مكة المكرمة: مقتل رجل أمن وإصابة آخر خلال إيقاف مهرب مخدرات

ضبطا معه شنطة حديدية بداخلها كمية من الحشيش

TT

لقي رجل أمن مصرعه وأصيب آخر في مكة المكرمة بجوار المسجد الحرام خلال استيقافهما مشتبها به كان يحمل معه كمية من المخدر داخل حقيبة في سيارته، حيث بادر بإطلاق النار عليهم من مسدس كان يحمله أثناء اقتياده إلى سيارة الأمن.

إلى ذلك أوضح الرائد عبد المحسن الميمان، المتحدث الرسمي لشرطة العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن رجلا تم الاشتباه فيه عند الساعة الرابعة فجراً، في المنطقة المركزية، عند ساحات النقل الجماعي، حيث تم إيقافه من قبل اثنين من رجال الأمن، اشتبها حوله، وطلبا منه إبراز هويته، وأثناء تفتيشه وجدا بحوزته شنطة حديدية بداخلها كمية من الحشيش المخدر، وعند اقتياده إلى داخل سيارة الأمن، أخرج من جيبه مسدساً صوبه نحو رجلي الأمن، حيث لقي أحدهما حتفه والآخر أصيب بعيار ناري نقل على إثره لأحد المستشفيات في العاصمة المقدسة لتلقي العلاج المناسب».

وأشار المتحدث الرسمي للعاصمة المقدسة، إلى أنه تم القبض مباشرة على الجاني الذي حاول الفرار إلى شارع مجاور، وتم تحويل ملف القضية إلى شرطة أجياد تمهيداً لتحويلها فيما بعد إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال اللازم.

من جانبه أوضح مهدي محمد الفاهمي، شقيق رجل الأمن الذي قتل، عبده محمد الفاهمي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن أخاه في نهاية العقد الثالث من عمره، وقد التحق بأمن العاصمة المقدسة «دوريات» في عام 1420هـ، وكان يقوم بعمله في الدوريات، في المناوبة الليلية. ويقول «تلقينا خبر الفاجعة صباحاً، والذي جعلنا نتحمل تلك الفاجعة إيماناً منا أنه قضى نحبه خدوماً لوطنه ساهرا على أمن البيت الحرام والمدينة المقدسة». وأضاف شقيق الشهيد الفاهمي أن «أخي المرحوم عبده، لديه ابنة اسمها «نمار» وعمرها ثمانية عشر شهراً، فهو في سنواته الأولى من الزواج». مشيرا إلى أن شقيقه كان محباً للخير. ومبينا أنه «للتو خرج من موسم الحج الذي كان فيه مجنداً لوطنه ساهراً على أمن وراحة الحجيج». وفي أجواء خيم عليها الحزن والألم والذهول، قال رفيق دربه وشريكه في المصاب، رجل الأمن، الوكيل الرقيب سامي المولد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «فقدت أخي وصديقي أمام ناظري، كنت قد اتفقت مع أخي الشهيد عبده، على الصلاة معا في المسجد الحرام في الفجر، لكن قدر الله كان أسبق، وإرادته كانت أسرع، ما عرفت عنه إلا كل دماثة خلق وحسن سجية».

واستدرك بالقول بصوتٍ متحشرج «كان يوم السبت هذا أول الأيام للشهيد، بعد العودة من إجازة قصيرة، وكأنه على موعد مع الشهادة».

إلى ذلك أوضح الدكتور حاتم العمري، مدير مستشفى النور التخصصي لـ«الشرق الأوسط» أن إصابة رجل الأمن سامي المولد، عبارة عن رصاصة في قفصه الصدري من الجهة اليمنى، وحالته مستقرة الآن، وإصابته سطحية، ونحمد الله أن إصابته لم تخترق القفص الصدري، ونتج عنها إصابة سطحية في منطقة الجرح، وتم عمل عملية تنظيف وتطهير للجرح، وتم عمل الأشعة اللازمة للمريض والكشوفات الصحية، وخضوعه لفريق طبي متخصص منذ قدوم الحالة للمستشفى، وتم تنويمه ووضعه تحت الملاحظة ومن المتوقع شفاؤه وخروجه في الأيام القليلة القادمة.