بعد أن كانت مواقع الأسهم الاقتصادية موضع جذب لأنظار وآمال السعوديين عليها، تحول بهم الأمر إلى متابعة آخر التطورات في الطقس على مختلف مناطق السعودية كونها تعيش أجواء ممطرة في ظل دخول فصل الشتاء، وذلك في مشهد شبيه بما يحدث في بعض الدول الأوروبية التي اعتاد سكانها على ربط ممارسة حياتهم اليومية بالأحوال الجوية. لاوتحول موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الإلكتروني «مزارا» من قبل معظم سكان وأهالي مناطق السعودية، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها محافظة جدة الشهر الماضي وما زالت آثارها مستمرة حتى الآن، بالإضافة إلى ترقبهم لأي سحب متكونة من أجل أخذ الحيطة والحذر تحسبا لأي طارئ قد يحدث.
وشهدت منطقة مكة المكرمة وضواحيها أول من أمس هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة بلغ أقصاها 43 ملم، مصحوبة بعواصف رعدية، شملت المحافظات والمراكز التابعة لها، إضافة إلى المدينة المنورة ومحافظاتها والتي سالت على أثرها الأودية والشعاب، إلى جانب محافظتي ينبع وخيبر ومركز العيص، بالإضافة إلى محافظة الطائف وتربة ومراكزهما.
بينما سجلت مدينة جدة كميات مختلفة من الأمطار التي هطلت أول من أمس، وذلك حسب ما أكده المهندس فيصل شاولي رئيس اللجنة التنفيذية للأمطار بأمانة محافظة جدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، الذي أوضح أن الأمطار التي سقطت على مدينة جدة يوم الثلاثاء الماضي تعد متفاوتة، حيث بلغ منسوبها في نطاق بلدية المطار 6.4 ملم، وفي قويزة 12 ملم، فيما وصلت إلى 17 ملم عند بحيرة الصرف الصحي.
وبالنسبة للأجزاء الشمالية من السعودية أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن هطول أمطار أول من أمس من متوسطة إلى غزيرة على منطقة الحدود الشمالية والتي شملت مدينة عرعر ومراكزها إلى جانب منطقة حائل، بينما بلغت كميات الأمطار في حائل خلال يومي الثلاثاء والأربعاء نحو 161.5 ملم موزعة على مناطق متفرقة في المنطقة، وسالت على أثرها بعض الأودية الصغيرة، بينما شهدت منطقة القصيم في اليوم نفسه هطول أمطار على مختلف مراكزها بلغت كميتها إجمالا نحو 17.5 ملم.
من جانبها أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس عن توقعات تحرك الحزام السحابي اليوم على وسط وشرق السعودية مع وجود الفرصة لهطول أمطار رعدية مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية وتحد من مدى الرؤية الأفقية على تلك المناطق، كما تشمل الأمطار الأجزاء الجنوبية لمنطقة مكة المكرمة خاصة المناطق الساحلية منها والمرتفعات، إضافة إلى هطول أمطار رعدية على مرتفعات عسير والباحة وجازان. وما زالت توقعات خبراء الأرصاد مستمرة حول احتمالية مرور السعودية بشتاء ماطر مختلف عن الأعوام المنصرمة، غير أن هطول الأمطار لن يتركز على منطقة واحدة، بل سيشمل جميع مناطق المملكة.
من جانبه أفاد الدكتور سعد محلفي وكيل شؤون الأرصاد في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن السحب الركامية والرعدية التي تسببت في سقوط الأمطار على جدة مساء أول من أمس اتجهت نحو الجنوب إلى القنفذة والمناطق الجنوبية من السعودية، إلا أنه من المحتمل سقوط أمطار خفيفة على محافظة جدة خصوصا الجنوبية منها. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه من المتوقع عودة السحب خلال الأيام الخمسة القادمة كونها تعتبر من الأيام الماطرة على المنطقة، مشيرا إلى أن أعلى منسوب للأمطار يوم أمس سجل في حي الجامعة وشمال شرقي جدة بنحو 43 ملم.