المواطنين الذين حلت بهم الكارثة وتسببت في حدوث أضرار فادحه بمساكنهم وذلك وفقا لما ذكره المهندس محمود التركستاني نائب رئيس البنك الأهلي ورئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية، الذي أشار إلى أن البنك قام ومن خلال لجنة إغاثة المتضررين بترشيح شركات الصيانة المناسبة والاتفاق معها ومتابعة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع. وأضاف أن عملية الصيانة سوف تشمل إزالة الطمي والمخلفات التي تركتها السيول وتنظيف خزانات المياه ورش المبيدات وتعقيم المنازل وإعادة تأهيلها لاستقبال ساكنيها مرة أخرى.

يشار إلى أن المرحلة الأولى والثانية من المساعدات التي قدمها البنك الأهلي لمتضرري السيول في مدينة جدة مؤخرا تضمنت المساهمة بمواد غذائية وتجهيز المنازل بالأدوات والمستلزمات الرئيسية من معدات تنظيف لمساعدة الأهالي في إزالة المخلفات التي جلبتها السيول، كما تضمنت منح قروض حسنة صغيرة للأسر المحتاجة وتدريب تلك الأسر على الاعتماد الذاتي من خلال تطبيق برامج تدريبية مشتركة بين البنك و3 جمعيات خيرية هي الجمعية النسائية الأولى والجمعية الفيصلية وجمعية ماجد بن عبد العزيز.

إلى ذلك علق الفريق سعد التويجري مدير الدفاع المدني على أعمال التطوع التي شاهدها في جدة بقوله «جدة غير فعلا.. لم أشاهد خلال مسيرتي العملية عملا تطوعيا من كافة الأصعدة حتى في عمليات الإنقاذ كما شاهدته في هذه المدينة من كافة أبناء المدينة وكافة المستويات».

وفي ذات السياق الخيري والتطوعي أنهت جمعية «البر» بجدة أعمالها في فتح وتهيئة الطرق في أحياء غليل وكيلو 14 المتضررة من السيول؛ وتأتي هذه الأعمال ضمن المرحلة الثانية التي أعلنتها الجمعية في وقت سابق بتعبيد الطرق وإعادة فتحها في تلك المناطق بهدف تسهيل تنقل سكان تلك الأحياء وكذلك فرق الإغاثة وآليات الخدمات المختلفة.

وقال مدير جمعية «البر» بجدة محمود عبد الله باقيس: «إن أعمال المرحلة الثانية غطت أكثر من 20 كيلومترا مربعا على مستوى حي غليل الذي تضررت طرقه ومداخله الرئيسية؛ وتم رفع النفايات المتراكمة، التي كانت بيئة مناسبة للذباب والبعوض، بمشاركة 60 آلية متخصصة في أعمال الطرق؛ إلا أن الوضع الصحي هو الأبرز نتيجة تجمع المياه الآسنة وركام الأثاث وكذلك النفايات التي غطت أجزاء كبيرة من أحياء غليل وكيلو 14.