معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج يرصد ملاحظات بيئية وأخرى إجرائية في الحج المنصرم

قال لـ «الشرق الأوسط»: حج هذا العام يعد الأفضل

TT

سجل معهد خادم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة ملاحظات بيئية وأخرى إجرائية عقب موسم حج هذا العام جاء في مقدمتها مشكلة مكب النفايات كلما تم الابتعاد عن المشاعر، إضافة إلى سلوكيات بعض الحجاج المتعلقة بالنظافة، إضافة إلى تجاوز بعض الحجاج نقاط فرز الحج راجلين.

وكشف الدكتور ثامر الحربي مدير معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج لـ«الشرق الأوسط»: «أن أولى الملاحظات التي سجلها معهد خادم الحرمين الشريفين، أثناء موسم حج 2009 هو مكبات النفايات المتراكمة كلما تم الابتعاد عن المشاعر المقدسة، مؤكدا أن النظافة داخل المشاعر وحولها كانت في وضع ممتاز، وملاحظتنا على المناطق التي تحوي مكبات النفايات كلما ابتعدنا عن المشاعر، والمعهد يحذر من المشاكل الصحية والبيئية التي قد تنتج لا قدر الله جراء بقائها لفترات أطول».

وأضاف مدير معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج «أننا نعاني من سلوكيات بعض الحجاج فيما يختص بعمليات النظافة، وعدم تخصيصهم لبقايا المأكولات في الحاويات التي تم تجهيزها من قبل أمانة العاصمة المقدسة». مؤكدا «أنه يجب على مؤسسات الطوافة توعية حجاجها بشكل أكبر في الأمور البيئية، وتحذيرهم من مغبة ترك بقايا الطعام أمام الخيام المعدة لهم».

وبين «أن حج 2009 هو الحج المثالي وسجل نجاحا متميزا، على الرغم من بعض الهفوات التي تم تسجيلها ورصدها، مشيرا إلى أن ظاهرة الافتراش قلت عن موسم حج 2008 بنسب متفاوتة وسجل حضوره في أماكن جديدة، وما زالت ثقافة بعض الحجيج تقود نحو الافتراش». مبينا «أن قرار منع دخول مركبات أقل من خمسة وعشرين راكبا كان في مكانه، وفك سيلا من الاختناقات كان ستحدث لو لم يفعل هذا القرار بشكل جدي».

وأضاف مدير معهد خادم الحرمين الشريفين «أن من السلبيات التي تم رصدها هذا العام، أعدادا كبيرة من الحجاج يتجهون راجلين من مناطق «الفرز»، وهو ما أوصى به المعهد بضرورة تأمين سيارات ومركبات لهؤلاء الراجلين عند نقاط الفرز بأي طريقة كانت، خاصة تلك المناطق والتي عادة تكون قريبة من المشاعر، وهنا أقصد القريبة من طريق مكة - الطائف، ونحن في المعهد نسعى دائما نحو الأفضل، ونتلمس جميع النقاط ونحاول بلورتها في مجال التطوير والتجديد، كي تكون إيجابية في مواسم الحج للعام القادم».

وحول تأثيرات بيئية قد نتجت جراء أعداد الشاحنات الكبيرة التي وفدت إلى مكة، أشار الدكتور ثامر الحربي إلى «أننا لمسنا تقدما كبيرا في الرصد البيئي في داخل المشاعر المقدسة، خاصة بعد خفض أعداد تلك الشاحنات، وساعدت هذا العام حركة الرياح والأجواء التي كانت تقوم بعملية تنظيف وتطهير بفضل من الله ومنه، أما في داخل العاصمة المقدسة والعزيزية، فما زال الوضع على ما هو عليه، وهذا نتاج طبيعي لكثرة أعداد الحجيج في كل عام، وبشكل عام كانت هناك جهود مبذولة ونسعى نحو رصد دقيق في هذا الشأن، ولكن في المجمل فقد سجل هذا العام تميزا عن الأعوام المنصرم، وتضافرت فيه كل الجهود التنسيقية، خاصة في ترتيب الحركة المرورية وقفل وفتح المنافذ استنادا لكمية المركبات وكثافتها».

وأضاف مدير معهد الحرمين، في خصوص ما تبقى إلى هذا الأيام من الحجاج، أن الوضع ما زال مبكرا لرصد أعداد المتبقين والأسباب التي أدت إلى تخلفهم، قد لا تكون معهم الأسباب في بقائهم بسبب النية في البقاء، لكن بعضها قد يعزى إلى ترتيبات في الخروج وجدولة في رحلات الطيران ليس إلا، وتبقى من موسم الحج بالنسبة لنا أسبوعان، ومعظمهم يتهيأون للعودة وهو ما نلاحظه من خلال رصدنا لحركة الفنادق والطرق السريعة، ووزارة الحج لديها تقارير يومية في عملية المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، ولديها بالتأكيد استراتيجياتها في هذا الشأن.

وأبان أن نسبة انخفاض أعداد المركبات بعد النفرة هذا العام عن العام المنصرم هي 78 في المائة، نتيجة لقرارات المنع، وتوقيت الانتظار لتحرك الباصات قل بشكل كبير عن العام المنصرم كذلك، وسجلنا أنه بعد انتهاء الدور الأخير في الجمرات كانت هناك انسيابية في الحركة ولاحظنا أن معظم الحجاج كانوا يقومون بعملية تصوير وأخذ لقطات للتاريخ والوداع، في الوقت الذي كان نفس الموضع قبل سنوات ترصد فيه وفيات نتيجة الاختناقات والتدافع، وهذا الشيء يسجل للسعوديين حكومة وشعبا في عملهم الدؤوب نحو التسهيل على الحجاج القادمين.