إعلان الفائزين في انتخابات غرفة الشرقية.. والنساء يتوجهن لوزير التجارة طلبا لـ«الكوتة»

تكتل يضم 40 سيدة لمقابلته بصورة «استثنائية» الأسبوع المقبل.. والمطالبة بتعيين المرأة

صورة جماعية للفائزين في الانتخابات («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت لجنة الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية أمس نتائج انتخابات الدورة الـ16، بفوز 12 مرشحا وخسارة المرشحات الثلاث في انتخابات وصف حجم المشاركة فيها بـ«التاريخي»، في حين علمت «الشرق الأوسط» عن تشكيل تكتل نسائي يضم حتى الآن نحو 40 امرأة لمقابلة وزير التجارة والصناعة لإقرار تعيين إحدى السيدات في عضوية المجلس.

وأعلنت يوم أمس لجنة الانتخابات في غرفة الشرقية، فوز كل من عبد الله العمار (833 صوتا)، فهد الشريع (829 صوتا)، عبد الرحمن الراشد (653 صوتا)، غسان النمر (516 صوتا)، حسن الزهراني (436 صوتا)، خالد القحطاني (424 صوتا)، وجميعهم من فئة الصناع. أما فئة التجار، ففاز فيها: إبراهيم الجميح (610 أصوات)، صالح السيد (509 صوتا)، فيصل القريشي (414 صوتا)، خالد العمار الدوسري (376 صوتا)، عبد الله المجدوعي (346 صوتا)، عبد الهادي الزعبي (337 صوتا). وتبقى أمام المرشحين مهلة أسبوع للتقدم بطعونات إلى لجنة الانتخابات.

وقد غاب عن النتائج عنصر المفاجأة المعتاد، بسبب انتشار قوائم متوقعة للفائزين بواسطة رسائل الجوال خلال اليومين الماضيين، والتي صدقت غالبية توقعاتها، بالنظر للمكانة الاقتصادية أو الاجتماعية لمعظم من فازوا في انتخابات الدورة الـ16.

ورغم أن انتخابات غرفة الشرقية كسرت الرقم القياسي لعدد الناخبين على مستوى الغرف السعودية، بما يفوق الـ8 ألاف ناخب، إلا أن حصة النساء منها ظلت الأضعف، حيث لم تشارك سوى 67 ناخبة من بين نحو 890 سيدة ممن يحق لهن التصويت (7.5 في المائة)، إذ أظهرت النتائج النهائية تواضع عدد الأصوات التي حصلت عليها المرشحات الثلاث، كالتالي: دينا الفارس (77 صوتا)، سعاد الزايدي (17 صوتا)، فوزية الكري (9 أصوات).

وبلمحة سريعة على الأسماء الفائزة في هذه الدورة يتضح أن أعضاء مجلس الإدارة في الدورة السابقة الذين خاضوا هذه الانتخابات احتفظوا بمقاعدهم، وهم عبد العمار وعبد الرحمن الراشد وغسان النمر وخالد بن حسن القحطاني، فيما عاد إبراهيم الجميح العضو في الدورة قبل السابقة إلى عضوية مجلس الإدارة، كما أسفرت الانتخابات عن دخول 7 أسماء جديدة لعضوية مجلس إدارة الغرفة المقبل.

وبعد ساعات قليلة من إعلان نتائج انتخابات غرفة الشرقية فجر أمس، والتي أظهرت خسارة المرشحات الثلاث مقابل فوز رجال أعمال المنطقة بأصوات وصف عددها بـ«التاريخي»، علمت «الشرق الأوسط» عن تشكيل تكتل نسائي يضم حتى الآن نحو 40 امرأة من سيدات أعمال المنطقة الشرقية، سيتوجه لمقابلة وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل، على هامش حضوره لقاء الصناعيين الثالث الذي تنظمه غرفة الشرقية يوم الاثنين المقبل، ويسعى التكتل من هذه المقابلة الاستثنائية للمطالبة بتعيين إحدى السيدات ضمن المقاعد الست التي ستعينها الوزارة.

