جهود حكومية وخاصة لإعادة إعمار المناطق المتضررة من سيول جدة

نحو 3 جهات أعلنت أمس انضمامها لحملة التنظيف والصيانة والمساعدة

فرق الدفاع المدني تنتشل أول من أمس سيارة من عمق المياه في بحيرة الحرازات جنوب شرقي جدة («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت في مدينة جدة الجهود الحكومية والخاصة على كافة الأصعدة لإعادة الأمور إلى طبيعتها في عملية أشبه ما تكون بـ«إعادة إعمار» الدمار الناجم عن السيول الكبيرة التي ضربت المدينة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، والتي ما زالت آثارها واضحة حتى الآن.

وأعلنت يوم أمس كل من جمعية «البيئة السعودية» وأمانة محافظة جدة وجمعية «اكتفاء»، عن إطلاق حملة إزالة الأمطار والسيول بهدف تنظيف أحياء مدينة جدة المتضررة ورفع الأذى عن المتضررين والمنكوبين.

ويأتي ذلك في وقت تقف فيه عدد من الجهات منذ بداية الحدث كالدفاع المدني والمرور والهلال الأحمر والجمعيات الخيرية إضافة إلى التدريب المهني والغرفة التجارية وجهات أخرى متعددة.

وكشفت ماجدة أبو راس عضو مجلس إدارة جمعية «البيئة السعودية» ورئيسة قسم السيدات، عن إطلاق حملة كبرى منظمة لتوحيد الجهود المبذولة وعدم تشتتها في سبيل إزالة مخلفات أمطار وسيول جدة كمرحلة أولى.

وأشارت إلى أنه تم توفير آليات الشفط ورفع الأضرار للعمل في أحياء غليل ومدائن الفهد وكيلو 14 والصحيفة والمعمارية على أن تشمل المرحلة الثانية أحياء الحرازات والمحاميد بما يساهم في تحقيق الأهداف المنشودة وذلك بمساهمة من عُمد ومشرفي ومتطوعي مناطق الأحياء المتضررة.

وبينت أبو راس أن نحو 300 متطوع يساهمون في تلك الأعمال من سكان الأحياء المنكوبة، نافية في الوقت ذاته ما تردد إعلاميا على لسان مسؤول في أمانة جدة بتزويد الأمانة بعدد مائتي عامل في منطقة غليل.

وأضافت: «ثمة لبس في هذا الموضوع، لا سيما وأن الشباب العاملين على تنظيف تلك المنطقة خاصة منطقة غليل هم متطوعون من سكان ذلك الحي، عدا عن مساهمة متطوعي نادي الشباب البيئي في جمعية البيئة السعودية والبالغ عددهم 53 شابا في تعبئة السلال الغذائية وتوصيلها إلى الأسر المحتاجة.

فيما ذكرت الجوهرة العنقري رئيسة مجلس إدارة «اكتفاء» أنه تم تزويد الحملة بخرائط المناطق من أجل العمل بطريقة منظمة تضمن عدم العشوائية، والمساهمة في التنمية المجتمعية ومتابعة الانتهاء الفعلي منها، إضافة إلى المساهمة في الدعم المالي لزيادة المعدات والمتطلبات، لافتة إلى أن الجمعية الآن تساهم في توفير المعلومات عن الأحياء المتضررة في مدينة جدة.

إلى ذلك أعلنت أمانة جدة عن الانتهاء من إنارة مخطط المساعد في قويزة، إضافة إلى تركيب شبكة إنارة جديدة اشتملت على كابلات وأعمدة ولوحات إنارة وفوانيس وعدادات كهرباء بديلة عن تلك التي جرفتها السيول.

وأوضح المهندس فيصل شاولي مدير عام الطرق أن عدد الأعمدة التي جرفتها السيول في قويزة بلغ 100 عمود تم تركيب 90 منها، إلى جانب تركيب 180 فانوسا وإضاءة المخطط بأكمله، فيما لا يزال العمل متواصلا لإجراء التحسينات الأخرى في المخطط.

وفي منطقة قويزة شرق الخط السريع أفاد شاولي أنه تم اعتماد مقاول مشروع سفلتة الشوارع والطرق الرئيسية في الأحياء العشوائية بمحافظة جدة للعمل في عدة شوارع تحتاج إلى أعمال نظافة من الأتربة ورفع مخلفات السيول وأعمال السفلتة، مضيفا أنه تم حتى الآن تنفيذ أعمال نظافة للأتربة ورفع مخلفات بمساحة 17000 متر مربع.

وأضاف شاولي أنه تم كذلك اعتماد مقاول مشروع ربط القرى التابعة لجنوب محافظة جدة من أجل القيام بأعمال نظافة وتسوية الطريق وإزالة المخلفات ووضع طبقة من الإسفلت.

وأشار إلى أنه تم حتى الآن نظافة وتسوية الطريق بمساحة 3000 متر مربع، متوقعا الانتهاء من جميع الأعمال في الثامن من يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو نفس الموعد الذي يتوقع الانتهاء فيه من أعمال امتداد شارع جاك الذي يحتاج إلى أعمال نظافة وإزالة المخلفات وتسوية الطريق ووضع طبقة إسفلت مع رش مواد خاصة.

وفي إطار استمرار الأعمال الخيرية لمساعدة المتضررين، وزع المستودع الخيري في جدة أكثر من 72 ألف وجبة على الأسر المتضررة في الأحياء المنكوبة والمنقولة إلى الشقق المفروشة، في حين يواصل المستودع أعماله الإغاثية التي يقوم بها تحت إشراف محافظة جدة.

وكشفت التقارير الميدانية عن توزيع المستودع الخيري نحو 12 ألف و53 وجبة ساخنة على الأسر المتضررة في الأحياء المنكوبة، وذلك بالتنسيق مع عدد من المطاعم الوطنية والتي تتيح للمستفيدين اختيار الوجبة من خلال كوبونات خاصة بذلك.

وأوضح عبد الله بن علي القحطاني المدير التنفيذي للمستودع الخيري في جدة أن المستودع الخيري يوزع أكثر من 72000 وجبة ساخنة بالتنسيق مع عدد من المطاعم الوطنية، إلى جانب كوبون لكل فرد في الأسرة بقيمة 13 ريالا للوجبة بحيث يختار المستفيد المطعم والوقت المناسبين له.

وأبان القحطاني «أنه تم البدء في توزيع الوجبات الساخنة، إضافة إلى مشروع السلال الغذائية للعوائل التي هي بحاجة ماسة لأن تسد جوع أفرادها بعدما تضررت من السيول، مشيرا إلى أن المستودع يحرص على تلبية احتياجات الأسر من الغذاء بحيث تلبي هذه السلال متطلباتهم بتنوعها، عدا عن احتوائها على مواد سريعة التحضير كون بعض الأسر قد تضررت أدوات الطبخ لديهم.

ولفت إلى تنفيذ بحث ميداني يشمل الأحياء المتضررة والشقق المفروشة وذلك بهدف جمع قاعدة معلومات ضخمة عن احتياجات الأسر وبياناتها، مشيرا إلى أنه تم توفير الكثير من هذه الحاجات في ظل استمرار العمل.