بعد كارثة جدة.. أهالي حائل يتخوفون من تكرار سيول 1998

الطوب أمين المنطقة لـ «الشرق الأوسط»: دراسة خلال عام لمعرفة مجاري السيول

جهود متواصلة لتفريغ تجمعات مياه الأمطار (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

لا يزال خطر السيول هاجس أهالي منطقة حائل (شمالي السعودية) بعد كارثة سيول جدة، نظرا لأن منطقة حائل يحيط بها عدد من الأودية التي تتفرع من جبال اجاء التي تحيط بحائل من الغرب والجنوب، ومن أشهرها وادي مشار في غرب المنطقة، والأديرع، وتعبر وسط عدد من أحياء المنطقة مشكلة خطرا يهدد ساكنيها.

ويأتي هذا التخوف في ظل عدم وجود خارطة للأودية ومجاري السيول في المنطقة إلى الآن، وإن كانت الأمانة تعمل على إنجازها في غضون سنة من الآن، إضافة إلى أن المنطقة تشهد هذه الأيام أمطارا متقطعة.

يذكر أن المنطقة شهدت سيولا عارمة منتصف الثمانينات الميلادية وأيضا عام (1418هـ) 1998، تسببت في خسائر مادية وبشرية، ولا يزال الأهالي يخشون تكرار هذه الحوادث في ظل عدم وجود تصريف للسيول ومشروعات لدرء أخطارها.

أمام ذلك، قال المهندس عبد العزيز الطوب، أمين أمانة منطقة حائل إن هناك دراسة مع مكتب استشارات لوضع خارطة شاملة لمجاري السيول في حائل وسيتم الانتهاء منها بعد عام وستزود جميع الجهات المعنية بها.

وأضاف الطوب أن الدراسة ستشمل جميع الأحياء في حائل ومتابعة مجاري السيول ومخارجها لإيجاد أفضل الحلول، وللحيلولة دون تأثيرها المباشر على المواطنين.

وبين أنه وجه الإدارات المعنية كافة بأمانة المنطقة ببذل الجهود والعمل على معالجة ما يحدث جراء هطول الأمطار داخل الأحياء والشوارع والميادين العامة، مفيدا أنه وجه رؤساء البلديات بالمنطقة بمتابعة ذلك في المدن والقرى الواقعة في نطاق خدماتها وإبلاغ أمانة المنطقة متى ما دعت الحاجة لمساندتها.

من جهته، أكد الناطق الإعلامي في الدفاع المدني بحائل الملازم عبد الرحيم الجهني أنه يتم التنسيق والمتابعة مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة لمتابعة التقلبات الجوية وعلى ضوئها يتم إصدار التحذيرات للمواطنين والمقيمين.

وأضاف الغامدي أنه يتم عمل توعية للمواطنين وتقديم الإرشادات والتوجيهات مع هطول الأمطار، ومنها عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة وعدم التنزه حول أماكن السيول والمستنقعات، مطالبا بعدم إقامة المخيمات في بطون الأودية أو النوم بداخلها، بسبب احتمالية مداهمة السيل بغتة، وكذلك عدم النظر في مجرى السيل من أعلى وعلى مقربة منه، لأن ذلك يسبب الدوار وفقدان القدرة على التركيز مما يسبب السقوط ومن ثم الغرق لا قدر الله. وشدد على تجنب السباحة في مياه السيول والأمطار، وعدم الجلوس في بطون الأودية أثناء هطول الأمطار.

من جانبه، تخوف نايف فريح الشمري، من سكان حي اجا شمال حائل، من جريان وادي مشار الذي يمر من أمام منزله. ويقول الشمري إنه «مع كل هطول للأمطار نتخوف من جريان للوادي، الذي سيتسبب في كارثة، نظرا لمروره وسط الحي وانسداد مجراه بمشروع تعليمي».

وذكر الشمري حادثة تعرض لها عدد من سكان الحي إثر جرف السيل سيارتهم إلى شرق الحي بالقرب من كلية البنات التابعة لجامعة حائل.

من جهته، حذر نائب رئيس المجلس البلدي في مدينة حائل هتاش حضيري الهمزاني من تعرض حائل لما حدث بمحافظة جدة، إذا لم تتحرك الجهات المعنية وأزالت الخطر المحيط بها بسرعة تنفيذ بعض المشروعات لدرء أخطار السيول وإبعادها عن الأحياء التي تقع داخل الأودية وتضم أحياء عدة ويقطنها آلاف السكان.

ويتابع الهمزاني حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «لا تحتاج الأمطار إلى الكثير لجريان الأودية والسيول وإغراق أحيائها التي تحاصرها الأودية، ومنها حي النقرة الذي غرق عام 1418 والخماشية الذي شهدنا غرقه عام 1405 وتم إخراج سكانه عن طريق القوارب، وحي السويفلة الذي يحيط به وادي الأديرع من أربع جهات وما زال مهددا على الرغم من أنه غرق بالكامل عام 1405 ولم يتمكن السكان من الخروج منه حينها إلا عن طريق الهليكوبتر».

وأضاف الهمزاني أن «التخطيط العشوائي سيقود المنطقة لذلك، وعدم الاستعجال بإنقاذ حائل سيفاقم الكارثة لا قدر الله»، مضيفا أن تخطيط المخططات السكنية وفق الطبيعة الجغرافية لها سيكون أحد الحلول.