وكشفت هيفاء الرميح، وهي نائبة رئيسة لجنة سيدات أعمال الشرقية، هاتفيا لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجري حاليا تشكيل تكتل نسائي يجمع أبرز سيدات أعمال المنطقة الشرقية، وضم حتى ظهر أمس نحو 40 سيدة، مفصحة عن بذل الجهود للقاء الوزير عبر هذا التكتل وإيصال طلب تعيين امرأة في مجلس إدارة غرفة الشرقية باسم سيدات أعمال المنطقة، وذلك خلال زيارته المرتقبة للشرقية، ومن دون انحياز لسيدة معينة، حسب قولها.

وترى الرميح أن المنطقة الشرقية تضم كفاءات نسائية جديرة بالوصول لمجلس إدارة الغرفة، وهو ما تتفاءل بتحقيقه بواسطة التعيين الوزاري المنتظر، سواء من بين المرشحات أو خارجهن، وحول تقييمها لتجربة المرأة الانتخابية، وصفتها بالـ«جيدة»، وتابعت قائلة «لا تعتبر المرأة خسرت، مع عدد الأصوات الانتخابية غير المسبوق لهذه الدورة ومع النظام الجديد بالتصويت لمرشح واحد فقط.. كانت هناك صعوبة كبيرة في نجاح أي مرشحة».

من جهتها، أكدت الأميرة مشاعل بنت فيصل، وهي الرئيسة الفخرية لمنتدى سيدات أعمال الشرقية، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن المنتدى خاطب وزير التجارة منذ بدء الانتخابات وقبل ظهور النتيجة حول ضرورة تعيين إحدى السيدات في مجلس إدارة الغرفة، وهو ما أوضحت أنه يأتي في إطار دعم ومساندة المرشحات وسيدات أعمال المنطقة ككل.

وأضافت الأميرة مشاعل بالقول «أعتقد أنه حان الوقت كي تكون في الشرقية سيدة تعبر عن أصوات السيدات في مجلس إدارة الغرفة التجارية»، وأرجعت أهمية هذا الدور إلى إشراك المرأة في صنع القرار عبر وسيط نسائي داخل الغرفة، بما يدعم ويحسن من واقع سيدات أعمال المنطقة، وعبرت هي أيضا عن تفاؤلها بأن تتوجه وزارة التجارة لتعيين إحدى السيدات خلال الفترة المقبلة.

وبالنسبة للمرشحات الخاسرات، طالبت سيدة الأعمال فوزية الكري، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، بتعيين امرأة بمواصفات معينة، قائلة «نريد امرأة من الطبقة الوسطى، تكون أعلم بهموم ومتطلبات المرأة العاملة، لا نريد أن يكون التعين مجرد منصب وجاهي لسيدة من طبقة معينة تبحث من ورائه عن (البرستيج)»، وكشفت أنها رفعت برقية عاجلة لوزير التجارة حول ذلك. وعن إمكانية اشتراكها ببادرة مقابلة الوزير، قالت «أنا محبطة الآن، لكن من هنا إلى يوم الاثنين سأفكر وأقرر».

وشنت الكري هجوما لاذعا على سيدات أعمال وناخبات المنطقة الشرقية، متسائلة «أين ذهبت أصواتكن ووعودكن؟»، واعتبرت صوت المرأة غائبا باختيارها، بقولها «معظم النساء ما زلن يفضلن أن يكن مجرد تابعات ولا يرغب بتحسين أوضاعهن»، ورأت أن حضور المرأة في الانتخابات جاء فقط لدعم الرجل، وهو ما أرجعته لغياب الوعي الانتخابي والحقوقي لدى عموم النساء.

أما المهندسة سعاد الزايدي، والتي رشحت نفسها أيضا ولم يكتب لها الفوز، فقد رأت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن فوز السيدات لم يكن متوقعا منذ البداية، واصفة المرشحات النساء بـ«الأقلية»، مضيفة «نحن قلة ونواجه إعصارا كبيرا أمامنا، لكن عندما تتحد هذه القلة أكثر من مرة فسنصل»، واكتفت بالقول «أملنا الآن في التعيين»، مؤكدة على وجود رجال أعمال يطالبون هم أيضا بتعيين سيدة في مجلس إدارة الغرفة.