المشروبات الغازية بضاعة السعوديين الجديدة من البحرين بدلا من الحلوى

ارتفاع أسعارها أعاد الاعتبار للنقود المعدنية

TT

بعد أن كان السعوديون يعودون من البحرين محملين بكميات من الحلوى البحرينية التي تباع في أسواق المحرق، باتت المشروبات الغازية صنفا آخر يضاف إلى سلة تسوق الزائر السعودي للبحرين.

حيث يساهم فرق السعر الذي أحدثته زيادة أسعار المشروبات الغازية في السعودية بنسبة 50% في اتجاه عدد من عابري جسر الملك فهد إلى جلب المشروبات الغازية من البحرين التي يبلغ سعر الكرتون الواحد منها في البحرين قرابة 22 ريالا بينما يصل في السعودية إلى أكثر من 30 ريالا. ولم يعد مفاجئا للعاملين في مصلحة الجمارك بجسر الملك فهد أن يعثروا خلال عملية تفتيش القادمين من البحرين على عبوات المشروبات الغازية ضمن أمتعة المسافرين ويبررون عملهم هذا بارتفاع أسعارها محليا وكونها تأتي ضمن سلع الاستخدام الشخصي وليست لأغراض تجارية. يأتي هذا الاتجاه في سياق رد الفعل الشعبي الذي أحدثه قرار زيادة أسعار المشروبات الغازية بنسبة 50% الذي بدأته شركة «بيبسي» لدى وكلائها كافة في السعودية ثم تلتها بأيام شركة «كوكاكولا» العالمية. وتضمن رد الفعل اهتماما لدى المستهلك السعودي بحمل العملات المعدنية، حيث يعد الريال أصغر فئة ورقية بينما تبلغ أسعار المشروبات الغازية الجديدة ريالا ونصف الريال وهو الأمر الذي يحتم إعادة حمل القطع المعدنية أو الاكتفاء بالعلك والحلويات التي تجبر هذا النصف. وهو الأمر الذي يراه اقتصاديون بأنه حصيلة إيجابية لارتفاع أسعار المشروبات الغازية التي تمثل سلعة يومية يندر الاستغناء عنها. مبررين الأمر بأن التعامل مع العملة النقدية التي تمثل القيمة الصغرى من الريال وتبلغ ربع ونصف الريال، إضافة إلى إصدار عملة معدنية بقيمة ريال واحد مؤخرا، هو أمر يحفز على التوفير والاهتمام بالوحدات البسيطة من المال على المستوى الفردي، ويقلل من تكاليف طبع العملات الورقية التي تعد ذات تكلفة أعلى من سك العملات المعدنية. المحلات التجارية انقسمت تجاه مفهوم العملة المعدنية الذي بات مكونا لحصالة المستهلك العادي بالحرص على توفيرها في صناديق الكاشير بعد أن اتجه المستهلك إلى طلب العملة المعدنية بدلا من الرضا بسلعة إضافية تجبر النصف المتبقي مثل الحلويات والعلكة وذلك لاستخدامها في عملية الشراء التالية لهذه المشروبات كما يذكر أحد العاملين في أحد محلات البقالة لبيع المواد الغذائية. محلات أخرى مثل المطاعم اختارت أن ترفع عنها هذا العبء ببيع المشروبات الغازية بسعر ريالين للعبوة الواحدة وذلك للهروب من مصيدة النصف المتبقي. وفي سياق آخر، اعتبر خبراء في مجال التسويق أن رفع أسعار المشروبات الغازية في هذا الوقت هو اختيار خاطئ حيث تنخفض أرقام المبيعات نظرا لدخول فصل الشتاء وتراجع استهلاك المشروبات الباردة التي يعد الصيف توقيتها المفضل حيث يصبح من السهل خسارة انتماء المستهلك للمنتج في الوقت التي لا يصبح فيه المنتج ملحا مثل فترات الشتاء وموسم البرد، بينما سيكون الأمر ذا تأثير أقل إذا تم اتخاذه في فترة الصيف. موضحين أن هذا الأمر قد يحفز على مقاطعة المشروبات الغازية التي تجد في الأساس معارضة تنطلق من التحذيرات الصحية المصاحبة لها.